افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا أمس مؤتمر الرياضيات السادس الذي نظمته كلية التقنية العليا للطالبات في أبو ظبي• ويهدف المؤتمر الذي يعقد تحت شعار ''الرياضيات للتفكير الناقد'' إلى تحسين قدرة الطالبات و تنمية مهاراتهن على حل المشكلات والتعلم عن طريق استخدام التفكير الناقد• وحضر الافتتاح كل من البروفيسور محمد أركون، والدكتور برادلي كوك مدير الكلية والبروفيسور ماركوس دو ساتوي من جامعة أكسفورد، وعدد من الأكاديميين • وأكد معاليه خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر على أهمية الأفكار المطروحة حيث يتزامن موضوع المؤتمر مع ''ما نحاول أن ننجزه في مجال التعليم العالي في الدولة فقد التزمنا كلياً في كلياتنا وجامعاتنا وبدعم قيادتنا الرشيدة بتطوير عادات التفكير الناقد ومهارات حل المشاكل لدى طلبتنا''• وأضاف انه منذ فترة طويلة وموضوع التفكير الناقد هو هدف التعليم، بيد أن دراسات بحثية عديدة تظهر أن ذلك الهدف لم يتحقق غالباً• ولا يزال العديد من أعضاء الهيئة التدريسية يعتمدون على تزويد المعلومات وأحياناً يشار إلى هذه المسألة بأنها ''تغطية للمادة'' أكثر من مساعدة الطلبة على تعلمها• وقد يشار إلى هذه الطريقة على أنها تعلّم ماذا تفكر بدلاً من كيف تفكر• وتوصلت أبحاث أخرى إلى أن شخصاً واحداً من كل 5 أشخاص هم مفكرون ناقدون ''بطبيعة الحال''• ولكن لحسن الحظ، بإمكان المرء تطوير مهارات التفكير الناقد عبر الدراسة النظامية والمثابرة• وطرح معاليه خلال الكلمة نقطتين إحداهما تعتمد دراسة مادة الرياضيات كسبيل لتطوير المهارات وحل المشاكل والتفكير الناقد على المدرس وطريقة تدريسه للمادة• واضاف : أتذكر الحصص الدراسية حيث كان المدرس يستخدم الطريقة التقليدية مع تكرار التأكيد على التوضيحات اللا محدودة• وأتت الفوائد في هذه الفصول الدراسية من تذكر النظرية وإثباتها فقط• وقال كانت هذه الطريقة لا تشجع مشاركة الطلبة وبالتأكيد لا تطور مهارات التفكير الناقد وحل المشاكل لديهم، وفي معظم الحالات، لا تتيح لهم الاستمتاع بدراسة وجمال مادة الرياضيات• وأشار معاليه إلى أن حصص الرياضيات حيث كان المدرس ملتزماً بتطوير مهارات التفكير الناقد وحل المشاكل• وقد تعلمنا في تلك الدروس كيفية تنظيم فرضياتنا، وكيفية استخدام اللغة المختصرة، وكيفية استخدام الحقائق المتاحة، والمنطق، وتقنيات حل المشاكل واستخلاص النتائج• وكانت تستخدم أيضاً بعض عناصر طريقة سقراط في التعليم• حيث كان على الطلبة تبادل أفكارهم في الدروس والاستماع إلى أفكار زملائهم وتقويمها• وقد أحببت تلك الحصص الدراسية لأنها جعلتني أشعر بأني جزء من العملية التعليمية• وقال ''أعترف بأني لا أتذكر ما تعلمته من علم الرياضيات في تلك الحصص الدراسية، من ناحية ثانية، فإن مهارات التعلم، والتفكير وتبادل الأفكار، وتقويم أفكار الآخرين، هو الذي تعلمته وبقي معي لليوم وخدمني جيداً عبر السنين''• أما النقطة الثانية وهى '' التي أؤكد عليها في كافة مناقشاتي مع الهيئة التدريسية والطلبة '' هي أن مهارات التفكير الناقد يجب أن تتطور في كافة المساقات الدراسية وليس فقط في مادة الرياضيات• وأولئك الذين يعرفونني منذ سنين، يعلمون أني أعارض بشدة طريقة المحاضرة في التعليم حيث ينصب التركيز على الذاكرة واستدعاء المعلومات• وعلى العكس من ذلك ، فإني أعتقد أنه يترتب علينا توفير ببيئة تعليمية حيوية لطلبتنا، وليس فقط في مجال الرياضيات، وليس فقط في المساقات الدراسية الأخرى، ولكن أيضاً في كافة الأنشطة اللاصفية• ويجب على الطلبة تعلم كيفية القراءة بعمق، والكتابة بطلاقة والتكلم بوضوح• ويجب عليهم أيضاً المشاركة في الأنشطة حيث يقوّمون ويستخدمون المعلومات بذكاء وحنكة ويستخلصون النتائج من تلك التحليلات• وأشار الدكتور ماركوس دو ساوتوي في محاضرة ''فهم العلوم و الرياضيات''، إلى دور العلماء العرب فى الرياضيات والجبر وكذلك استلهام المهندسين المعماريين العرب علوم الرياضيات فى البناء والعمارة ، خاصة فى الأندلس حيث تجسد قصور الحمراء هناك عبقرية العرب فى تطبيق الرياضيات فى الحياة العملية اليومية من خلال نظرية التشابه بين الأشياء والمجسمات الرياضية• وعقب افتتاح المؤتمر افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان معرض التراث الذى نظمه الدكتور أحمد خوري بالتعاون مع كلية أبوظبي للطالبات وتضمن مقتنيات تراثية يرجع عمرها لأكثر من 300 سنة بينها بنادق عثمانية وحلي فضية وأدوات معيشية.
عدد اليوم
