الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

21 ضلعاً وأنف ورقبة و8 أوتار صناعة العود مهارة لا نجارة

21 ضلعاً وأنف ورقبة و8 أوتار صناعة العود مهارة لا نجارة
30 مارس 2008 03:51
آلة العود مصدر الطرب ورمز الحميمية في عالم الموسيقى، تنفرد بميزات عدة يفرضها شكلها بحيث يحتضنها العازف بكلتا يديه ويلمسها بخده حانيا رأسه ناحيتها ليصغي الى دندنة اوتارها· وهي سريعة الغضب وتحزن اذا ابتعد عنها صاحبها ولم يقربها لأكثر من يوم فلا تمنحه النغمات السلسلة، الا اذا أعاد دوزنتها من جديد وكأنه مضطر في كل مرة يتركها فيها أن يعاود مراضاتها بالطريقة نفسها· ومع هذه المكونات لشخصية العود، يتبين أن تصنيعها يخضع لتقنية دقيقة جدا وهذا ما أكسب صانعيها عبر السنين شهرة خاصة· وأشهرهم العراقي محمد فاضل، الذي ارتبط اسمه بكبار الفنانين في العصر الذهبي للفن، والذي تسلم ابنه يعرب سر المهنة من بعده· ومن كبار صانعي العود في مصر الراحل جميل جورج والمخضرم فتحي أمين· ''السيسم'' و''التيك'' من داخل مشغل بيت العود بأبوظبي تعرفنا على أهم الخطوط العريضة في أسرار مهنة تصنيع العود والتي شرحها خطوة بخطوة أستاذ صناعة العود في البيت عمر فوزي وهو صانع الآلة التي يحملها الفنان نصير شمة· النظرة الاولية لمجموعة الأعواد المعلقة في الورشة تدفع للسؤال ما اذا كان لنوعية الخشب المصنوعة منها الآلة، أي علاقة بجودتها· وهذا صحيح لأنه كلما كانت جودة الخشب عالية خلصت الآلة الى نتيجة أفضل· هذا ما يؤكده فوزي، لافتاً الى أن هنالك عدة أنواع من الخشب يمكن أن تدخل في تشكيل العود ومنها خشب الأبنوس والجوز والبليسندر والسيسم، وأفضلها على الاطلاق في هذه الصناعة خشب السيسم وخشب الصاج الهندي ''تيك''· مراحل التصنيع عملية تصنيع العود من الألف الى الياء تحتاج الى أسبوعين من الوقت، أما مراحل التصنيع فيفصلها فوزي على الشكل الآتي: بعد اختيار الخشب يتم تقطيعه الى 21 ضلعا بسماكة 3 مل وعرض 3,5 سم وطول 75 سم· نبدأ بتقويص الأضلع على قالب معين بواسطة النار ثم نجمعها جنبا الى جنب ويتم لصقها داخل الفرن· وعند جهوزيتها نقوم برش الصندوق باللون الذي نريد· قبل لصق الأضلع ببعضها يمكن ادخال ضلع خشبي رفيع بينها، يعرف باسم ''فلتَو'' ويكون لونه عادة أفتح من لون العود· وفي أيامنا هذه أصبح من الأفضل الابتعاد عن تقنية ''الفلتو'' لأنها تضعف من نقاوة الصوت· بالانتقال الى وجه العود، نبدأ بتقسيم المساحات الصوتية، ونحرص على الفتحات الشماسي الثلاث بحسب المقاسات المعتدة، وهي فتحة كبيرة وفتحتان صغيرتان· بعدها نقوم بتركيب مرايا الرقبة، والزند وهو (بيت الملاوي) أي مكان وضع المفاتيح· ونثبت ''الأنف'' جيدا وهو عبارة عن قطعة من العاج توضع في آخر الرقبة· أخيرا نركب المفاتيح ونثبت عليها الأوتار وصولا الى الفرسة التي تكون عادة أسفل وجه العود· والفرسة نوعان ثابت ومتحرك· الأوتار وعددها 6 لهواة العزف على العود، أما المحترفون فيعزفون على العود ''المثمن'' أي الذي يتألف من 8 أوتار· ويحدد طول الوتر بحسب حجم الآلة، ويكون اما 57 سم أو 60 سم أو 62 سم· والأوتار المستخدمة حاليا مصنوعة من مواد بلاستيكية ونحاسية بعدما كانت تصنع في الماضي من أمعاء الحيوانات· سنتان من التدريب للحصول على آلة عود ذات جودة عالية، يؤكد صانع العود عمر فوزي، أن لا بد من اتقان تصنيع جميع المراحل· ''فهذه عملية صعبة جدا لكنها ممتعة لمن يرغب فيها''· ويضيف: إن صوت العود تشكله مجموعة أمور بدءا بنوعية الخشب الى تقسيم المساحات الصوتية وعملية الشد والأسلوب الذي يميز كل صانع عن سواه· وهذا كله يحدد سعر الآلة، فكلما كانت الصناعة دقيقة والصوت نقيا ارتفع السعر''· تعلم عمر فوزي صناعة العود في بيت العود بمصر وكان أول من تخرج في هذا المجال عام ،2002 ومنذ ذلك الوقت يمارس عمله حيث يقوم حاليا بتدريس هذه الصناعة في بيت العود بأبوظبي، والتي تحتاج الى سنتين من التدريب· ويورد أنه لدراسة هذا الاختصاص ليس من الضروري أن يكون الطالب ملما بأعمال النجارة، ويكفي أن يكون مولعا بهذه الآلة وأن يتمع بالمهارة اليدوية وحسن التركيز حتى ينجح فيها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©