الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التفحيط بالسيارات هواية قاتلة

التفحيط بالسيارات هواية قاتلة
30 مارس 2008 03:53
تجاوز خاطئ، سرعة زائدة وتهور، عدم الالتزام بقواعد المرور، عدم إعطاء الأولوية، ''التفحيط'' بالسيارات، كلها مخالفات سير نراها يومياً في شوارع الإمارات الممتدة من رأس الخيمة مرورا بأم القيوين والشارقة إلى دبي وأبوظبي والعين، سيارات لا ''تمشي'' على الأرض بل ''تطير'' بسرعة الصاروخ، فإذا لم تبتعد عن طريقها فإن سائقها يعمي ''عينيك'' بالضوء العالي حتى تتنحى عن طريقه، سائقون مخالفون لا يمنحون الأولوية ولا حتى للسيدات اللواتي يحملن في سياراتهن أطفالا، وسائقات يخالفن الأنظمة المرورية ليكسرن القاعدة بأن النساء لا يتقنَّ القيادة، هذه السلوكيات الخطرة وغيرها تحدث في الشوارع أمام أعين الجميع لتدق ناقوس الخطر بأن الشوارع باتت تحكمها شريعة الغاب، فالبقاء للسيارة الأقوى والأسرع، والضحية دائما أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يسيرون في الشوارع· ''التقحيط'' أو ''التشحيط'' أو''التفحيط'' كلها أسماء متعددة لظاهرة واحدة لا هدف لها ولا مبرر سوى أن يستعرض الشباب مهاراتهم في قيادة السيارات عبر التسابق بسرعة عالية، يعقبها استخدام المكابح بقوة والقيام بحركات خطيرة بالسيارات ذات الدفع الرباعي أو إضافة غاز إلى جهاز الاحتراق وغيرها من التعديلات لزيادة السرعة أو إحداث أصوات مزعجة خلال القيادة، وتتزايد هذه الظاهرة في الدول الخليجية حيث تكثر سيارات الدفع الرباعي حتى تحول ''التفحيط'' إلى هواية خليجية مميتة· الإمارات لم تسلم من هذه الظاهرة، التي استفحلت في شوارعها لاسيما في الإمارات الشمالية والأماكن غير المأهولة بالسكان حيث يمارس الشباب هوايتهم واستعراضاتهم المميتة، يقول الشاب محمد جاسم، 23 عاما: ''أمارس هواية ''التفحيط'' مع أصدقائي في أيام الإجازات حيث نذهب إلى الأماكن غير المأهولة، وأشجعنا هو من يسير بأقصى سرعة، إنها هواية تعودنا على ممارستها ولا نرى حرجاً في ذلك''· ويقول سعود حمدان إنه يمارس هواية ''التفحيط'' حباً في المغامرة ولأنه يشعر بالفراغ والملل، ويعزو انتشار هذه الظاهرة إلى الكبت والفراغ اللذين يعاني منهما الشباب وعدم توفير أنشطة وهوايات بديلة من قبل الدولة ليقبل عليها الشباب· وتقول سوسن، وهي مدربة سياقة في إحدى مدارس تعليم السياقة الخاصة في الشارقة، إن كثيراً من الفتيات اللواتي حصلن على رخصة قيادة جئن إليها فيما بعد لكي تعلمهن طريقة القيادة ''الشبابية'' بكل ما تحمله الكلمة من معنى من حيث السرعة العالية والتجاوز الخاطئ، و''التفحيط''، تقول سوسن في البداية كنا نستغرب هذا الطلب من الفتيات ولكن فتيات اليوم يردن أن يفعلن ما يفعله الشباب تماما على قاعدة أن ''البنت مثل الشاب'' ويحق لها أن تقود سيارتها مثله، فأصبحنا ندربهن على ذلك فنحن نريد أن نعيش أيضا· ويقول أبو عبدالله، ولديه خمسة أبناء شباب، إن ظاهرة ''التفحيط'' في الشوارع باتت أمرا مزعجاً وظاهرة مقلقة فهي تهدد حياة أبنائنا الى الخطر، وفي رأيي فإن الأهالي الذين يفرطون في تدليل أبنائهم ومنحهم السيارات الفاخرة دون قيد أو شرط ولا حسيب أو رقيب فإنهم يساهمون في انتشار الظاهرة ودفع أبنائهم إلى الإعاقة أو الموت وهم لا يشعرون· ويرى غسان حبايب، وهو والد لاثنين من الشباب إن ''المفحط'' يعرض نفسه والآخرين للوقوع في مخاطر جسيمة أدناها الإعاقة، وأقصاها الموت؛ فكم من شاب في مقتبل عمره ذهب ضحية لهذه اللعبة، وكم من شاب أصبح معاقاً أو يعاني من مشاكل صحية كثيرة بسببها؟! أما محمد عباسي فيضيف إلى ما سبق أن ''التفحيط'' يؤدي إلى إتلاف السيارة، وتبذير المال في صيانتها، وإهدار الوقت فيما لا ينفع·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©