الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخطاء الصغار وخطيئة الكبار

24 ابريل 2009 02:36
الخطأ حقيقة ترتبط بطبيعة البشر، ولكن التعامل مع الخطأ يختلف من شخص لآخر• والتجارب تعلمنا أنه ''من الخطأ يتعلم الرجال''•••• فهل استفدنا من هذه الحقائق الرائعة في أساليبنا التربوية مع أبنائنا، وفي تعاملنا مع أخطائهم• إذا نظرنا إلى الواقع نجد أننا نجعل من الخطأ سببًا ودافعًا لإحباط المخطئ، وتحطيم معنوياته والتنقيص من قدره وسحب الثقة منه، والأدلة على ذلك انتشار الخوف من الوقوع في الخطأ في حياة الناس والأطفال خاصة• فالطفل يخاف من الوقوع في الخطأ لأنه يدرك العواقب والحرمان والعقوبات والشتائم كلما عمل خطأ في المنزل، والمدرس الذي يهدد بالحرمان من الدرجات أو استدعاء ولي الأمر وإخباره بما صنع الابن• وهكذا ينشأ الطفل وفي ذهنه هذه الصورة التي من شأنها أن ترسخ في عقلة الباطن ''اللاوعي'' استشعاره بعدم الكفاءة لتحمل المسؤولية وعدم أهليته للثقة في ذاته، كما أنها توقف عملية الإبداع والانطلاق في حياته• وهناك خطأ يرتكبه المربون في تعاملهم مع خطأ الطفل، وهو أن تدخلهم لا يركز على الخطأ نفسه واضعًا دائرة عليه لتحديده وتصحيحه، وإنما يكون التدخل مصوبا على شخصية الطفل كلها فتوضع في ميزان التقييم مقابل الخطأ، وتتعرض غالبًا للإهانة• ومن الأمثلة على ذلك: - اصطدام الطفل بالحائط : يكون رد فعل البعض: ''أنت أعمى لا ترى ما أمامك''• - سكب الماء على السجاد : ''أنت فوضوي لا تعرف النظام''• - أخذ القلم من زميله: ''أنت لص سارق''• - عند نقص في درجات الاختبارات ''أنت غبي''• هل هكذا نصلح أخطاء الأبناء؟ وماذا نعرف عن دوافع السلوك عند الطفل قبل تقييم خطئه؟ قد يكون الخطأ الصادر عن الطفل سلوكًا عابرًا فنرسخه بتدخلنا الخاطئ، وقد نترك بصمات مؤلمة في نفسية الطفل وقد لا يتخلص منها طيلة حياته• ولكي نجعل من خطأ الطفل وسيلة للتعلم بل وللإبداع أيضًا؟ علينا أن ننتبه للخطوات التالية: - اسأل نفسك عندما يخطئ الطفل، هل علمته الصواب بداية حتى لا يخطئ؟ - أعد الثقة للطفل بعد الخطأ؛ فالثقة دائمًا هي العلاج الذي يبني حاجزًا متينًا بينه وبين تكرار الخطأ - علِّمه تحمل مسؤوليته عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات• - أشعره بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في التغيير• - ابحث عن واقع الخطأ لديه لتعالج الأصل بدل التعامل مع الأعراض• - كن دائمًا بجانبه وشاركه إحساسه لتمارس توجيهك بشكل إيجابي• - افصل الخطأ عن شخصية الطفل، فلا أحد يحب أن يُعرف بأخطائه عند الآخرين• - كونوا عند الطفل المعايير السليمة التي من خلالها يتعرف على الخطأ• - لا نخيف الطفل من الفشل بشكل مغال فيه، وإنما نعلمه فن النهوض من جديد وكيف يكتسب خبرات إيجابية من الفشل• بالإضافة الى ذلك ينبغي ان نساعد الطفل على أن يضع يده على قدراته وملكاته التي تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة• وأن نعلمه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط، والاعتماد على نفسه لتجاوز خطئه• ويجب ألا نتدخل إلا بعد تهدئته وأن ننصت إليه بتمعن واهتمام لنفهم أصل الخطأ، وألا نيأس مهما تكرر• إن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال• ونحن لا نطالب بتجاهل الخطأ وإنما ندعو إلى علاقة ود وصداقة تنشأ بين الصغير والكبير يتعلم منها الطفل كيف يستفيد من الخطأ حتى لا يقع فيه مرة أخرى؟ وكيف يستشعر مسؤولياته عن أفعاله؟ فبدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة تنير ما بينك وبين أطفالك• شمسة آل علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©