التكنولوجيا الذكية

لم يكن شيئاً جديداً علينا أن نكتشف أن مخلفاتنا، بصفتنا العنصر البشري، قد تضخمت لدرجة الوقوع في ورطة البحث عن سبل للتخلص منها. وبسبب ارتفاع نسبة النفايات الإلكترونية اتجهت منظمات بعينها إلى تسخير التكنولوجيا الذكية لحماية الصحة. ولكن ما الذي سيقدمه هذا النوع من التكنولوجيا للدول النامية التي أصحبت نفاياتها الخطرة جبالاً بمقدار خمسمائة في المائة أحياناً حسب تقرير “يونيب” التابعة للأمم المتحدة. إن الدعوة لإيجاد أنظمة جديدة تذكرنا بالدعوة لإيجاد حلول لفساد المناخ واحترار كوكب الأرض، ولأننا لا نزال ننتظر حلولاً لقضية التغييرات المناخية فإننا أيضاً نضيف إلى القائمة إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية ووضع أنظمة جديدة لحماية الصحة العامة وللبيئة التي إما أن تجعل صحة البشر بخير أو تتركنا نعاني من تكرار وكثرة الأمراض. ربما يجد البعض أن الحديث حول هذا الموضوع فيه شيء من المبالغة، وربما يكون غير مهم بالنسبة للبعض الآخر، لكن في النهاية مطلوب مزيد من البحث والقراءة في مخلفات البشر التي تضر بالبيئة وبالتالي بالصحة خصوصاً إذا علمنا أن تقرير “يونيب” يتوقع أن ترتفع تلك النفايات بشكل مخيف وخطر خصوصاً أجهزة الحواسيب القديمة والطابعات والهواتف المحمولة وأجهزة الاستدعاء اللاسلكية والصور الرقمية وأيضاً الثلاجات ولعب الأطفال والتلفزيونات، لتواكب النمو والطلب في دول مثل الصين والهند وأميركا اللاتينية خلال عشر سنوات المقبلة. تتوقع الدراسة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية إلى موارد، بعد الدعوة التي أطلقت في اجتماع خبراء في النفايات الخطرة في بالي (إندونيسيا)، ذلك أنه بحلول عام 2020 سوف تكون النفايات الإلكترونية قد قفزت بنسبة خمسمائة في المائة من مستويات عام ألفين وسبعة في الهند ومن مائتين إلى أربعمائة في المائة في جنوب إفريقيا والصين، في حين سترتفع نفايات الهواتف النقالة القديمة إلى سبعة أضعاف في الصين و ثمانية عشر ضعفاً في الهند. يضيف التقرير إلى ذلك السوء وضعاً خطراً وهو أن تلك النفايات يتم التعامل معها بشكل غير سليم في الصين إذ يتم حرقها لاستعادة المعادن الثمينة مثل الذهب ما يضيف مزيداً من التلويث للهواء ما ينتج مزيداً من الاحتباس، لذلك هناك حاجة ملحة لإجراءات طموحة ومنظمة ورسمية لجمع وإدارة النفايات الإلكترونية من خلال إنشاء مرافق ذات كفاءة عالية. لذلك ينتظر من القطاعات المنتجة لتكنولوجيا إنتاج أجهزة ذكية تتناسب مع التحديات التي تواجه البيئة ليس على مستوى بعض الدول لأن المعاناة تشمل الجميع وكي لا تتكدس تلك الجبال من النفايات في مختلف أنحاء العالم وتشكل مزيداً من الأخطار، ينتظر أن يتم إنتاج الأجهزة التي لا يتخلف عنها مخاطر عند التخلص منها أو إعادة تدويرها. المحررة