السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة الغيل كتاب من حجر

قلعة الغيل كتاب من حجر
30 مارس 2008 03:51
تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالكثير من الشواهد الأثرية التي تؤكد على العمق الحضاري والتاريخي للمنطقة، والتي تتجسد في القلاع والحصون والأبراج المنتشرة على طول الساحل، وفي بعض المرتفعات والمناطق الداخلية، والتي تقف شامخة تتحدى الزمن، وتروي فصولاً من حكاية الإنسان الإماراتي الأصيل وكفاحه المستمر في الذود عن حدود الوطن على مر الأزمان· وتعتبر قلعة الغيل من أهم النماذج الأثرية القديمة للمواقع الدفاعية في المنطقة الشرقية، وللوقوف على أهميتها التاريخية حاورنا الدكتور عبد الستار العزاوي مؤلف ''كتاب قلعة الغيل'' والمرمم المختص بالقلعة، فقال: ''تقع القلعة القديمة في قرية الغيل التابعة لمدينة كلباء الواقعة بإمارة الشارقة· واسم الغيل يعني ''الفلج'' وسميت القلعة والقرية به لكثرة الأفلاج والعيون في المنطقة''· ويضيف العزاوي: ''بنيت قلعة الغيل فوق ربوة عالية ترتفع أكثر من عشرة أمتار عن سطح الأرض لأغراض الحماية والدفاع، وهذا يتجلى بوضوح من التصميم والتخطيط المعماري لأقسامها، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي التي يتيح لها أن تشرف على منطقة خور كلباء ووادي الحلو وبالتالي على الطريق التي كانت تستخدمها كل القوافل المارة في المنطقة''· لا تجزم الدراسات التي أجريت حول القلعة بتاريخ محدد لبنائها، لعدم وجود حجر أساس أو أي نقوش أو كتابة توضح تاريخ البناء، كما لا توجد مراجع تاريخية نرجع إليها بهذا الصدد، ولكن حسب دراستنا المستفيضة - والكلام للعزاوي - لكل ما يحيط بعناصر التربة حول القلعة، فإن من المرجح أن تاريخ بنائها يعود إلى أكثر من مائتي عام· ومن خلال عملية الترميم والصيانة اكتشفنا أن البرج قد بني أولا ثم استكمل بالملاحق الأخرى كالغرفة والسور، بمعنى أنه بني كبرج للمراقبة وللاستطلاع في البداية ثم أضافوا إليه الملاحق مما يجعلنا نصنفها كقلعة فقط وليس حصناً، بالإضافة إلى أن مهمة القلعة هي الدفاع عن المدينة ويسكنها المدافعون فقط، وهي تبنى دائما على مشارف المدن لتؤمن الطرق التجارية ولتحمي الآبار والعيون المائية· أما الحصن فهو مبنى دفاعي ومدني في الوقت نفسه، حيث يستخدم في الأغراض الدفاعية في وقت الحرب، ويستخدم كمقر للحكم في أيام السلم· ويكمل العزاوي: ''يتكون بناء القلعة من البرج في جهة الشمال الغربي، وهو المبنى الاسطواني الشكل الذي يحتوي على كل عناصر الدفاع، مثل (المزاغل) العامودية والدائرية وتسمى المرامي، و(المسننات) وهي فتحات للاحتماء والرمي، و(الأنف) الذي من خلاله كان يتم سكب السوائل الساخنة على العدو إذا اقترب من قاعدة القلعة، ومدخل صغير يتوسطه باب خشبي· وفي وقت لاحق أضيفت للبناء غرفة مع إيوان ومدبسة صغيرة لصناعة الدبس وتغذية المقاتلين· ويتوج القلعة سور كبير محاط بحفر صغيرة تستخدم كـ (برك) لجمع مياه المطر بعمق 1 متر· ويشير العزاوي إلى ''أن المواد الأولية التي استخدمت في بناء القلعة كانت من ''الصخور المحلية'' التي تتميز بها المنطقة مع ''الجص'' الناتج من الحجر المحروق والخشب الأفريقي الصلب ''الجندل'' وجذوع النخل ''الدعن'' و خوص النخل ''الجريد''· وقد تم ترميم القلعة بنفس المواد الأولية المستخدمة في البناء الأصلي حرصاً على القيمة الأثرية والتاريخية للمبنى، وذلك ضمن خطة متكاملة قامت بها دائرة الثقافة والإعلام وقسم إدارة التراث في الشارقة، وبدأت منذ عام 1999 وإلى عام ،2001 وذلك بغرض تحويل القلعة إلى متحف دفاعي وموقع سياحي جميل يؤرخ لتاريخ مدينة كلباء·
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©