الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
18 أكتوبر 2007 03:10
في مثل هذه الأيام من رمضان العام الماضي أُخطرنا على عجل أن الوالدة ''أطال الله في عمرها'' تعاني من ظروف صحية مفاجئة ألمّت بها بعد تناول الإفطار، أدخلت على إثرها غرفة الانعاش، لم تطمئننا الاتصالات الهاتفية المتواصلة، فشددنا الرحال فوراً إلى أرض الوطن أنا وإخوتي، وبفضل الله كان الإسراع في نقلها إلى المستشفى سبباً في إنقاذها من مضاعفات عدة حسب ما ذكره الأطباء· وبدأت تعود للوعي وتتماثل للشفاء، ومن أطرف ما ذكره الطبيب المعالج أنه عندما عادها في صباح اليوم الذي استعادت فيه وعيها وطلب منها تناول الدواء قالت له: إني صائمة! مرت تلك الأيام عصيبة ونحن غير قادرين على رؤيتها أو مخاطبتها، وعندما اطمأن الأطباء على تجاوزها للأزمة سمحوا لنا برؤيتها والتحدث إليها بحذر شديد حتى لا نتعبها· قبل يومين من حلول عيد الفطر المبارك غادرت الوالدة المستشفى إلى البيت العامر بوجودها، لم تظهر علينا بوادر ما قبل العيد من استعدادات، بل لم نأبه بقدومه، ولم ينقطع عنا الزائرون· أطل صباح العيد وبدأ اخوتي يجهزون للذهاب لأداء صلاة العيد، وبطبيعة الحال تخلفت الوالدة هذا العيد عن أداء الصلاة، أما ما كان بعد صلاة العيد فقد أعجز عن وصفه كاملاً، فقد أتى جميع المصلين بعد الصلاة إلى منزلنا لمعايدة الوالدة الرجال بجلابيبهم البيضاء وعماماتهم العالية كهمتهم، النساء بثيابهن الزاهية غير المبهرجة، الأطفال بملابسهم الجديدة، كنا نتسابق أنا وإخوتي في تقديم ضيافة العيد لهم قبل انصرافهم·· امتزجت الجمل والعبارات تبارك العيد، يتمنون الأماني النابعة من صميم القلب، يلهو الأطفال فرحين بالعيدية·· وسط هذه اللوحات المتسارعة تسللت إلى قلبي فرحة ''فرحة العيد''·· رغماً عني·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©