السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عقار جديد ضد إدمان التدخين

18 أكتوبر 2007 01:54
أصبح هناك أمل لملايين المدخنين في جميع أنحاء المعمورة للتخلص من عبء التدخين وتبعاته وفي الوقت نفسه تأمل شركات صناعة الأدوية في تحقيق أرباح هائلة من وراء تطوير عقار ضد إدمان التدخين· ويعكف باحثون الآن على تطوير مصل ضد الكثير من أنواع الإدمان المنتشرة في جميع أنحاء العالم خاصة التدخين· ويتوقع فرانك فوسي، رئيس المعهد القومي الأميركي لمكافحة تعاطي المخدرات أن ''يصبح هذا المنتج جاهزا خلال ثلاثة أعوام''· وهناك بالفعل تجارب بشرية على المصل المضاد لإدمان التدخين في بريطانيا· غير أن الكثيرين يشككون في فرصة نجاح مثل هذا العقار الذي سيعطى لمدمني التدخين حقنا· ويبرر هؤلاء تشككهم بأن قضية الإدمان ليست مجرد ظاهرة جسدية· يموت في ألمانيا وحدها نحو 140 ألف شخص سنويا بسبب عواقب التدخين ويعتبر 33% من الألمان تقريبا من مدمني النيكوتين· يضاف إلى هؤلاء قرابة 300 ألف شخص في ألمانيا ممن يتعاطون المخدرات· ويسعى البروفيسور فوسي إلى مساعدة جميع هؤلاء في التخلص من ربقة إدمان التدخين و المخدرات مثل الهروين والكوكايين· و لم يلح في الأفق حتى الآن مجرد أمل ولو ضعيف لمتعاطي الكحول بشكل مرضي في ألمانيا و الذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين شخص· أما هذا التحول الهام الذي طرأ على مساعي الباحثين بشأن معالجة مدمني التدخين والمخدرات ، تلك المساعي التي كانت بدت كالأحلام بعيدة المنال ، فقد جاء نتيجة تزاوج غير مألوف حيث ربط الباحثون بين جزيئات للنيكوتين و بروتين أحد بكتيريا مسببة للمرض مثل البكتريا المسببة لعدوى الكوليرا على سبيل المثال· ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين حقنوا بهذا المزيج لم يصبحوا متحصنين فقط ضد الكوليرا بل إن هذه ''الخلطة السحرية'' منعت تأثير النيكوتين في الجسم· سيتم خلال المرحلة العلاجية الأولى حقن المدمنين بحيث سيصبح باستطاعة أحدهم أن يحقن من قبل طبيبه شهريا حتى يتمكن جسمه من تكوين المزيد من الأجسام المضادة للنيكوتين· فإذا خفض المدخن في الوقت نفسه من التدخين فسيصبح باستطاعته حسب الباحثين أن يقلع عن التدخين خلال أشهر قليلة دون المرور بظواهر الإقلاع عن السيجارة· يضاف إلى ذلك أن المصل المحتمل يتميز عن الوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين المعروفة الآن ألا وهو أنه في حالة انتكاسة المدمن مرة أخرى وعودته للتدخين فلن يصبح باستطاعته أن يشعر بتأثير النيكوتين مرة أخرى· فإذا ما ثبتت جدوى هذا الــ''تطعيم'' في أوساط المدخنين ومدمني المخدرات فيمكن للخبراء المختصين أن يشرعوا في تجريبه مع الشباب لتحصينهم ضد إدمان المخدرات على شكل تطعيم وقائي بعد أن كان هؤلاء الشباب يضطرون لتجديد هذه الحماية ضد الإدمان كل ثلاثة أشهر· ولن يكون للعقار المرتقب مضاعفات كبيرة باستثناء بعض المضاعفات الجانبية المعتادة مثل الشعور بالألم المستمر في مكان الحقن أو الشعور بآثار أنفلونزا خفيفة· غير أن خبراء الإدمان يحذرون من المبالغة في تعليق الآمال على العقار المنتظر حيث تقول جابريله فيشر، رئيسة قطاع أبحاث الإدمان بالجامعة الطبية في فيينا''لا أعتقد أن هناك عقارا يمكن أن يساعد على الإقلاع عن التدخين''· و تضيف فيشر أن العامل النفسي يلعب دورا لا يقل عن العامل الجسدي إن لم يفقه· كما تخشى فيشر أن ينزلق المدخنون إلى نوع جديد من الإدمان في حال تبين سرعة تأثير هذا العقار المرتقب مثل إدمان النحافة· وتقول فيشر:''علينا أن ننظر للمرض ككل و نعالجه على هذا الأساس''· وتؤيد الحقائق العلمية هذه المخاوف و التحفظات حيث وجد الباحثون في مجال الطب أن هناك عمليات مشابهة في الجهاز العصبي تصحب أي نوع من أنواع الإدمان سواء كان هذا الإدمان للهيروين أو لألعاب الكمبيوتر· كما أن العقار المضاد للمخدرات ليس هو وحده الذي يفرز شيئا في الجسم ضد الإدمان حيث يمكن أن يكون مجرد الاعتقاد أو مجرد استهلاك المخدرات نفسه سببا في إحداث تحول مضاد للإدمان· وعن ذلك يقول الباحث الطبي جون كار زوبيتا بجامعة ميشيجان الأميركية إن مجرد اعتقاد المريض بأن عقارا أو آخر له تأثير علاجي طيب يحث المخ على إفراز مادة الدوبامين أو المورفين واللذين يكون لهما تأثير إيجابي في العلاج·
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©