يضرب الناس أمثلة كثيرة في التضحية والبذل من أجل أغراض كثيرة، وأهداف شتى، بعضها هابط جداً، وبعضها سامٍ سمو قمم الجبال! فأين نحن من هؤلاء الناس الذين يعطون بدون مقابل ويعطون بسخاء؟ التضحية فيها من القيم والمبادئ الكبرى، التي جعلتها من اسمى المعاني وأنبل المشاعر، وذلك مثل التضحية من أجل: الوطن، الأسرة، الحبيب، الصديق، بل كل شخص يجبرك على أن تضحي من أجله، وربما تجبرك الظروف كي تضحي، ولا فرق بين الاثنين، فهي تضحية بكل المعاني• وأحياناً ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق أو حبيب أو إنسان غالٍ، ولكن من الصعب أن تجد هؤلاء في هذا الزمن• والمشكلة عندما تضحي بكل شيء: قلبك، روحك، راحتك، غربتك، بينما تجد الجحود بل الصدود وربما العقاب والسب؛ لأنك ضحيت بكل شيء وحملت وزرك ووزر غيرك وعشت عالمك السعيد وأنت ترى تضحياتك وأثرها على هؤلاء• إن رد الفعل من هذا القبيل يثير العديد من التساؤلات، ومنها: لماذا يُقابل العطاء بالجحود؟ هل يستحق أن تضحي من أجلهم؟ وهل سوف تعيش سعيداً بتضحياتك أم ستندم؟ وأخيراً، من هو، أو هم الأشخاص الذين ربما تضحي من أجلهم ولا تنتظر منهم مقابلاً أو شكراً وعرفاناً•
علياء خالد