السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بلال البدور: دعم المبدعـين ونقــل الفعــل الثقافي

بلال البدور: دعم المبدعـين ونقــل الفعــل الثقافي
16 أكتوبر 2007 23:28
بلال البدور كاتب وباحث رصين في مجالات الحياة الثقافية والفكرية والحركة التعليمية، هو الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأمين السر العام لندوة الثقافة والعلوم، غني عن التعريف، لذا نذهب للحوار معه مباشرة وبلا مقدمات طويلة، وبلا مناسبة محددة نحاوره حول ما وصل إليه المشهد الثقافي لدولة الإمارات، وتفاصيل هذا المشهد، ونسأله ابتداء: المشهد الثقافي ؟من موقعكم في وزارة الثقافة وفي ندوة الثقافة والعلوم، كيف ترسمون صورة المشهد الثقافي الإماراتي، ما أبرز ملامحه الراهنة؟ ؟؟ ابتداء نحن حين نتحدث عن المشهد الثقافي فهذا يعني أننا نتحدث عن واحد من أهم عناصر المجتمع، وهو المجتمع الذي بدأ تكوينه الحديث مع نشوء الاتحاد، حيث قبل هذا التاريخ كانت بدايات متواضعة في كل شيء، من التعليم إلى المسرح، فقد شهد القرن العشرون منذ بداياته جهودا فردية على أصعدة الثقافة كافة، لكنها بقيت جهودا محدودة ولم يقيض لها الانتشار، نتيجة ظروف المبدعين آنذاك· وبالعودة إلى المشهد الراهن مقارنة مع تلك البدايات نجد التحول السريع اقتصاديا واجتماعيا··الخ· ؟ السؤال هنا عما إذا كان التطور في هذه الجوانب قد رافقه تطور في الحياة الثقافية؟ ؟؟ هناك انطلاقة حقيقية للمشهد الثقافي الحديث في الإمارات، يمكن القول إنها بدأت مطلع ثمانينات القرن الماضي، بدأت بالقوافل الثقافية والمكتبة العامة وخطوات تأسيس المسرح الحديث، هذا كله على المستوى الرسمي، وهناك نشاط المؤسسات الأهلية مثل اتحاد الكتاب وجمعيات النفع العام الخاصة بالتاريخ والقانون، كلها تقدم فعلا ثقافيا وتساهم بدور في الحياة الثقافية· نصل إلى التسعينات حيث التأسيس الحقيقي للبنية الثقافية، سواء كان عبر مشاركة دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والمجمع الثقافي- أبوظبي، وندوة الثقافة والعلوم، كلها بينها نوع من التكامل حتى بدون أن يكون بينها تنسيق، فليس هناك أي تقاطع أو تعارض، فلو أخذنا معرض الشارقة للكتاب ومعرض أبوظبي للكتاب وجدناهما في وقتين متباعدين، والمساحة التي تملؤها فاعلية المجمع الثقافي لا تنافسها فيها أي مؤسسة أخرى· تفاوت الفعل الثقافي ؟ ولكننا نلمس تفاوتا بين إمارات الدولة في حجم الفعل الثقافي، لماذا هذا التفاوت؟ ؟؟ هذا يعود إلى تفاوت في شروع الإمارة في تأسيس الفعل الثقافي، فبينما بدأ هذا الفعل في الشارقة منذ عشرينات القرن الماضي واستمر هذا حتى اليوم، حيث تلحظ مجموعة من المؤسسات الرسمية والأهلية، وهي تقدم فعلا ثقافيا يوميا في كافة المجالات، فعلى مستوى الكم هناك حجم نشاط كبير فيها· وفي دبي حين قامت ''ندوة الثقافة والعلوم'' لم يكن هناك ما ينافسها، ولذلك كان لها نشاطها الخاص، وكان لمؤسسة العويس جائزتها التي أعطتها شهرتها ومساهمتها، وكذلك بقية المؤسسات، وكذلك رأس الخيمة التي أسميها ''الإمارة المشاغبة''، فهي استطاعت تقديم مساهمة إبداعية كبيرة رغم قلة إمكانياتها المادية، لكن معظم أبنائها هجروها بسبب ظروف العيش والعمل· والأمر نفسه في المنطقة الشرقية وبيئتها الثقافية المميزة منذ القدم، فقد قدمت لنا العالم اللغوي الشهير ابن دريد وغيره· ؟ ماذا عن كثافة النشاط الثقافي في الشارقة على صعيد المسرح مثلا، وغيابه عن بقية الإمارات باستثناء مهرجان مونودراما الفجيرة؟ ؟؟ نحن في ندوة الثقافة والعلوم منذ الاجتماع الأول لنا قررنا ما نريد منها وما لا نريد، ورأينا أنه ليس علينا تقديم ما تقدمه الشارقة لقربنا منها، وحتى لا نكرر ما تقوم هي به· ؟ وماذا عن ''مهرجان الإمارات الثقافي الأول'' الذي ظل ''أول'' ويتيما؟ ؟؟ كانت التجربة الأولى غير مشجعة بسبب تشتت الأمكنة التي كانت تقام فيها الفعاليات، لذلك كان لا بد من إعادة النظر في المهرجان، وانتظرنا الانتهاء من مبنى ندوة الثقافة والعلوم لتستوعب الفعاليات ضمن مكان واحد، وبعدها يمكن نقلها إلى أمكنة أخرى· ولكن المبنى لن يفتتح قبل نوفمبر/ تشرين ثان القادم لنبدأ نشاطنا· ومع ذلك فقد استضفنا عددا من الأنشطة والفعاليات· ؟ وماذا تخبرنا عن مجلة ''حروف عربية'' المتوقفة منذ سنوات؟ والإصدارات الأخرى؟ ؟؟ هذه مجلة متخصصة لا نستطيع إصدارها إلا ضمن مواصفات ومستوى معين، وفي ظل عدم وجود المتخصصين سوف لن تصدر، وقد تعبنا ووجدنا الكثير من العراقيل في عملنا· أما إصداراتنا الأخرى فقد بدأنا بسلسلتين هما كتاب الندوة التي تهتم بالدراسات المعمقة الأكاديمية في حقل الماجستير والدكتوراة والدراسات العلمية، وسلسلة ''معارف إنسانية'' وهي تقدم الكتب التي يستطيع قراءتها كل المستويات من القراء· مشكلة السلسلة الأولى أن معظم الدراسات تنجز باللغة الإنجليزية، وحين نطلب من أصحابها ترجمتها للعربية يماطلون أو يرفضون، والمشكلة الثانية هي مشكلة الإحصاءات في ظل التحولات السريعة في دولة الإمارات، فهذه التحولات تجعل الإحصاءات عديمة الجدوى بعد فترة قصيرة· الترجمة ؟ ولكن لماذا لا توجد لديكم لجنة للترجمة؟ ؟؟ هذه مشكلة يجب أن نتجاوزها، خصوصا في ظل قلة عدد المترجمين المهرة ذوي الإمكانات· وعموما ما يزال حجم النشر عندنا قليلا، وذلك ربما بسبب إحباط أصابنا في ما يخص إنجاز المبنى الذي كان يجب أن يتم قبل عامين وتم تأجيله مرات عدة، وتوقفت الأنشطة· ؟ لنعد إلى موضوع الترجمة من العربية وإليها، في الإمارات، في مجال الأدب وسواه، كيف تنظرون إلى المنجز في هذا الإطار؟ ؟؟ في مجال الترجمة والتعريب أستطيع القول إنها تجربة ''مخزية''، وإننا لم نستطع حتى الآن أن نوصل صوتنا إلى الآخر، كما لم نستطع أن ننقل صوت الآخر إلينا، وهذه مشكلة عربية· وقد فوجئت مع صدور ''هاري بوتر'' مثلا بحجم الإقبال عليها رغم وجود ما هو أشد أهمية منها، فلماذا نسارع إلى ترجمتها ونترك الأهم؟ ؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا التخلف في اعتقادك؟ ؟؟ هي مسؤولية المعهد العربي للترجمة، والمسألة تتعلق برغبة الدول العربية في الإنفاق على هذا الجانب؟ وهل لديها الاستعداد للدعم الحضاري لهذا المشروع؟ ؟ وفي الامارات لما تخصص لجنة للترجمة؟ ؟؟ أنا آمل أن يكون المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لدعم التنمية الثقافية ينطوي على مؤسستين: واحدة للترجمة وثانية للنشر، فنحن نفتقر إلى هذين الجانبين· ؟ ولذلك نلحظ أن الكاتب الإماراتي يلجأ إلى دور النشر العربية؟ ؟؟ نعم، لأنه لو نشر محليا فسوف يظل كتابه في المخازن· ؟أسهمتم قبل أكثر من عام في إطلاق ''عقد التنمية الثقافية العربي''، أين أصبح ذلك؟ ؟؟ أنا أتساءل معك عما تحقق خلال هذه الفترة، فأرى أمامي الإعلان في أبوظبي عن مجموعة متاحف ودار أوبرا، وفي دبي انتهينا من مبنى ''الندوة'' وإطلاق متاحف ومركز الفنون في ''مول الإمارات''، وزارة الثقافة تؤسس لمتحف الفن الحديث، مهرجان المونودراما في الفجيرة سيكون سنويا، أنشطة الشارقة المستمرة، كل ذلك تنمية ثقافية· ؟ وماذا عن الأولوية الثقافية الآن؟ ؟؟ الأولوية للانتقال بالفعل الثقافي من المدينة إلى الأمكنة النائية التي تفتقر إلى الاهتمام والبنية التحتية، ونحن في وزارة الثقافة نحاول وضع خطة لإنشاء 11 مكتبة في تلك المناطق· ومن الأولويات تحويل المؤسسة الأكاديمية من التلقين إلى خلق الوعي الثقافي· وحتى المؤسسات الثقافية تحتاج إلى التحول في العقلية الإدارية التي تفتقر إلى التنافس في مجالس الإدارات· ؟ في هذا المجال نسأل لماذا ينصرف الكتاب عن اتحاد الكتاب مثلا، ولا يقبل عليه الجمهور؟ ؟؟ مشكلة اتحاد الكتاب تتمثل في إمكانياته المادية، فهو لا يستطيع تلبية حاجات أعضائه من نشر وغيره، ولذلك ينفض أعضاؤه عنه، في حين يذهب الاتحاد أحيانا إلى نشر أعمال مترجمة ويهمل الإبداع المحلي· ؟ ومن يتحمل مسؤولية قلة الإمكانيات في الاتحاد؟ ؟؟ هناك دعم، ولكنه محدود· ؟ ولنتوقف عند أشكال دعم المبدع، وهل تتوقف عند النشر والجوائز، أم يمكن إيجاد مشروع لمنح المبدع فرصة التفرغ لإنجاز مشروعه الإبداعي؟ ؟؟ هنلك تفكير في هذا المشروع لأنه لا يجوز أن يكون مفتوحا بلا قانون، وهناك قانون في رئاسة الوزراء لوضع مبادئ خاصة لهذا الموضوع، وهناك مسألة تتعلق بالإبداع الذي لا يحتاج إلى تفرغ، فهو يأتي في أي وقت، ولعل تجربة علي أبو الريش خير مثال على ذلك فهو قدم تجربته الروائية وهو على رأس عمله· فمن حق المبدع الحصول على التفرغ إذا كان لديه مشروع خاص يقدمه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©