الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينما العربية بين الأوسكار واللؤلؤة السوداء

السينما العربية بين الأوسكار واللؤلؤة السوداء
16 أكتوبر 2007 02:33
تقود دولة الإمارات حركة ثقافية وفكرية رائدة في المنطقة العربية من خلال عدة مبادرات عصرية وجريئة تتسع دائرتها لتشمل مختلف الميادين التنموية والاقتصادية والفكرية والثقافية والخيرية· ومن بين هذه المبادرات كان مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي· وإذا كانت عربة السينما الإماراتية لم تنطلق بعد إلا من بعض المبادرات الفردية والتي لم توفق كثيراً ولم تتجاوز المحيط المحلي، فإن المرحلة المقبلة تعد بالشيء الكثير، وها نحن نرى مبادرات طموحة جداً لكنها تضع الحصان أمام عربة السينما الإماراتية من خلال الاتفاقية بين شركتي الدار وأبوظبي للإعلام وشركة وورنر الأميركية العملاقة· والى أن نصل الى مرحلة الإنتاج السينمائي كصناعة مربحة تبقى المهرجانات هي الحصان الذي نراهن عليه من اجل إيصال السينما العربية الى العالمية· فالأفلام العربية من المحيط الى الخليج لم تصل الى أي دور عرض عالمية إلا عندما تعرض في صالات العرض الخاصة بمهرجانات السينما العالمية، وعلى قلتها فإنها غالباً ما توضع ضمن المنافسات على الجوائز المخصصة للأفلام الأجنبية، أي الناطقة بغير الإنجليزية· ومن مهرجانات الأوسكار الذي تقام عادة في بوليفارد هوليوود الى مهرجان أبوظبي الذي يقام في قصر الإمارات تتنقل أفلامنا العربية تنافس للحصول على جائزة ونادراً جداً ما تصل الى نهائيات المسابقة، فهل تحصل هذه المرة على اللؤلؤة السوداء؟· الواقع انه وبالرغم من أن صناعة السينما أصبحت صناعة تدر أرباحا خيالية شرقا كما في الهند أو في بوليوود تحديدا أو غربا كما في الولايات المتحدة وهوليوود على وجه التحديد، إلا أن السينما العربية لم تتمكن من الخروج من النفق المظلم الذي دخلته منذ ثمانينات القرن الماضي، فالمشاهد العربي يتذكر جيداً أفلام الستينات والسبعينات من القرن الماضي لكن لا يكاد يذكر ما بعد ذلك· وبرغم أن التقنيات تطورت وأنشئت مدن متخصصة في الإنتاج السينمائي وزادت الاستثمارات العربية في السينما، إلا أن ذلك لم يساعدها في الوصول الى العالمية، والحالة الوحيدة التي تصل فيها الى العالمية هي المهرجانات·· كما حدث عندما وصلت بعض الأفلام العربية منها مصرية وفلسطينية وجزائرية الى مهرجانات عالمية وتمكنت من المنافسة الى حد ما· لكن من يذكر انه شاهد فيلماً عربياً يستطيع أن يقول انه فيلم يصل بتقنيات إنتاجه أو بإخراجه أو تصويره الى مصاف الأفلام العالمية·· وإذا كانت الأفلام العربية لم تتمكن من الوصول الى العالمية فإن الأفلام الخليجية عبارة عن محاولات فاشلة لم تلق أي نجاح يذكر·· ما هو السبب في ذلك؟ هل يعقل أن يكون الأمر مرتبطا باللغة؟ لا يعقل والدليل أن الأفلام الهندية والصينية واليابانية تجاوزت حواجز اللغة لتصل الى العالمية· إذن ربما يكون سبب التخلف في المدرسة الإخراجية أو في الإمكانيات والميزانيات، وهذا أيضا مستبعد؛ لأننا شاهدنا أفلاما روائية أنتجت بإمكانيات وتقنيات اقل جودة من الموجود في المنطقة العربية لكنها لاقت نجاحاً باهراً· فهل نرى انطلاقة عصرية للسينما العربية نحو العالمية من خلال مهرجان أبوظبي؟ وهل تتحول اللؤلؤة السوداء الى أوسكار الشرق الأوسط؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©