الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معين شريف صوت بين جيلين

معين شريف صوت بين جيلين
30 مارس 2008 03:49
صوت يردد الوادي صداه من سهل البقاع حتى الجنوب· معين شريف، ''مطرب الجيلين'' يعتبر لبنان قضيته الأولى ويعد بالمحافظة على الأغنية اللبنانية من أي اعتداء· يتساءل عن تراثنا اليوم الذي هو السيدة فيروز والرحابنة والعملاق وديع الصافي، والذي سيكون بعد ربع قرن ''إحداهن'' التي تحتل الفضائيات باستعراض وفن مبتذل· وعد جمهوره بكثير من المفاجآت، وصرّح حصريا عن اتفاقه الجديد مع روتانا الذي اعتبرها مدرسة، لكن جميع فنانيها صغارا وكبارا في صف واحد· تراه شارداً كحال الفنانين اللبنانيين في وضع بلده لبنان· و يؤكد أن الفنان ''مواطن يشعر ويتفاعل مع الشعب وليس من كوكب آخر''· يفخر بلقب ''مطرب المقاومة''، و''يعتبر اتهامه من قبل الخارجية الإسرائيلية الموجه إلى مجلس الأمن الدولي، بأنه يوجه حملة إعلامية- فنية ضدّ العدو الإسرائيلي ''وسام شرف''· جالساً بأمل وشوق للقاء محبّيه بحفلات قريبة في لبنان، خصنا الفنان معين شريف بلقاء طوى فيه جراح الماضي وتكلم عن أعماله وآماله· هو ابن الأرض البقاعية الصلبة، وابن الأم التي تحدّت عيوب المجتمع· صقلت له الموهبة فبات ابن الثلاث عشرة سنة ممثل لبنان في الأردن بـ ''مهرجان أطفال العرب''·هو تلميذ العملاق وديع الصافي، تعلم منه أن الفن موهبة وليس ممارسة· عزف العود وتميّز في ''الكونسرفاتوار''، وصرّح لنا أنه سيكون ملحناً عن قريب· بعد آخر نجاحاته في كليب ''قلبك طيب''، اعترف أن الاغنية نجحت لأن ''معين العاشق هو من أداها فأطرب الناس· الأغنية لم تكن ''ستايل'' معين، بالصوت الأجش البقاعي القوي، بل كانت أغنية الإحساس· أداها لأنها تشبهه اليوم، حيث أداها فعلاً بربع صوته لأن القوة لا تمس الإحساس''· إهمال الفن يحلم ويتمنى ''أن ترتقي الأغنية اللبنانية إلى المستوى الذي يطمح إليه الرحابنة و وديع الصافي· و يتحدث عن ''إهمال للفن اللبناني طمعا بالمصلحة المادية أكثر من السعي لبناء حضارة فنية للبنان· فالمشكلة باتت في الإيمان بتلك الرسالة، والتضحية في سبيل تقديم المميّز والمهمّ، كما فعل وديع الصافي ونصري شمس الدين وفيروز وصباح''· وعن موضوع التدخل في حفلات السيدة فيروز مؤخرا، ''يعتبر معيناً أن سفيرة النجوم تعني ما تقول وتغني وتفعل· فيها من القناعات والفكر والخبرة والوفاء لأمة احتضنت فنها وفيها من الحكمة ألا تردّ أو تهتزّ لأي غبار''· ويبدي معين شريف أسفه ''على تراث لبنان وحضارته الذي هو اليوم تاريخ فنون الطرب الأصيل وعراقة العتابا والميجانا، وأعمال الرحابنة ووديع الصافي، وما يمكن أن يكون عليه بعد جيل دخلته التقنيات دون إبداع، والفضائيات مدمرة الثقافة، بحيث تكون ''إحداهن''، رمز التراث اللبناني!!!''