رئيس الوزراء الباكستاني يدعو المتطرفين إلى التخلي عن العنف

دعا رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني أمس المقاتلين المتشددين إلى التخلي عن العنف، ودخول الساحة السياسية في باكستان، بعد حصوله على ثقة الجمعية الوطنية بالإجماع للمرة الأولى في تاريخ باكستان، مؤكداً بذلك الرغبة المعلنة للتحالف الحاكم في إعادة النظر في استراتيجية مكافحة الإرهاب بما في ذلك التفاوض مع المتشددين· وقال جيلاني: ''إنّ أولى أولوياتنا ستكون إعادة النظام والقانون، والقضاء على الإرهاب في بلدنا''، وأضاف: ''للأسف اختار بعض الأشخاص العنف لإسماع أصواتهم، أدعو هؤلاء إلى التخلي عن سبيل العنف والانضمام إلينا في مسيرتنا باتجاه الديمقراطية''، مثيراً تصفيقاً حاداً من قبل النواب· وتابع: ''نحن مستعدّون للحوار مع كلّ من يتخلون عن القتال، ومن هم على استعداد لإبرام السلام''، مؤكّداً أن استراتيجيته لمكافحة الإرهاب تشمل ''إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في مناطقنا القبلية·· الفقر والأمية ولدا الإرهاب في هذه المنطقة''· وأضاف جيلاني: ''لتجاوز هذه المشكلات الاجتماعية سنتخذ سلسلة من الإجراءات للمناطق القبلية''، مؤكداً أن ''الحكومة ستواصل جهودها لإعادة القضاة إلى مناصبهم، وضمان استقلال القضاء''· ودان من جهة أخرى عرض فيلم هولندي يسيء للإسلام على شبكة الإنترنت· وكان رئيس الوزراء نال ثقة الجمعية الوطنية بالإجماع وهي سابقة في باكستان، وقررت أحزاب المعارضة وبينها الرابطة الإسلامية الباكستانية التي تدعم الرئيس مشرف التصويت لصالح جيلاني الذي طلب من النواب دعمه لتعزيز الديمقراطية والأمن في باكستان· وقالت رئيسة البرلمان فهميدا ميرزا: ''إن الثقة منحت بإجماع النواب الـ،''342 وكانت مناقشات البرلمان تنقل مباشرة عبر التلفزيون، وسيعرض جيلاني الذي لم يشكّل حكومته بعد، برنامجه للأيام المائة الأولى· أمنياً، تصاعد العنف الطائفي في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان أمس الأول، حيث أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً في معارك بالأسلحة النارية· وقال قلب الحسن وهو نائب برلماني إقليمي انتُخب حديثاً من بلدة كوهات: ''الجثث ممدة داخل المنازل وفي الحقول''· وتركز القتال ليلاً في ثلاث قرى بالمنطقة· وحمل رجال القبائل أسلحة نصف آلية ومدافع رشاشة وقذائف مورتر وصواريخ وطلبت السلطات المدنية من الجيش المساعدة في استعادة النظام· وقال قمران زيب المسؤول الكبير في كوهات: ''لديّ تقارير تفيد بمقتل 22 شخصاً على الأقل في قتال خلال الليل''، لكنه أضاف أن نقص الأمن يمنع التأكّد من عدد القتلى· وتصل المصادمات الأخيرة بين رجال من قبيلتي ميشتي وكاتشاي بحصيلة القتلى إلى 50 منذ مطلع الأسبوع الماضي، وأوردت بعض التقارير الإعلامية محصلة أكبر·