الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهند أبو دية يخترع ثوباً يغير لونه كالحرباء!

مهند أبو دية يخترع ثوباً يغير لونه كالحرباء!
30 مارس 2008 03:53
شبابنا العربي متهم دائما بالاستهتار واللهو وإهمال العمل الجاد، والجري وراء غرف الشات والمقاهي والتسكع في المراكز التجارية، لكن الواقع يؤكد لنا باستمرار أن هذه الاتهامات لا تصح على إطلاقها، مقدماً لنا نماذج من هؤلاء الشباب، مناقضة تماما للصورة التي نتوقعها، فهم شباب متعلم بل مثقف، جاد في تحصيل العلم والعمل، مبتكر في مجاله· ''دنيا الاتحاد'' التي تحرص على تقديم نماذج مغايرة لهذه الشريحة، تصلح لتكون قدوة للشباب التقت الشاب السعودي مهند جبريل أبو دية، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، ورغم ذلك قدم حتى الآن أكثر من خمسة وعشرين اختراعاً، بجهده الخاص، كان آخرها اختراع أعمق غواصة في العالم· بدأ الشاب السعودي مهند جبريل أبو دية، خريج ''جامعة الملك فهد للبترول والمعادن''، مشواره في عالم الاختراع العملي مذ كان في الثامنة من عمره، وكان وقتها يخترع ابتكارات خاصة بمنزل أسرته بحيث تفيدهم في حياتهم اليومية، وعن بداياته في هذا المجال يقول: بعد قيامي بإنجاز الابتكار، كنت أخبر أسرتي أنني اشتريته من السوق، كي أقنعهم بتجربته، وحين ألاحظ إعجابهم به واستفادتهم منه، أوضح لهم أنني صاحب هذا الجهاز، وأفاجئهم بأنني اخترعته وصنعته بنفسي· وبالطبع كنت أجد التشجيع والدعم بل وأشعر بأنهم يفخرون بي· قصة الغواصة وعن أحدث اختراعاته، ''الغواصة الحربية'' التي سمّاها ''صقر العروبة'' والتي نجحت في كسر الرقم العالمي لعمق خمسين مترا تحت سطح البحر يقول: استغرق الأمر أربع سنوات، لا تخلو بالطبع من المعاناة والصعوبات حتى ظهرت ''صقر العروبة '' للعيان· وقد أنجزت سبعة نماذج للغواصة مع التجربة العملية لكل نموذج· وقمت بعرض الشكل النهائي لها في أكثر من ست دول غربية، حيث ذهل الجميع من التصميم الفريد لهذه الغواصة· في البداية موَّلت الاختراع من جيبي الخاص، إلى أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين ''حفظه الله'' توجيهاته السامية بدعم المشروع ماديا ومعنويا، وتذليل كافة المعوقات لإنجاحه· لا يخفي أبودية حزنه عندما يتعلق الأمر بأوضاع المخترع في مجتمعاتنا العربية، مؤكداً أن ''المخترع العربي كان ولا يزال يكافح من أجل الدعم، وهو يقوم بالكثير من المهمات المنوطة بغيره في الدول الغربية؛ فالمخترع العربي هو الذي يسجل وهو الذي يسوق اختراعه، ومع ذلك لا يجد الدعم الكافي· هذه ليست مشكلتي فقط، بل مشكلة كل شاب عربي موهوب''· لا للهجرة ورغم هذا يرفض أبودية أن يكون يوما ما رقما ضمن مئات الآلاف من العقول المهاجرة، ويرى أن ''المشكلة الحقيقية تكمن في أن المخترع العربي - للأسف- يقع ضحية مستثمرين يركزون على استيراد الاختراعات القادمة من الغرب حتى ولو كان أصحابها عرب، وهذا يعيدنا إلى ''عقدة الخواجة''!· ويضيف: هناك حكومات تكتفي بتكريم المخترعين بالأوسمة أو الميداليات أو بخبر في صحيفة أو فضائية ثم يتم تجاهله التام وينسى هو واختراعاته· رغم أن هذه الاختراعات يمكن أن تصبح مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي، لو وجدت الاهتمام والتشجيع· ثوب وصفارة يعكف أبودية حالياً، كما يقول، على ابتكار الثوب السعودي الذي يمكن أن يغير لونه ''كالحرباء''، ولكن ليس خوفا من الخطر بل تبعا للجو الخارجي· ويتابع قائلا: قمت بغزل أول قطعة نسيج من الألياف الضوئية التي أجريت عليها تعديلات كيميائية، واستغرق نسجها سنة كاملة· ثوب المستقبل هذا يتم شحنه كهربائيا بالكمبيوتر ومن الممكن أن يتغير إلى نحو 256 لوناً· ويمكن استخدام هذا القماش أيضاً في تصميم الستائر المنزلية وأوراق الجدران· وسأقوم بارتداء هذا الثوب وعرضه ضمن معرض الابتكار السعودي الأول تحت عنوان ''ابتكار 2008 '' الذي سينظم في الرياض من 9 حتى 13 من شهر مارس المقبل· في جعبة أبودية اختراعان آخران رفض أن يفصح عن تفاصيلهما في الوقت الحالي، مبرراً بأنه يريد أن يبقى الأمر مفاجأة، لكننا عرفنا منه أنهما في مجالي الاتصالات والرياضة، وأن أحدهما يتمحور حول تطوير صفارة الحكام في المباريات الرياضية بشكل يرضي الحكام الدوليين واللاعبين على حد سواء· أخيرا، يؤكد أبو دية أنه لا يبحث عن الشهرة أو المال، بل يتمنى أن ترى جميع اختراعاته النور، وأن تكون متاحة للناس كي يستفيدوا منها، فهو حين يفكر باختراع جديد يضع نصب عينيه مدى استفادة الآخرين منه، وإن كان سيسهل عليهم أمور حياتهم أم لا· ويختم حديثه قائلا: أعتقد آن الأوان لنبتكر نحن العرب ما نحتاج إليه، ونستعيد أمجادنا السابقة في هذا المجال، فقد كان لنا السبق في كافة المجالات واليوم نجلس بانتظار اختراعات الغرب، في حين أننا قادرون على الابتكار وربما أكثر من الغرب·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©