الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«معامل الكمبيوتر» أولى خطوات تفاعل الطلاب مع وسائل التقدم

«معامل الكمبيوتر» أولى خطوات تفاعل الطلاب مع وسائل التقدم
17 فبراير 2014 21:56
أحمد السعداوي (أبوظبي) - معرفة الأجيال الجديدة بعلوم الكمبيوتر أساس لفهم التكنولوجيا وتطوراتها المتسارعة، ودون العلم بالتكنولوجيا والتعرف على أدق تفاصيلها، تتسع الفجوة بين البلدان المهتمة بغرس أسس التعليم التكنولوجي باختلاف أشكاله، والأخرى التي ما زالت تدور حول نفسها، ولم تجد طريقاً واضحاً للنهضة والرقي وأخذ مكانة متقدمة بين الدول، من هنا تظهر أهمية دراسة علوم الكمبيوتر في المدارس وقدرتها على تحقيق التفاعل الإيجابي بين الطلاب ووسائل التكنولوجيا الحديثة. في هذا السياق تظهر أهمية معامل الكمبيوتر الموجودة في المدارس المختلفة، ودورها المحوري في تحفيز الطلاب على الانخراط في عالم التكنولوجيا باعتبارها من أهم الأسس التي يقوم عليها العالم المتقدم الآن. من واقع خبرته الطويلة في الحقل التعليمي وتعامله مع أجيال عديدة، يقول عباس عدنان مدير مدرسة النهضة الوطنية للبنين في أبوظبي، إنه بوجود الثورة التكنولوجية في القرن الـ 21 والخطوات المتسارعة لنقل التعليم إلى التعليم الإلكتروني تبرز الحاجة لاستخدام التكنولوجيا بكافة وسائطها داخل وخارج الصف، حيث يمكن للطالب أن يستخدم التكنولوجيا من بيته ومن خلال الشبكة العنكبوتية يستطيع التواصل مع مدرسيه وزملائه، ودراسة ما هو مطلوب منه وعمل الواجبات وإعادتها إلى المدرس للتدقيق والمتابعة. مواقع التواصل ولفت إلى أهمية دور معمل الكمبيوتر، خاصة مع وجود الوسائل التكنولوجية الحديثة داخل الصف المدرسي نفسه، وذلك عبر انتشار الآي باد والوسائل الأخرى في متناول الطلبة والمعلمين، وهنا يبرز ما يسمى بالتعلم الإلكتروني، والذي يمتد إلى إمكانية الإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لعرض الدروس على موقع اليوتيوب مثلاً، حيث يقوم المدرسين بوضع دروسهم وشروحاتها بعد تصويرها، وهناك توجه في المراحل الثانوية أن تقوم المدرسة بفتح حسابات خاصة لعرض الدروس باستعمال مواقع التواصل الشهيرة. وفي ظل التسارع في استخدام الآي باد والاعتماد عليه، وهُناك شركات ودور كثيرة تحرص على تصميم تقنيات تساعد على استخدام برامج وتطبيقات الآي باد من قبل المدرسين والطلبة. ومن أجل زيادة تفعيل التواصل بين الأجيال الجديدة والتكنولوجيا بمختلف أشكالها، يجب أن تحدد المؤسسات أهدافها من استخدام التكنولوجيا ولأي مراحل وما هي المخرجات المطلوبة من عملية الانتقال إلى استخدام التكنولوجيا في التعليم، ويجب وضع الخطط اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، من حيث إيجاد البنية التحتية التي تسهل عملية الاستخدام السليم والصحيح. البنية العلمية أما أمل أناضولي نائب مدير المدرسة، والحاصلة على شهادات عديدة في علوم النفس والاجتماع والاقتصاد، فأوضحت أن غرس ثقافة الاهتمام بعلوم الكمبيوتر