لغات الروح العرضةرقصة الحرب والحب!

يتصدر فن العرضة فنون الخليج العربي، ويكاد يكون أحد أهم وأشهر الفنون الشعبية الراقصة المشتركة بين كل دول المنطقة، فضلاً عن كونه فنا تراثيا قديما، يُعرف لدى العامة بأنه رقصة الحرب التي كانت تقوم بها القبائل العربية قبل وبعد الحرب· يذكر كتاب ''فنون القبيلة في الخليج والجزيرة''أن نجد هي منبع فن العرضة، ومن ثم انتشرت في دول الخليج مع هجرة القبائل وتنقلها، مما أضاف عليها تفاصيل جديدة أفرزت فروقات بسيطة بين كل عرضة بحسب البلد الذي تؤدى فيه، فهناك من يؤديها بالسيف، وهناك من يؤديها بالبندقية''· أما عن تقنية العرضة وكيفية أداء الراقصين لها، يذكر الكتاب: ''تؤدى العرضة من خلال صفين متقابلين من الرجال، يتجاوز عددهم 24 رجلا، يقفون بعيداً عن بعضهما (صفوف الشيالة) ويقابلهما رجل يلقنهم القصيدة التي يرقصون على إيقاعها (الشيال) وإلى جواره يقف فريق الإيقاع ضاربي الطبول والدفوف (رجال العدة) حيث تتألف العدة من عدة طبول وطيران وطوس، ويكون هنالك صف من حملة الأسلحة يصل تعدادهم إلى اثني عشر رجل يقودهم (راعي المعقودة) وهو المسؤول عن متابعة حركة الراقصين''· في الوقت الحالي، يتم أداء العرضة في مناطق الدولة في المناسبات الرسمية والاحتفالات الخاصة كالأفراح والأعياد التي تعبر عن الحب والسعادة والترحيب والكرم، عبر الرقص بالبنادق أو عصي الخيزران، بحيث تكون البنادق بلا ذخيرة (رصاص)، مرفوعة بالسواعد إلى الأعلى مع تحريكها في حركة استعراضية، لإضفاء بعد معنوي جميل مسالم يضاف إلى ماضيها كرقصة حرب قديمة· وخلال حضورنا عرضة لفرقة فنون شعبية استضافتها هيئة أبوظبي للتراث والثقافة خلال إحدى حلقات برنامج ''شاعر المليون'' ذكر لنا عضو الفرقة سالم الفهيد: ''يلتزم الراقص أو العارض بارتداء زي محدد خلال أداء العرضة، مؤلف من عدة قطع (ثوب الشلاحات- الدقلة- الزبون- اليوخ) وكذلك (المجالد والمحازم) وهي أحزمة لوضع رصاص البنادق أو أغمدة السيوف''· ومن قصائد العرضة قول الشاعر: ياللي تقولوا كل مطرود ملحوق كم حاجة راحت ولا احد لحقها·