الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلاحـــف الخلـيـج تنقرض !

سلاحـــف الخلـيـج تنقرض !
30 مارس 2008 03:41
تمثل السلاحف البحرية ''كمجموعة'' جزءا ثريا ومميزا في التنوع البيولوجي في العالم، فقد ظهرت منذ ما يزيد عن مئة مليون سنة مضت· ولقد تواجدت السلاحف البرية في العالم بكثرة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حتى وصل تعدادها إلى الملايين، غير انها في السنين الأخيرة تعرضت لغبن واضح سحق قدرتها على التزايد حيث أدى الصيد المقصود وغير المقصود إلى تدمير مراعيها، ومواطن استراحتها، وحديثا جاء تلوث المحيطات ليهددها أكثر· ورغم أن هناك القليل من أنواع السلاحف البحرية التي لم تتأثر بهذه الظروف إلا أن أعداد معظمها في انحدار بصورة خطيرة وكثير من أنواعها قد انقرض· عن أنواع السلاحف وحياتها وتواجدها يقول الدكتور سيف الغيص ـ المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة أستاذ علوم الأحياء البحرية بجامعة الإمارات ـ كلية العلوم: ''تقدم السلاحف البحرية نموذجاً مدهشاً عن الحياة، فهي من الفصائل طويلة الأعمار وتصل سن النضج متأخرا، وتقطع مسافات شاسعة خلال فترة حياتها· وتتميز السلاحف البحرية كما يقول الغيص بقدرات ملاحية ممتازة، حيث تهاجر باستمرار مئات أو حتى آلاف الكيلومترات بين أراضي المراعي والأعشاش، كما تقضي جزءا كبيرا من حياتها في البحر، ولكنها تعود إلى اليابسة في دورتها السنوية من أجل التكاثر حيث تأتي الإناث البالغة إلى الشاطئ لتعشش مرات عديدة، ولتضع مئات البيوض خلال مواسم التعشيش، وبعد مدة تتراوح بين خمسين وستين يوما من الحضانة، تتجه الصغار إلى المحيط، لتبدأ حياة شاطئية· وتقوم صغار السلاحف خلال فترة نضجها بالتنقل بين مناطق مختلفة من المحيطات والمواطن الساحلية، وهذا المحيط الشاسع عادة ما يعيق جهودنا لدراستها والحفاظ عليها، فالقليل منها يستطيع العيش إلى مرحلة البلوغ· وعن أهم أنواع السلاحف يؤكد الغيص أن هناك سبعة أنواع هي: السلحفاة الخضراء، والسلحفاة كبيرة الرأس، والسلحفاة المسطحة الظهر، والسلحفاة الجلدية الظهر، والسلحفاة الزيتونية، والسلحفاة الكيمبية، ويعتبر معظم العلماء أن السلحفاة السوداء المتميزة الموجودة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي تعد أحيانا الفصيلة الثامنة، ومعظم هذه الأنواع يكثر انتشارها في المياة الاستوائية وشبة الاستوائية· أما الخليج العربي فيحتضن خمسة أنواع من السلاحف البحرية اثنان منها تعيش على الشواطئ الرملية للدولة، وهي السلحفاة الخضراء، ومنقار الصقر حيث يكثر تواجد الأولى في المنطقة الوسطى والشمالية، في حين يكثر منقار الصقر في المنطقة الغربية للدولة كون الثانية تتغذى على القشريات البحرية وتفضل العيش بالقرب من الشعاب المرجانية، أما الثلاث الأخرى فهي جذعية الرأس وتمتاز برقبة كبيرة، والزيتونية، وجلدية الظهر المعروفة ''بالبام'' محليا، وهي أكبر السلاحف البحرية حجما· وبما أن السلاحف البحرية تلعب دورا هاما في النظام البيئي الذي تتواجد فيه حيث تتغذى على الأعشاب البحرية التي تحتوي أوراقها على مواد غذائية عالية، وبهذا تقوم بدور هام في تحقيق التوازن في نظام الأعشاب البحرية، والذي تستفيد منه باقي الأحياء البحرية· كما أنها تنقل كميات غذائية ضخمة من مناطق التغذية إلى مناطق التعشيش كون السلاحف من الأحياء البحرية المهاجرة، فهي تنتقل من مكان إلى آخر وتقطع مئات أو آلاف الكيلومترات· وعن دور السلاحف الأنثى يوضح الغيص: تضع الأنثى بيوضها في الشواطئ الرملية وتتركها لفترة زمنية تتراوح من (45 ـ 60) يوما، لتفقس الصغار، وتبحر إلى البحر من دون عناية من الأبوين، فقد زودتها القدرة الإلهية بكيس محمي يضمن لها كمية من الغذاء ليوم أو يومين، إلى أن تستطيع البحث عن طعامها في البحار المفتوحة حتى تصل سن البلوغ· وتفيد بعض الدراسات الحديثة أن سلحفاة واحدة فقط من أصل ألف بيضة تصل إلى سن البلوغ، ولهذا فالسلاحف البحرية تتناقص أعدادها باستمرار· وكون السلاحف البحرية من الحيوانات المهددة بالانقراض يؤكد الغيض انه من الواجب النظر لها بعناية، وأن تكون إدارة السلاحف البحرية ضمن نظام إدارة ساحلية للحفاظ على موطنها ومناطق التعشيش، وإبقاء وظائف النظام البيئي مصانة، وعليه يتعين أن يتم تصنيف إدارة السلاحف البحرية في المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وحتى تكون الإدارة متكاملة من الواجب أن نشرك جميع الهيئات لحماية هذه الأنواع·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©