الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينما المغاربية تخترق أوروبا وتصطدم بالحاجز اللغوي العربي

السينما المغاربية تخترق أوروبا وتصطدم بالحاجز اللغوي العربي
18 أكتوبر 2007 03:22
بالرغم من تطور السينما في دول المغرب العربي، الجزائر وتونس والمغرب، واختراقها القوي للأسواق الأوروبية، إلا أنها لم تستطع أن تجد لنفسها موطئ قدم في دول المشرق العربي· ويعزو خبراء أسواق السينما هذه الظاهرة إلى عدة أسباب وعوامل يقع في مقدّمتها الحاجز اللغوي· ويعود ذلك إلى أن اللهجات المحلية التي تنطق بها الأفلام المغاربية، مستعصية الفهم على أهل المشرق وخاصة لأنها تتركب في الجزائر والمغرب من خليط معقد من العامية والفصحى العربيتين إلى جانب البربرية والفرنسية· وكثيراً ما يشعر المشاهد العربي في مصر أو سوريا أو دول الخليج العربي بالحاجة لترجمة الأفلام الجزائرية (من العربية إلى العربية)! حتى يتمكن من متابعتها وفهم أحداثها· وربما كان من الغريب أن هذا الحاجز اللغوي لا يكون قائماً في وجه الأفلام المغاربية عندما تعرض في الدول الأجنبية غير الناطقة بالعربية لأنها تترجم إلى لغة البلدان التي تعرض فيها وخاصة فرنسا· وحول هذا الموضوع أشار المنتج والناقد السينمائي التونسي خالد شوكت الذي يرأس مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا ويشارك في مهرجان الشرق الأوسط الدولي للسينما في أبوظبي في حديث لـ(الاتحاد)، إلى أن السينما المغاربية تضاهي نظيرتها المصرية من حيث عمرها وقوّتها· فلقد نشأت في مطلع القرن العشرين لتشهد تطورها الكبير بعد الاستقلال· وفي عقد الستينات، ظهرت حركة سينمائية مغاربية جديدة ترتكز على القصص التحررية ونضال الشعوب؛ وأنتجت أفلاماً شهيرة مثل (معركة الجزائر) لمحمد الأخضر حامينا الذي نال الكثير من الجوائز، ومجموعة الأفلام الهادفة لعلي العبيدي والطاهر الخليفي وسعد الشرايبي من تونس، وأفلام سهيل بن بركة والتازي من المغرب·وشهدت السينما المغاربية نقطة تحولها الجديدة في عقد الثمانينات عندما ظهرت أجيال جديدة من مخرجين تجاوزوا المرحلة التحررية وراحوا يخوضون في صلب القضايا والهموم الاجتماعية للمجتمعات الناشئة في المغرب والجزائر وتونس كالفقر والتمييز بين الرجل والمرأة والهجرة وغير ذلك· وظهر بعض المخرجين الذين تسلحوا بالجرأة الكافية لطرح قضايا حساسة ترتبط أحياناً بالنقد السياسي أو الاجتماعي· ومن هؤلاء حكيم نوري في المغرب الذي عالج هموم الطبقات الفقيرة· وفي التسعينات ظهرت موجة أفلام تعالج قضايا ما يعرف بالإسلام السياسي والتطرف الديني أسوة بتلك التي ظهرت في مصر في بداية الألفية الثالثة· ومن خلال نقاش حول هذا الموضوع، آثر خالد شوكت أن يشير إلى ظاهرة غريبة تجلّت في انتشار السينما المغاربية على نطاق واسع على المستوى الأوروبي والعالمي ولكنها لم تحقق انتشاراً مماثلاً في العالم العربي· وكتب للعديد من الأفلام التونسية والجزائرية والمغربية أن تفوز بالجوائز الكبرى في المهرجانات العالمية حتى تفوقت على ما حصلت عليه الأفلام العربية الأخرى من جوائز· وليس أدلّ على ذلك من فيلم معركة الجزائر لمحمد الأخضر حامينا الذي فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي· ويضيف شوكت ملاحظة مهمة عندما يشير إلى أن السينما المغاربية تميزت في أغلب الأحوال بأنها سينما المنتج أو المخرج أو المؤلف، أي أنها سينما مستقلة غير مسيّسة، وغالباً ما تطرح مواضيع وهموما اجتماعية أو ثقافية أو سياسية؛ وهي في الغالب سينما نقدية هادفة لا (سينما شعبوية) رخيصة هدفها إضحاك الجمهور، ولكنها في الحقيقة تضحك عليه وعلى نفسها· وأما فيما يتعلق بانتشار السينما المغاربية على مستوى العالم العربي فإنه محكوم بعدة عوائق ومحبطات من أهمها هيمنة السينما المصرية بتقاليد الحدوتة، وصعوبة تعاطي أهل المشرق مع اللهجات المغاربية، وعدم استعداد المشاهدين المشارقة لبذل أي مجهود لتخطي هذا الحاجز· ويضاف إلى كل ذلك أن الفيلم المغاربي فضّل التعامل مع السوق الأوروبية أكثر من السوق العربية وفقاً لمبدأ (فرنسا أقرب إلينا من سوريا)· ويضاف إلى كل ذلك أن القرار السياسي المتعلق بتحقيق التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب العربيين غير موجود أصلاً، ولا يبدو أن أحداً من السياسيين المشرقيين أو المغاربة يأبه له·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©