قرار انتظرناه

أخيراً عاد للغة العربية حضورها واسترجعت هيبتها، وبدأت تنفض عنها غبار الإهمال والنكران!· أخيراً عاد لهذه اللغة وهجها وألقها الذي بأيدينا أطفئناه باسم التمدن والتحضّر!!· فعلاً جاء قرار مجلس الوزراء باعتماد اللغة العربية لغة رسمية للتخاطب بين الدوائر والمؤسسات الحكومية قراراً منصفاً، هذه اللغة التي وصلنا لقناعة أنها اندثرت وما عادت اللغة الأم أمام انتشار لغات أخرى لم تقتصر على الانجليزية بل حتى الهندية أخذت مكانها في مجتمعنا أمام سطوة ''رفيق'' وعنجهية ''بابو'' والقدرة العجيبة لـ ''كومار''!· بالتأكيد قرار مجلس الوزراء هو رد اعتبار للغة اقتصر استخدامها على الصحف ووسائل الإعلام، وحتى في هذه الوسائل لم ''يستحي'' البعض من إقحام الانجليزية في وسائل إعلام أساسها ـ حسب ما نعرف ـ اللغة العربية من خلال مقابلات يتحدثون فيها ''جملة بالعربي وعشر جمل بالانجليزي''!· وفي المقابل لا يمكن اعتبار قرار مجلس الوزراء هو المنقذ الوحيد للغة العربية إذا لم يتبعه تحرك فعلي للعديد من الجهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! لا سيما مع ''تجذّر'' الإنجليزية في بعض المؤسسات!، وللأسف أن هذا التجذر لا يقتصر على المؤسسات بل تعداه لجهات ''تفريغ'' وأعني بذلك المدارس والجامعات التي غيّر بعضها مناهجه لتتحول إلى اللغة الانجليزية بالكامل، وهي التي نشأت على قاعدة اللغة العربية في مناهجها وتخصصاتها!· وهنا تكمن الصعوبة فالمخرجات جميعها تعتمد الانجليزية في دراستها وثقافتها ومصادرها، ومن واقع التجربة العملية، أرى أن هناك أزمة كبيرة في اللغة العربية مع خريجي المناهج الانجليزية، فعلى مستوى رسائل رسمية هناك معاناة كبيرة في الصياغة والتحرير فما بالكم بأشياء أخرى؟· الأمر فعلاً كان يستحق وقفة صارمة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بعد أن كان هاجس خلط أربع كلمات انجليزية وسط جملة من عشر كلمات عربية يسيطر على ''نفر'' منا !!· إبراهيم الأحمد Ibrahim_alahmed@emi.ae