الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نلوم السينما العالمية لتقديمها صورة مشوهة للعرب

نلوم السينما العالمية لتقديمها صورة مشوهة للعرب
18 أكتوبر 2007 03:17
يسعى مهرجان الشرق الأوسط للسينما الى تقديم صورة مختلفة للعربي بشكل عام وللخليجي بشكل خاص، من خلال جمع المنتجين وصناع السينما في أبوظبي من أجل جذبهم الى هذه المنطقة لإنتاج أفلام يستفيد منها العربي بشكل أكبر وربما يجد من ينصف صورته المشوهة ويقدمها بشكل أكثر واقعية· وإذا كنا نتحدث عن صورة العربي المشوهة في السينما العالمية وهي في الغالب صورة خليجي لأن الغرب يعتبر العربي هو الخليجي صاحب بئر النفط فقط وغيره من العرب ينسبون الى دولهم فالمصري مصري والمغربي مغربي والشامي شامي وهكذا·· فانه ليس من الواجب أن نطالب الغرب بتصحيح تلك الصورة القاتمة أو المشوهة ولا يمكن بالتالي أن نلومه على الإساءة لأن هذا ما ينقله له الإعلام، وما لم يكن الإعلام العربي او الانتاج السينمائي قادرين على تحسين هذه الصورة، فإن الصورة ستبقى كما هي مشوهة الا من بعض المبادرات التي تحاول نقل صورة واقعية عن العربي وهي في الغالب تكون نتيجة احتكاك المنتج الغربي أو مخرج العمل السينمائي الغربي بالعرب لتتضح له الصورة بشكل أدق وأكثر واقعية·· لكن إذا كانت صورة العربي أو الخليجي في الغرب بهذه القتامة أو بهذا التشوه لماذا تكون كذلك في السينما العربية التي من المفترض أن تكون تعرف الكثير عن المجتمع الخليجي وعن رجل الشارع الخليجي·· في غالبية الأفلام السينمائية العربية والمصرية على وجه التحديد لأنه ليس هناك انتاج سينمائي عربي بمعنى الانتاج غير الانتاج السينمائي المصري، تظهر صورة الخليجي بصورة نمطية أخرى·· فهو ليس سوى رجل ثري تافه يلبس الغترة والعقال بصورة مشوهة، سكران ويعيث فساداً في المراقص والنوادي الليلية·· قلة هي الأفلام التي أظهرت الخليجي بشيء من الواقعية ولا تعرف ان كانت هذه الصورة المشوهة متعمدة أم انها نتيجة قصور في البحث وفي المعرفة، لكن ليس هناك من عذر مقبول، فماذا سيحدث لو ان مخرج الفيلم سأل أو زار بلداً خليجياً ليتعرف على الخليجيين بشكل أوضح، هل الهدف هو تخفيض النفقات وهل الهدف هو التشويه من أجل جذب مشاهدين أكثر·· لا نعرف الإجابة على هذه الاسئلة، لكن نستطيع ان نرى الصورة مختلفة بعض الشيء في فيلم ''عندليب الدقي'' لمحمد هنيدي، هذا الفيلم يقدم الخليجي بصورة مختلفة وجديدة على السينما المصرية، صورة الخليجي العصري المتمدن رجل الأعمال الثري المحاط بالموظفين الأجانب والذين قد يسيطرون على حياته بل انه نتاج تربية الطباخ الهندي الذي يقوم بدوره هنا داوود حسين، هذه الصورة وعلى ما فيها من سلبيات لكنها أكثر واقعية من الصورة النمطية السابقة· الأمر الجديد الذي يعكسه هذا الفيلم بالتحديد هو أن السينما المصرية بدأت تفكر في منطقة الخليج والإمارات تحديداً عندما تبحث عن مواقع تصوير خارج القاهرة وضواحيها وصعيد مصر وريفه· ·· فبعدما كان صناع السينما المصرية في الستينات والسبعينات يتجهون صوب لبنان بطبيعته الساحرة، بحثاً عن مشاهد جديدة تثير عين المتفرجين المصريين، ها هي السينما المصرية تعثر على الإمارات أو الخليج عموماً كـى ٌُكفُّىَُ - جديد بمذاق مختلف· طبعاً ربما كان وراء الأمر أن الشركة المنتجة لفيلم هنيدي خليجية بالأساس، لكن يبقى أنها فتحت الباب أمام أعين باقي المنتجين على أنه ثمة أماكن أخرى مثيرة تصلح لتصوير أفلام واقعية عن الخليج·· ليعرف الآخرون أن المنطقة ليست مجرد صحراء قاحلة تجوبها الإبل والجياد·! وبالتالي قد يقصر ذلك الطريق نحو إصلاح صورة العربي عموماً في السينما العالمية· إلا أن ما يمكن أن يحسم الأمر هو أن يتم إنتاج أفلام كبيرة بأموال وأفكار وأطقم عمل خليجية· بما يعني أن الاستثمار الخليجي في السينما ذو عائد لا يقدر بمال بالنسبة لأبناء الخليج ومستقبله وصورته في العالم العربي وعلى المستوى الدولي·· فلماذا لا توجد حتى الآن مبادرات جدية وفعالة في هذا الشأن· ؟! ذلك هو السؤال الذي قد يساهم مهرجان أبوظبي في الإجابة عنه بل قد يساعد في تحويل تلك الإجابة إلى أعمال فنية حقيقية تعرض على شاشات السينما في القاهرة والرباط ودمشق ونيويورك ومختلف أنحاء العالم· من يبادر ؟! الاستثمار الخليجي في السينما ذو عائد لا يقدر بمال بالنسبة لأبناء الخليج ومستقبله وصورته في العالم العربي وعلى المستوى الدولي·· فلماذا لا توجد حتى الآن مبادرات جدية وفعالة في هذا الشأن· ؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©