المخرجة ميرنا خياط: أشعر بالفخر لما آلت إليه الثقافة في أبوظبي

وجهها المشع بالنضارة يعبر عما في داخلها من شعلة فنية لا تنطفئ· ميرنا خياط موهبة لامعة في عالم الإخراج يشهد عليها جميع محبي أعمالها التي لا تشبه الا نفسها وروح الأنوثة المفرطة في شخصها· هي من اوائل مخرجات الفيديو كليب في العالم العربي التي تتنافس على عدستها أكثر الفنانات شهرة، كيف لا وهي المبدعة في رسم الجمال وتصوير الخيال· حلت أمس المخرجة اللبنانية ميرنا خياط ضيفة على المهرجان يرافقها زوجها المخرج طوني أبو الياس ومن المطار مباشرة لحضور فعاليات المهرجان· ومن فرط حماسها للتعرف على أكبر عدد من الشخصيات المشاركة لم يكن لديها متسع من الوقت للالتقاء بالصحافيين، فاغتنمنا استراحة الغداء في دردشة سريعة معها· شاهدناك تتصفحين كتيب المهرجان بإمعان، ما الذي لفت نظرك فيه للحقيقة ''المكتوب واضح من عنوانه''· لقد فوجئت فعلا بتنوع الحضور من أميركا والهند وبريطانيا وسواها من الدول· وكون مهرجان الشرق الأوسط السينمائي هو التجربة الأولى في أبوظبي، فهذا يبشر بالخير· ولا يمكن الحكم على المهرجان إلا بعد مرور عام عليه للوقوف عند نتائجه والمشاريع التي حققها· ومع ذلك أنا متفائلة جدا بالمستقبل، لأنه ما أن وجدت النية والعزيمة للنجاح والاستمرارية فلا بد أن تكون النتائج مثمرة· شاركت في العديد من المهرجانات العالمية، كيف تقرئين فكرة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي عندما تلقيت الدعوة من اللجنة المنظمة، كانت ردة فعلي الأولى هي الفخر لما آلت اليه الثقافة في أبوظبي بحيث تتميز هذه المدينة بتطور نوعي جدير بالاحترام· ومع أنه لم يمر على وجودي هنا سوى 4 ساعات، الا أنني التقيت بنخبة من صناع السينما على مستوى العالم· وهذا دليل على اهتمام المنتجين والمخرجين الأجانب بالمجيء الى أبوظبي ووضع كل طاقاتهم وإمكانياتهم من أجل النهوض بالمواهب والإبداعات العربية· البعض يعتبر أن الإبداعات العربية لا تأخذ حقها في مثل هذه المهرجانات، ما رأيك لا أحب الأشخاص المتشائمين والسلبيين الذين يستسهلون دائما أن يعلقوا أخطاءهم على شماعة الآخرين· لا يمكن لأحد أن ينكر وجود نخبة من المفكرين والمثقفين العرب الذين يعملون في مجال صناعة الأفلام، ولكن علينا أن نفهم جيدا أن في المهرجانات السينمائية التي تنظم في البلدان العربية، يكون التركيز أكثر على دعوة شركات الإنتاج الأجنبية بهدف دعم الأعمال العربية· فهم هنا ليس من أجل صناعة الأفلام الأميركية أو الأوروبية وانما لتعزيز دور السينما العربية· كونك مخرجة فيديو كليب، ماذا تضيف لك المهرجانات السينمائية المخرج قبل كل شيء فنان مرهف الأحاسيس، ولا أجد فرقا بالموهبة بين مخرج الكليب أو المخرج السينمائي أو المسرحي· وحين أشارك في أي مهرجان سينمائي أتطلع الى كل جديد لاستعيد من خلاله وجودي في السوق· وأنا لست بعيدة عن الإخراج السينمائي بحيث كانت لي تجربة مع زوجي طوني في إخراج فيلم ''الفجر'' عام ،2000 ولولا صعوبة توفر الإنتاج الضخم لما ابتعدنا عن السينما· هل لديك مشروع إخراج سينمائي في المدى القريب لا أكشف سرا اذا أعلنت أنني أعمل حاليا على إخراج فيلمين للسينما، لكنني لن أتحدث عن التفاصيل بانتظار استكمال العناصر الأساسية الأخرى· وما وجودي هنا الا فرصة ذهبية للالتقاء بشركات الإنتاج الداعمة على أمل أن يتم تعاون فيما بيننا· اذا توفر لك الدعم المالي الذي تبحثين عنه، هل من رسائل تودين إيصالها للجمهور عبر أفلامك حتى أكون صريحة مع نفسي ومع القراء، لا يمكنني الإدعاء بأنني أسعى الآن لنشر الرسائل وتوجيه الجمهور من خلال أفلام جادة وحسب· الا أنني على قناعة تامة بضرورة وجود الفكرة الصادقة أولا والتي أنطلق من خلالها في أي عمل سينمائي· كيف تقنعين المنتج لدعم أفكارك المنتج عموما لا يجرؤ على استثمار رأسماله في أي فيلم ما لم تكن لديه قناعة مبدئية بأن أمواله لن تضيع عليه· وهو غير مستعد للمخاطرة تحت أي ظرف، لذلك لا بد أن تشده القصة بالدرجة الأولى· ومن بعدها يأتي دور المخرج ليقنعه بقدرته على تقديم الفكرة بصورة شيقة وبشكل جذاب· ما هي علاقة المخرج بالصورة لا بد أن تكون علاقة خاصة وفيها الكثير من الالتحام والحميمية، وكلما كان المخرج مبدعا ومرهفا كلما تمكن من تجسيد الحالة التي يقرأها على الورق الى واقع يقنع به المشاهد· وهذا ما أحاول أن أقدمه من خلال الكليبات بحيث أحرص على أن ترافق الكلمة الصورة لتعبر عنها بدقة وشفافية·