15 مارس 2010 21:05
تعد حديقة المنزل الداخلية من أكثر الأماكن التي تجلب الراحة للنفوس، فهي مكان لأخذ قسط من الراحة. مكان لغفوة أو قيلولة قد يسرقها الواحد منا من وقته المزدحم بمشاغل الحياة اليومية، التي لا تنتهي أبدا، فكم هو جميل أن يكون لك ملاذ تقصده لتمتّع به شخصك، أو بالأحرى لتنعش به روحك، بعد عناء يوم طويل، وصخب ازدحام الشوارع والمحلات، وضجيج المارة والسيارات، إنه مكان أشبه بالخيال، ولا يتطلب منك إلا قليلا من العناية وكثيرا من الحب.
الخضرة من أجمل ما قد تلمحه العين البشرية من ألوان، فهي تريحها وتمنح صاحبها شعورا بالأمان والطمأنينة، كيف لا وهي لون يرمز للحياة، لون يرمز للأمل والتفاؤل، وكثيرا ما استخدمه الأدباء والشعراء في كتاباتهم وقصائدهم، أما فنانو الريشة والألوان، فقد زينوا به أوراقهم البيضاء وحولوها إلى جنة خضراء.
المناخ يتحكم بحديقتك
تتحكم عوامل المناخ على اختلافها وتنوعها في طريقة تصميم الحدائق المنزلية، حيث تلعب درجات الحرارة أو الرطوبة وسرعة الرياح مثلا دورا هاما وأساسيا في تحديد معالم الحديقة ومكوناتها، ونقصد بالمكونات هنا، الديكور والأجزاء، كالجسور، النوافير، والأشجار، والأسوار، والنباتات والزهور المزروعة، وكل ما من شأنه أن يدخل في تركيب الحديقة وتجميلها، بدل أن تكون مصممة بطريقة عشوائية، لا حركة ولا إبداع فيها. إلى ذلك، تقول ستيفاني كلارك، خبيرة في تصميم الحدائق إن “الحديقة لابد أن تعبر عن شخصية صاحبها، وتكون مرآته التي تعكس أفكاره ومشاعره، ويكمن ذلك في اختياره لديكورها ومكوناتها، وحتى النباتات التي يفضل زراعتها، فلكل جزء ولو كان بسيطا معنى يجسده، وصورة نمطية يعبر عنها للزائر أو المقيم في البيت نفسه”.
أما عن اختلاف المناطق المناخية، ومدى تأثيرها على تصميم الحديقة ونوعها، فتقول ستيفاني إن المناخ يلعب بارزا في التحكم بتصميم الحدائق، ففي المناطق الباردة مثلا، تقام المصدات على اختلاف أشكالها بالحديقة، وذلك بغية حجب الرياح والهواء البارد، أما المناطق الدافئة الرطبة، فيفضل فيها زراعة نباتات مائية ونصف مائية، كما تحبذ زراعة أشجار الظل التي تقلل من ضوء الشمس وأشعتها الحارقة، أما في حالة الوجود بالمناطق الحارة الجافة، فإن زراعة أشجار الظل الخيمية، هي الطريقة الأمثل، إضافة إلى الإكثار من المسطحات الخضراء من نباتات وأزهار، وإحاطة المباني بالأشجار والنباتات الالتوائية والمتسلقة لخفض درجة الحرارة داخلها.
مزاجك عنوان الحديقة
لنفترض أن صاحب البيت هو شخص عملي ومهني بالدرجة الأولى، سنجد حديقته تعكس توجهاته، حيث نجد نوعا من الجدية في الديكورات المكونة لأجزائها، كأن يضع طاولة دائرية أو مضلعة الشكل، ويخصص مساحة عليها لوضع كمبيوتره، أو كتبه، التي تكون في غالب الأوقات ونيسه خارج أوقات العمل، تقول كلارك: “شخصية صاحب البيت أو بصورة أدق، مزاجه، له دور كبير وفعال في تحديد معالم وديكورات الحديقة، حيث يأتينا الزبون أحيانا، ويكون من أصحاب النزعة الرومانسية، فيقترح أفكارا قد تكون غريبة على البعض الآخر، ولكنه يرى أن تطبيقها وتجسيدها على أرض الواقع سيريحه، كأن يختار كراسي وكنبات على شكل قلوب، أو أن يختار ألوانا نارية وقوية كالأحمر أو ألوانا دافئة وزاهية كالوردي والأخضر، كما أن هذا النوع من الأشخاص، كثيرا ما يفضلون وجود المسابح في حدائقهم أو النوافير المائية”. ترى كلارك أن المزاج مهم جدا، فهو أما يجمل الحديقة أو أنه يفسد من رونقها، فالاهتمام بمعالمها والعناية بها، عاملان أساسيان لإضفاء جمالياتها.
مصيدة العشوائية
كثيرا ما تكون لدينا أفكار مختلفة لتزيين حدائقنا، فنجد في محلات بيع الإكسسوارات المتعلقة بتزيينها تزخر بأنواع شتى وألوان تجذب الأنظار وتخطف القلوب لاقتنائها، لكننا في بعض الأحيان نضطر لعدم استخدامها، فتظل مغلفة في كراتينها، أو نحاول إرجاعها من حيث تم شراؤها، والسبب الرئيسي لعدم استخدامها يكون في معظم الأوقات، عدم وجود المساحة الكافية لها، وفي هذا الشأن تقول كلارك: “لا بد على الزبون أن يحذر من مصيدة العشوائية، التي نقصد بها اقتناء ديكورات الحديقة وإكسسواراتها، قبل وضع تصميم مبدئي لها، يراعي حجم مساحتها بالدرجة الأولى، التي تحدد حجم الأثاث والديكور ومختلف الإكسسوارات التي قد تتماشى مع حجم الحديقة وشكلها، كالمظلات التي ترافقها الكراسي، الكنبات التي تختلف ألوانها وأشكالها، النوافير التي تتنوع أحجامها وطريقة ضخها للمياه”.
ولا تعتبر النباتات بمنأى عن هذه القاعدة، وفقها، حيث إن اختيار الزهور ومختلف الشجيرات والنباتات في الحديقة، تعتمد على حجم الحديقة نفسها، والمناخ الذي ستتواجد به هذه الأخيرة، حيث لا يجوز مثلا زراعة أشجار النخيل في حديقة صغيرة المساحة، أو أشجار كثيفة في حديقة قريبة من محيط أو سور مبنى الجيران.
المصدر: أبوظبي