الظروف مهيأة لتأسيس صناعة سينمائية خليجية

منذ بدأت الحركة الفنية في سوريا تشهد انطلاقتها الحديثة في أواسط الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، ظهر على الساحة العديد من المبدعين الذين سطروا إنجازات خالدة ما زلنا وسنبقى نعيش نتائجها وتداعياتها· ويعد رفيق الصبّان واحداً من أهم هؤلاء، حيث كان له دوره ذو التأثير الشديد على الفنّ المسرحي والإذاعي والتلفزيوني والسينمائي من خلال إخراج أعمال عالمية وعربية اكتسبت شهرة واسعة· وفي حوار مع ''الاتحاد'' استهل الصبان حديثه بالإعراب عن سعادته بميلاد مأثرة جديدة في عالم السينما العربية والعالمية تمثلت في مهرجان أبوظبي· وقال: أنا شديد الحماسة لإقامة مثل هذه المهرجانات لأنها تمثل فرصة نادرة لعرض نخبة من الأفلام الخارجة عن النسق العام في مستوى تفوقها؛ لأنها تمثل مشارب ثقافية مختلفة تأتي من مختلف الأمصار والأقطار· والمهرجان أيضاً، يفتح نافذة واسعة على الثقافات السينمائية العالمية فضلاً عن أنه يتيح أمام الفنانين العرب والعالميين فرصة الاحتكاك وتناقل التجارب والخبرات· وكثيراً ما تثمر هذه المناسبات عن مشاريع إنتاجية أو عن عقد اتفاقيات للتعاون الفني نحن بأمسّ الحاجة لها· وفي رأيي أن تكرار هذه المهرجانات في أكثر من بلد عربي هو توجّه إيجابي إلى أبعد الحدود· وأشاد الصبّان بهذه المبادرة الجديدة من إمارة أبوظبي وبمستوى التنظيم الذي يتفق مع المساعي الهادفة إلى تحويل أبوظبي لمنارة ثقافية مضيئة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم· وحول سؤال يتعلق بالمقومات اللازمة لتأسيس صناعة سينمائية راقية، قال الصبّان: إن الإمكانات المالية هي من أهم هذه المقومات على الإطلاق إلا أن المال وحده لا يكفي ما لم تتوفر الخبرة والتجربة والإعداد الفني· وهذا يعني أن الأمر يحتاج إلى استقدام كوادر فنية متخصصة قادرة على وضع الأسس الراسخة لهذه الصناعة ونقل تجربتها إلى الغير· وهذا بالضبط ما حصل في مصر في الأطوار الأولى لنشوء صناعتها السينمائية· ففي البدايات الأولى لهذه الصناعة قدم طلعت حرب الغطاء المالي لهذه الصناعة الوليدة وأنشأ استوديو مصر الشهير وأرسل البعثات إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا حتى يضمن توفير الخبراء في التصوير والمونتاج والإخراج· وهم الذين أسهموا فيما بعد بتأسيس سينما مصرية حقيقية قائمة على أسس صحيحة· ولا شك أن أبوظبي تمتلك الآن المقومات اللازمة لتشكيل نواة لصناعة سينمائية متطورة· وأشار الصبان إلى أن منطقة الخليج تعدّ بيئة مناسبة أيضاً لتأسيس صناعة سينمائية خليجية متميزة بطابعها الخاص؛ وأن مما يزيد من أهمية هذا المشروع أن الصورة ذاتها أصبت تحل مكان الكلمة، وأصبح لها تأثيرها الكبير على البشر كلهم· وأشاد الصبان بالمشاريع الثقافية التي تشهدها أبوظبي، منوّهاً بأهمية المشاريع المقبلة مثل مشروع إقامة فرع لأكاديمية نيويورك السينمائية في الإمارة العام المقبل والتي ستخرّج من دون شك أفواجاً من الفنانين المتخصصين· ويختم الصبان حديثه بالقول: ''وكل هذا يدفعني إلى الارتياح العميق حيال مستقبل السينما الذي ينتظر إمارة أبوظبي''· إنجازات ؟ أسس المسرح القومي في أواخر الخمسينات وكان مديره؛ وأخرج من خلاله 6 مسرحيات عالمية وعربية لموليير وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور وبرنارد شو· وأسس بعد ذلك فرقة مسرحية اسمها ''فرقة الفن والفكر'' قدمت 6 مسرحيات أربع منها لشكسبير· ؟ في عام 1962 انتقل إلى التلفزيون السوري مديراً للبرامج؛ ثم عاد بعد سنتين إلى المسرح القومي السوري وأخرج مسرحية ''طرطوف'' لموليير عرضت في مختلف بلاد العرب· ؟ انتقل في أواسط الستينات إلى المؤسسة السورية العامة للسينما· - انتقل إلى مصر في بداية السبعينات فعمل مدرساً في معهد السينما التابع لأكاديمية الفنون· ؟ بدأ منذ ذلك الوقت بنشر مقالاته النقدية حول السينما والمسرح في كبريات الصحف المصرية والعربية· ؟ اتجه بعد ذلك إلى كتابة السيناريو السينمائي والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية؛ وما زال يمارس هذا النشاط الإبداعي· ؟ كتب سيناريوهات 26 فيلماً سينمائياً، من أكثرها شهرة: زائر الفجر، الأخوة الأعداء، البؤساء، حبيبي دائماً، اذكريني، الليلة الساخنة، الباحثات عن الحرية· ونالت معظم هذه الأعمال جوائز مصرية وعالمية· ؟ كتب سيناريوهات 16 مسلسلا تلفزيونيا·