الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت ضيافة لبناني يعطي السياحة بعداً بيئياً

بيت ضيافة لبناني يعطي السياحة بعداً بيئياً
17 فبراير 2014 22:00
بيروت (الاتحاد) - “أوبرج” مكان في ظل? ?غابة? ?الأرز? ?العائدة? ?لبلدية? ?إهمج،? ?بيت? ?ضيافة? ?صغير? ?يتسع? ?لنحو? شخصاً، ?25? ?وفيه? ?غرف? ?خاصة? ?ومأكولات? ?من? ?الطعام? ?القروي? ?الصحي،? ?ومنطلق? ?لرواد? ?رياضات? ?المشي? ?والتسلق، يشكل مفهوماً جديداً للسياحة الحقيقية، التي تنقل الزوار إلى أجواء القرية اللبنانية على جناحي الطبيعة التقاليد. بوصلة الزوار إلى ذلك، تقول إيمان خليفة، المسؤولة عن المشروع: “هذا المشروع أقامته بلدية إهمج، بالتعاون مع جمعية إنماء إهمج، حيث أتاح لروَّاده فرصة التمتع بطبيعة جبالنا اللبنانية الخّلابة والتعرف عن كثب على عادات القرية اللبنانية وتقاليدها. وهو بذلك يكون قد شجع السياحة وأسهم في تعزيز الفرص الاقتصادية في القرى التي يمرّ بها، من ضيافة وإرشاد وتسويق للمنتجات المحلية وغيرها”، مشيرة إلى أن أرز إهمج هو البوصلة لاعتماد وقضاء الفرص والعطل على السواء، وللنشاطات السياحية البيئية بامتياز بين أحضان الطبيعة، صيفاً وشتاءً. ويعدّ أرز إهمج مقصداً لمحبي الطبيعة والهدوء بسبب قربه من غابة الأزر وغابة العذر، أكبر غابة في حوض البحر المتوسط، وفيه منطقة تخييم، حيث يستطيع الزائر اللبناني والعربي والأجنبي نصب خيمته أو حتى المنامة في “كارفان” أو سيارة متنقلة تتوافر فيها شروط الراحة كافة، ليتعرف من خلالها على أنماط عيش هذه المناطق، التي تكون منفذاً طبيعياً? ?للتفاعل بين? ?الناس? ?في? ?عصر? ?مليء? ?بالضوضاء? ?والغرق? ?في? ?هموم? ?الحياة.? ? ويمكن للسائح? ?ممارسة أكثر? ?من? ?نشاط? ?بالإضافة? ?إلى? ?الاستجمام والراحة.? ?وبإمكانه? ?التنزه? ?على? ?طرقات? ?”الرجل?”، ?12? ?كما? ?يسميها? ?أهل? ?القرى،? ?أو? ?الدروب? ?القديمة?، ?التي? ?هي? ?جزء? ?من? ?تاريخ? ?المنطقة? ?الاجتماعي? ?والزراعي? ?والاقتصادي،? ?ويتخلل? ?الرحلات? ?محطات? ?استراحة? ?متعددة? ?داخل? ?القرى? ?لتناول? ?بعض? ?المأكولات? ?أو? ?الحلويات? ?والتعرف? ?على? ?أنماط? ?حياة? ?سكانها? ?ومعالمها? ?الأثرية? ?أو? ?الثقافية،? ?التي? ?أعادت? ?إحياءها? ?البلدية?، ?والتي? ?كانت? ?تربط? ?قرية? ?إهمج? ?بالقرى? ?المجاورة،? ?والتعرف? ?على? ?الغطاء? ?النباتي? ?والحيوانات? ?أو? ?ركوب? ?دراجة? ?هوائية،? ?والسهر? ?قرب? ?النار? ?في? ?الخارج?.? في هذا السياق، تقول خليفة: “لدينا فريق مدرب من شباب وشابات القرية، من أصحاب الكفاءة والمؤهلات العالية، يستلم الألعاب للتعامل مع الأطفال والمبتدئيين. فعندما يحضر الشخص للمرة الأولى يستلمه المدرب المسؤول عن كل لعبة ليحفزه على المغامرة، ويعطيه التوجيهات اللازمة، ولا يسمح له بالانطلاق للعب إلا بعد أن يكون قد استوفى شروط السلامة العامة من خوذة أمان، واعتماد الأدوات المساعدة اللازمة لأنها ترتبط بحب المغامرة والمخاطرة، وعشق طبيعة المكان”. أسباب الارتياد تفسر خليفة أن ارتياد العديد من الزوار، وبالأخص الشباب للمشاركة في نشاطات رياضية في الطبيعة، يأتي بعد مللهم من نمط الحياة العملية السائدة والجلوس وراء المكاتب، بالإضافة إلى تزايد الأخطار الصحية المتأتية من المتغيرات، التي طرأت على النمط الغذائي والصحي والنشاط