البشير يجتمع بقيادات جنوبية لاحتواء الأزمة الحكومية

اجتمع الرئيس السوداني عمر حسن البشير امس مع قيادات من الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد أيام من سحبها لوزرائها في الحكومة، مما أثار أسوأ أزمة سياسية تهدد البلاد منذ توقيع اتفاق سلام الجنوب في عام ،2005 الذي أنهى أطول حرب اهلية في القارة الافريقية· وقال ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لرويترز قبل الاجتماع ''هذه الازمة أخطر قضية·· وأكبر أزمة في البلاد في الوقت الحالي''· واجتمع البشير مع ريك مشار نائب رئيس الحركة لمدة 30 دقيقة بعد ظهر امس بعد ان انتظر مشار وهو ايضا نائب رئيس جنوب السودان يومين في الخرطوم لمقابلة البشير· ورفض الامن في منزل البشير في البداية السماح للوفد بأكمله بالدخول وطلب منهم الانتقال من اربع سيارات الى سيارتين قائلا ان اسم عرمان ليس في القائمة· وقال وزير شؤون الرئاسة السوداني بكري حسن صالح ان البشير سيجتمع مع سلفا كير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عندما يأتي الى الخرطوم ليبدأ محادثات بشأن القضايا العالقة· وذكر عرمان أن مسألة التعديل الوزاري التي ركزت عليها معظم الصحف ليست القضية الرئيسية· وقال عرمان ''سنحدد موعدا لحضور سلفا كير ومناقشة محتوى الخطاب''· وأضاف ''نطالب بتوجه جديد وروح جديدة لتنفيذ الاتفاق''· وفي القاهرة، قرر الرئيس المصري حسني مبارك ايفاد وزير خارجيته احمد ابوالغيط والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية إلى السودان اليوم للبحث في كيفية تجاوز الازمة السودانية· وقال ابوالغيط انه والوزير عمر سليمان سيلتقيان القيادة السودانية في الخرطوم والقيادات في جنوب السودان في مدينة جوبا بهدف البحث في كيفية تجاوز المشكلات الحالية بينهما وبما يخدم قضية السلام والاستقرار في السودان· من ناحيتها، أعربت الجامعة العربية عن قلقها الشديد ازاء التوتر الذي تشهده العلاقة بين شريكي اتفاق السلام في جنوب السودان· وقالت إنها بوصفها شاهدة على اتفاق السلام الشامل تطالب بالعودة إلى الحوار لحل الخلافات العالقة ومواصلة تنفيذ البنود المتبقية من الاتفاق· معربة عن استعدادها لمساعدة الطرفين للعودة مجددا إلى طاولة المباحثات لمعالجة القضايا العالقة والتنسيق مع الشركاء الدوليين الذين شهدوا توقيع هذا الاتفاق لحل القضايا الخلافية التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة كاملة بين الجانبين· وفي تشاد المجاورة، افادت مصادر حكومية ان الحكومة التشادية فرضت امس حالة الطوارئ في ثلاث مناطق في شمال وشرق تشاد بسبب اعمال العنف بين المجموعات العرقية التي شهدتها الايام الاخيرة· وقال مسؤول تشادي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان ''الحكومة اعلنت حال الطوارئ لمدة 12 يوما خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء''· والمناطق الثلاث تغطي شمال واقصى شرق تشاد· ويشمل هذا الاجراء بوركو واندي وتيبستي في الشمال ووداي، حيث تقع ابيشي كبرى مدن شرق البلاد ووادي فيرا، حيث تقع دار تاما التي شهدت في الايام الاخيرة اعمال عنف دامية بين قبيلتي التاما والزغاوة وذهب ضحيتها نحو 20 شخصا، وقد اتهم وزير الدفاع التشادي والقائد السابق للمتمردين محمد نور عبدالكريم المحيطين بالرئيس ادريس ديبي بالتسبب في المواجهات العرقية· وقال المسؤول ان ''هذا الاجراء سيسمح بالحد من تنقل السكان وخصوصا لقوى الأمن بتنفيذ عمليات تفتيش ونزع الاسلحة في هذه المناطق''· من جهته وافق الاتحاد الأوروبي على إرسال جنود الى تشاد وافريقا الوسطى لضمان أمن السكان في المناطق المحاذية لأقليم دار فور·