· مدينة الشمس يعود معين من جديد إلى بعلبك، مدينة الشمس، فيصفها بالمظلومة· بعلبك كما يقول أكبر وأعرق من تحجيمها وإلغائها· تعاقبت الحكومات ومرت الأيام وبقي الاتفاق على إهمالها· أنا ابنها ولم أتهرب من الغناء لها كما يقال لكني سأغني عندما يسمح لي ولأبناء بعلبك بالغناء على أدراجها''· وبالفعل لم يغن معين حتى اليوم وهو ابن اليمونة، أعرق بلدات منطقة بعلبك وأغناها بالمعالم الجمالية، وصاحب الحنجرة المخملية بينما سمح للكثير ممنّ لا يقدمون الكلمة الرنانة واللحن الموزون بالغناء على مسارحها· حَرمه سوء التنظيم من الغناء في بعلبك كما حرمته الحرب من الغناء في أرض وطنه· فعن سؤال عن كثرة حفلاته في سوريا وشبه انعدامها في لبنان أجاب: ''الحرب انتهت لكن ارتداداتها في لبنان لا زالت مستمرة ولا يمكن إقامة الحفلات في ظل هذه الظروف الغاصبة''· زرع التحرير أما أغنيته ''زرع التحرير'' التي لاقت صدىً مهماً في أرجاء العالم العربي صبغته بـ ''مطرب المقاومة''، فافتخر بها وبوطنيته ووقوفه بوجه المعتدي، واعتبر توجيه التهمة له وإبلاغ الجامعة العربية من قبل الخارجية الإسرائيلية بقيادته لحرب إعلامية ضدّ إسرائيل، وسام شرف، فالاتهام يأتي من دولة لا تعرف الرحمة ولا حقوق الإنسان· أما أغنية ''بيروت'' فغناها معين عام 2002 بعد أحداث سبتمبر ،2001 لما رآه من قسوة وإذلال في معاملة الشعب العربي في بلاد الاغتراب· لكنها لم تلق الاهتمام اللازم إلا بعد تسارع الأحداث واغتيال الشهيد رفيق الحريري· يقول أنه ونزار فرنسيس تنبآ بمستقبل عربي قاس بعد أحداث نيويورك فقال لبيروت: ''مشتاق شوفك والدّني بعدا دِني''· وعن بيروت عام 2010 يجيب: ''إن إرادة الشعب اللبناني أقوى من تعليمات السياسيين ولن ينجرّ إلى الفتن والاقتتال وإعادة المأساة· فالضال سيعي والمستغل سيستيقظ ولبنان قضيتي وقضية جميع الفنانين· فنحن لسنا من كوكب آخر''· وشرقا نحو الخليج العربي، انطلاقا من بيروت صلة وصل العالمين العربي والغربي، أكدّ شريف أنه سيكرم جمهوره الخليجي عن قريب بأغنيات باللهجة الخليجية عربون محبة لمنطقة عشق معين أرضها وشعبها· فاللهجة اللبنانية كما يقول تُردّد، وأغنيات السيدة فيروز شائعة جداً، لكن معظم الجمهور لا يفهمها بسهولة، بخلاف اللهجة المصرية التي غزت العالم العربي بعد النجاح الباهر للسينما المصرية وتراجع السينما اللبنانية! وفي موضوع الفضائيات والمحطات وشركات الإنتاج قال معين كلاماً مفاده: ''إن روتانا باتت تحيط الفنان من كل حدب وصوب! تخطّت كونها شركة إنتاج إلى عالم إدارة أعمال الفنانين والتدخل في كل ما يخصّ تحركاتهم وصولا إلى عقد لقاءاتهم الصحفية''· نقترب من معين شريف فنرى أن حكمته ''ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل'' تلهمه بكلمته الدائمة ''لبنان سيكون''· وهو الذي عشق الصيد وإشعال النار، يصطاد اليوم فتاة أحلامه ويشعل النار على من يريد إحراق وطنه· يتفاءل بالشائعات إذ يرى أنه عندما تكون هناك شائعة هناك نجاح· يلخص ما سيقوم به أنه ''وعد بالحفاظ على التراث اللبناني، ومسؤوليته بالاستمرار في رفع مجد الفن العربي والمحافظة على الأصالة''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©