الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجارة الملابس المستعملة تنتعش مع تراجع القدرة الشرائية للعراقيين

17 أكتوبر 2007 02:18
شهدت محلات بيع الملابس المستعملة اقبالا كبيرا بمناسبة العيد في بغداد التي عجز عدد كبير من سكانها عن شراء ملابس جديدة بسبب تراجع قدرتهم الشرائية· وقد شهدت عملية بيع الملابس المستعملة رواجاً لافتاً خلال فترة الحصار الاقتصادي الدولي على العراق في العقد الماضي لعدم قدرة العراقيين على شراء الملابس الجديدة· وبعد سيطرة القوات الأميركية على بلادهم في شهر أبريل عام 2003 وبعد عام 2003 تم رفع الحصار وتغيرت الأوضاع واتاح ارتفاع القدرة الشرائية للعراقيين العودة الى المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس المستوردة، لكن موجات ارتفاع الاسعار المتتالية حدت من هذه الظاهرة· وتشهد الاسواق العراقية الآن ارتفاعا كبيرا في اسعار الملابس المستوردة مما اضطر بعدد كبير من العراقيين الى اللجوء الى اسواق بيع الملابس المستعملة القادمة من دول أوروبية عبر تركيا· ويتراوح سعر البدلات الرجالية بين 20و30 دولارا في حين يبلغ سعر البدلة الجديدة اكثر من 100 دولار وكذلك ومعدل سعر السراويل الرجالية 5 دولارات فيما تباع الجديدة بسعر 10 دولارات· وقال ''أبو حسين''، أقدم بائع للملابس المستعملة في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، وهو يستقبل زبائنه ''بعد 2003 اتسم عملنا بالركود بسبب عزوف الناس عن شراء الملابس المستعملة في ظل قدرة شرائية واضحة في تلك الفترة، لكن الآن تغير الحال في ظل موجات الأسعار المرتفعة التي بدأت تثقل كاهل العراقيين وبدأ هذا النوع من التجارة يعود الى الانتعاش''· وتابع ''في السابق كانت منافذ تجارتنا عبر الأردن و سوريا، اما الآن فنحن نعتمد على المعابر الحدودية في اقليم كردستان العراق حيث تجلب الشاحنات كميات كبيرة من الملابس المستعملة ونقوم بتوزيعها على باقي مدن البلاد''· وذكر أن الانتعاش المتجدد لهذه التجارة دفعه الى التعامل مع وكلاء منتشرين في عموم المدن العراقية· وقال علي حسين بينما، كان يبحث عن بزة ''مدخولي الشهري لا يسمح لي بشراء بدلة جديدة لارتفاع سعرها فاضطر الى شراء واحدة من محال بيع الثياب المستعملة وهنا تتوفر انواع جيدة واسعارها مناسبة''· وأوضح ''عموما أنا احتاج إلى مثل هذه البدلة في اوقات محدودة جداً لطبيعة عملي في احد مطاعم الوجبات السريعة، وهي مناسبة لي بدلا من شراء واحدة مكلفة لا استطيع تسديد ثمنها''· لكن العائلات العراقية تشكو من عدم وجود ملابس مستعملة للاطفال· وقال أحمد عبدالجبار وهو موظف وأب لخمسة أولاد جميعهم في المراحل الدراسية ''إن شراء الملابس الجديدة أصبح يثقل كاهل الموظفين المسؤولين عن شوؤن أسر كبيرة، ونحن نهتم الآن بشراء ما هو جديد للأطفال أولا ثم يقوم الكبار بالبحث عن ملابس في أماكن بيع الثياب المستعملة''· وأضاف ''الواقع المعاشي الآن اختلف عما كان عليه خلال الأعوام القليلة الماضية، فالأسعار ارتفعت في كل مناحي الحياة وهذه مشكلة يواجهها أولا الموظفون وأصحاب الدخل المحدود''· وتابع ''مع حلول مناسبة العيد أو مع قدوم فصل الشتاء لم استطع توفير مستلزمات جميع أفراد الأسرة لذا نوفر احتياجات الأولاد وأقوم انا بشراء الملابس المستعملة القديمة''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©