وكيفية استخدامه في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، لا يزال عبارة عن خطوات مجزئة ينبغي وضعها في إطار متكامل كي يحق أهدافه. وعن كيفية استخدام الطلاب التكنولوجيا، أكدت أناضولي أن الطالب يعرف فقط مخرجات التكنولوجيا وليس البنية العلمية لها. وهذا يرتبط بالثقافة والوعي العام والتشديد على ضرورة تعلم العلوم بلغتها الأصلية لأن اللغة خزان للفكر والمعرفة. والتعريب لا يذهب للأداء الفكري البنيوي المختزن في اللغة أي لا بد من تعليم الأولاد اللغة الأجنبية التي أصدرت المعرفة العلمية حتى يتم استيعاب المعنى الدقيق لها، كون هناك فجوة في الترجمة، حيث نذهب إلى الوظيفة وليس إلى البيئة. ونحن كمدرسة دورنا في هذا الإطار، تقوية الطالب على التفكير من خلال استخدام اللغة كأن يفكر باللغة مباشرة وليس فقط الترجمة. ومع ذلك تبذل المدرسة محاولات جادة لتحقيق تواصل فعَّال بين الطلاب والتكنولوجيا، من خلال تدريب الطلاب عبر معامل على الكمبيوتر وبرامج لها علاقة بعلم «الروبوتكس» الذي تعتمد عليه الصناعات والأعمال والمؤسسات المختلفة، علماً بأن «الروبوتوكس» هو علم بناء وبرمجة الرجل الآلي لتأدية وظائف معينة، وهذا يؤدي إلى تطبيق نظريات الكمبيوتر بشكل عملي. وهُناك برامج أخرى ناجحة في هذا الصدد بعنوان «فكر علمياً» (think since) يجري ممارستها في بعض الجامعات والمدارس لعمل تطبيق تكنولوجيا لاختراع معين يقوم به الطلاب. تعريف التكنولوجيا وتعود أمل إلى تعريف التكنولوجيا وتقول بأنه «في العلم» موضحة أن المدارس تحاول نقل المعرفة العلمية لتطبيق التكنولوجيا، أي تعمل على تطبيق النظريات العلمية لإنجاز بعض المخرجات. ضمن المناهج التعليمية، هناك خطوات تسعى إلى تحويل العلم إلى تطبيق تكنولوجي، منها استخدام برامج الكمبيوتر في عدد من المواد الدراسية مثل الفيزياء والأحياء، حيث تكون هناك منفعة فعلية ودمج للتكنولوجيا في المناهج التعليمية. وتدعو أناضولي إلى عمل مشاغل علمية تركز على التكنولوجيا وكيفية تمكين الطلاب من أدواتها، وهذا يفتح أمام الطلاب آفاقاً واسعة للتفكير العلمي وتطبيق البرامج الحديثة بشكل ينعكس إيجاباً على طريقة تفكير الطلاب وتعاطيهم مع الحياة من حولهم، وأشارت إلى وجود هذه التجربة في بعض البلدان، وساهمت بشكل لافت على ظهور أجيال مهتمة بالتطبيقات الواقعية للتكنولوجيا. في هذا الإطار تنوه إلى ضرورة التعرف على أن الكمبيوتر مجرد أداة تستخدم في التعامل مع التكنولوجيا التي تؤدي وظيفة ما للإنسان، بمعنى أن التعرف على الكمبيوتر وبرامجه وتطبيقاته ليس إلا مدخل إلى عالم واسع ورحب يسمى عالم التكنولوجيا، والوقوف على هذا الباب أو المدخل لا يفيد، وإنما النفع كله في الاختلاط بهذا العالم ومطالعة أدق تفاصيله وتعلم كيفية التعاطي معها بما يفيد الإنسان ووطنه. نادي «الروبوتكس» من ناحيته يقول الطالب بالصف التاسع محمد سهيل، العضو بنادي «الروبوتكس»، بالمدرسة، إن النادي يشتمل على فعاليات مهمة ونافعة بشكل عملي