الإنساني بشكل عام. إلى ذلك، تقول الزائرة دينا الهوا إن “أرز إهمج أعطى السياحة بعدا آخر للسياحة البيئية وقد غفل عنه اللبنانيون لسنوات عديدة ولأسباب مختلفة. فهي سياحة ورياضة تمارس في تنويعات الطقس، وهي تعطينا دفعاً لأيام قادمة مليئة بالنشاط والحيوية”. أما جوزيف سلامة، الذي يعمل في تجارة المواد الغذائية وله من العمر 60 عاماً، فيقول: “هذا المكان هو الأنسب للصحة بالشكل العام، ويمكن اعتماده في أنواع الرياضة التي تتناسب مع من هم بعمري لأنها تحسن المرونة، وتطور قوة العضلات، وتكفل التوازن، وتحرق السعرات الحرارية، وتعزز التركيز المادية”، مضيفاً: “أعتبر المشي في الطرقات القصيرة المختصرة أفضل بكثير من المشي على الطرقات الإسفلتية، فهي بعيدة عن مصادر التلوث”. وتذكر الزائرة نورما القصيفي: “كيف أتاح لها هذا المكان الخروج من روتين الحياة الذي تعيشه، سواء في العمل أو النشاطات الترفيهية، التي كانت تقوم بها مع أصدقائها، كزيارة المطاعم والمقاهي وحضور الأفلام السينمائية، وكلها نشاطات تزيد من تبلد الجسم وتساعد? ?على? ?زيادة? ?الوزن.? ?في? ?حين? ?أن? ?المشي? ?في? ?الطبيعة? ?أتاح? ?لها? ?التأمل? ?والتفكير? ?بالأمور? ?المحيطة? ?بها? ?بشكل? ?رحب? ?ومريح”.? ? وأحبت جوزفين العلم الاشتراك في مثل هذه النشاطات بين أحضان الطبيعة، والتعرف على العديد من المناطق اللبنانية، والتي حرمت منها بسبب الإقامة في سويسرا”، مشيرة إلى أنها تزور إهمج كل موسم أكثر من مرة، للراحة والترفيه عن عائلتها التي تأقملت مع الجو العام للمنطقة. عذرية الطبيعة يشيد الفنان الممثل بيار جماجيان بالمكان، ويقول إن “الهدف من زيارة غابة أرز إهمج أولاً التعرف عليها بشكل دقيق، كما وإن كل إنسان في حاجة ماسة لهذه المناطق التي هي لاتزال محافظة على عذريتها أمام التأثيرات المترتبة من الانفجار العمراني والسكاني”. ويضيف: “الغذاء والأكل البلدي يأتي من الأرض مباشرة على الطاولة ما يفتح شهية الصغار والكبار، ويكفي أن المواد هنا لا تحتوي أسمدة أو مواد كيماوية”. في حين يلفت أحمد المرعبي، من سكان العاصمة بيروت ويعمل في إحدى شركات المقاولات في الدوحة قطر: “أحضر في الإجازات إلى غابة إهمج لأن الطقس والجو جميل والبيئة نظيفة ما يساعد والدي ووالدتي المسنين في العمر على المشي في الهواء الطلق، كما اشتري لهما المونة من المنتجات القروية من دبس وعسل وغيره”. جوهر التفاعل البيئي حول المشروع، يقول المهندس والخبير البيئي الزراعي فريد عاصي إن “وجود الإنسان على أرض ما، هو جوهر التفاعل البيئي. وهو الذي يتحكم بالبيئة وهو الذي يضر بها أو يقود حملة التعايش النظيف في الطبيعة التي خلقت مع كائناتها وأسرارها، مع تناغمها أو متناقضاتها. ويعرض عاصي كيف أن هناك مشكلة رئيسة في التعدي على البيئة هي تلك الناتجة عن تعطش الإنسان إلى تملك الأرض وخيراتها بداعي الربح، والتي تعدّ نزعة تملك الطبيعة لحد العبث بها لمصالح مادية. ويضيف: “من هنا كان الإنسان بحد ذاته لب المشكلة البيئية ومن هنا يلج التنظيم الأساسي للحفاظ على البيئة باب العمل البلدي انطلاقاً من كون البلدية هي التنظيم الإداري المحلي الأول في التجمعات البشرية”، معتبراً أن سرد هذه المسائل البيئية يجعلنا نجزم بأن الحفاظ على البيئة هو بالأساس مسؤولية كل مواطن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©