السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بارقة أمل

17 فبراير 2014 21:59
يمكن لأي خلية من خلايا الجسم البالغ عددها نحو مائة مليار خلية، أن تتحول في أي وقت من خلية سليمة إلى خلية سرطانية لأكثر من سبب، ومنها دخول مادة البنزوبيرين الهيدروكربونية إلى الجسم والخلايا من خلال التدخين، حيث تعد من أهم مسببات السرطان. فعند دخول البنزوبيرين للجسم، تتحول إلى مادة تلتصق كيميائياً بالحمض النووي، وتقوم بتغيير خواصه، ما يغير خواص الخلايا وانقسامها الطبيعي. كما تزيد هذه المادة في الجسم مع زيادة فترة التدخين وبالتالي تزيد خطورة حدوث السرطان في أي لحظة. ويمكن أن تتغير طبيعة الخلايا أيضاً مع تقدم العمر وقلة كفاءة عمل الجسم، خطورة هذا التغير في طبيعة الخلايا تتجسد بشكل واضح عندما يصل الأمر إلى الجينات وبعض البروتينات المسؤولة عن نمو الخلايا، ما يسرع في تكون الخلايا السرطانية التي يمكن أن تتكاثر بشكل سريع لا يمكن التحكم فيه. وإذا اقتصر تكاثر الخلايا السرطانية في مكان واحد فقط، فإن هذا يعطي إنذاراً جيداً للورم، الذي يمكن إزالته بعملية جراحية. أما انتقال هذه الخلايا من مكان لآخر وتكاثرها في مناطق مختلفة من الجسم فيعطي إنذاراً سلبياً للورم، الذي ينتقل للأوردة الدموية وبالتالي يسهل انتشاره في أي مكان في الجسم بسرعة كبيرة. لكن من رحمة ولطف الخالق على البشر، أن جعل جسم الإنسان يمتلك آلية ذاتية لحماية الخلايا من التحول إلى خلايا سرطانية. فهناك على سبيل المثال بعض البروتينات التي تراقب الحمض النووي بانتظام وتحسن من كفاءته. كما أن بعض البروتينات تقوم بتدمير الخلايا التالفة التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان. لكن المشكلة تكمن في ضعف عمل هذه الآلية الطبيعية للحماية، الذي قد يكون سببه خللاً في تركيب الحمض النووي أو في بروتينات الحماية. لهذا، فإن آلية الحماية تختلف من شخص لآخر. المهم أن العلماء دائماً في سباق لا ينتهي لمواجهة مثل هذه الأمراض المستعصية. وهناك ملايين المرضى الذين يترقبون أي بارقة أمل لهم بمزيد من التفاؤل والترقب. في الآونة الأخيرة، نجح باحثون أميركيون في تطوير نظارة ذكية يمكنها مساعدة الجراحين في تحديد الخلايا السرطانية وتمييزها عن غيرها من الخلايا السليمة أثناء العملية الجراحية، إذ إن الخلايا المصابة تتحول إلى لون يميل إلى «الزرقة» لمرتدي النظارة المبتكرة. وأعلن باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن، أنه تم بالفعل استخدام هذه النظارة لأول مرة خلال عمل جراحي أجري في أحد مراكز بحوث السرطان، وقد أظهر بالفعل نتائج مذهلة، إلا أنه ينتظر أن يجرى المزيد من التحسينات والتطويرات على أداء النظارة والنتائج التي تخلص إليها في الأيام القليلة القادمة، قبل التوسع في تصنيعها تمهيداً لتعميمها رسمياً بالمستشفيات. وما من شك في أن هذه هي المرة الأولى التي تغزو فيها أجهزة التقنية التي يمكن ارتداؤها عالم الطب، وهو ما يتوقع أن يحقق قفزة ثورية في الاكتشاف المبكر للمرض الخبيث، والذي جرت العادة على أنه يصعب تمييزه في مراحله المبكرة. وسلامتك! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©