للطلاب، واستطاع خلال مشاركته في هذه الأنشطة المساهمة مع زملاؤه في عمل أشكال مختلفة من الروبوت بحسب المهمة التي يهيئون الروبوت من أجلها. ويذكر سهيل، إلى أنه يحلم أن يصبح طبيباً، وحين يعمل في هذه المهنة، ستفيده المعرفة بالتكنولوجيا إلى أقصى حد، خاصة وأن التخصصات صارت تعتمد بشكل رئيس على التكنولوجيا، وعلى سبيل المثال، صار الأطباء يعتمدون في عملهم على المعدات الطبية، ما يتطلب منهم معرفة كبيرة بالتكنولوجيا وكيفية حتى يصيروا ناجحين في عملهم. محمد طه الحامد الطالب بالصف العاشر، يقول إن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وإذا استخدمناه بطريقة صحيحة يفيد في الحياة، ويجعل حياتنا أسهل، وهذا يتطلب معرفة علوم الكمبيوتر التي تتحكم في وسائل التكنولوجيا، ومن خلال المدرسة تعرف على بعض أساسيات علوم الكمبيوتر التي منحته الفرصة للدخول إلى هذا العالم الواسع، الذي يتطوَّر باستمرار، ويتطلّب منه ومن زملاؤه ضرورة متابعة كل جديد حتى لا تحدث الفجوة بين مجتمعاتنا والمجتمعات المتقدمة. ويذكر أنه يتمنى مستقبلاً أن يعمل في مجال المحاسبة، وهي شأن باقي العلوم صارت تعتمد على الكمبيوتر وعلومه، ما يقلل إلى حد كبير من أخطاء العمليات المحاسبية ويساعد على إنجاز كميات كبيرة من الأعمال في وقت أقل وجهد وتكاليف لا تقارن بالاعتماد فقط على العنصر البشري. فيما يورد زميله كريم محمد الطالب، أن مناقشة برامج الكمبيوتر وتطبيقاتها مع زملائه في المدرسة وتحت إشراف مدرس المادة، زاد من معرفته بعلوم الكمبيوتر وكيفية عمل الأبحاث على الإنترنت، وهذا سيساعده مستقبلاً حين يعمل مهندسا معماريا كما يخطط. استخدام التكنولوجيا «يشير عباس عدنان مدير مدرسة النهضة الوطنية للبنين في أبوظبي، إلى أهمية تهيئة وتدريب الهيئات الإدارية والتعليمية على استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل متقن وموسع حتى ليتمكنوا من نقل المعرفة التعليمية والأكاديمية لطلبتهم ومن الاتصال بالمراجع المطلوب من أجل تطوير وتحديث معارفهم، وهذا كله يصب في صالح إخراج أجيال على قدر عال من إتقان أحدث علوم التكنولوجيا». التعامل مع تطبيقات الكمبيوتر يقول صلاح منذر، الطالب بالصف العاشر، إنه يستفيد إلى حد كبير من أنشطة معامل الكمبيوتر التي تقيمها المدرسة، ويتعلَّم من خلالها كيفية التعامل مع بعض برامج الكمبيوتر وتطبيقاته، وكذا بعض الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الآي باد والآي فون وغيرها. ويبيّن منذر أن هذه المعرفة تفيده في كثير من الأمور خارج إطار المدرسة، نظراً لأن كل شيء الآن أصبح يعتمد على الكمبيوتر وبرامجه المختلفة، مشيراً إلى أنه يخطط للالتحاق بكلية الهندسة، وهذا يستلزم منه التعرف بقدر المستطاع على عالم الكمبيوتر وبرمجياته، وهذا يفيد في ابتكار تصميمات مميزة للمباني وأشكالها، فضلاً عن التعرف على طرق تنفيذ هذه التصاميم بأساليب حديثة توفر الوقت والجهد والمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©