عبر مجلس الأمن الدولي فجر أمس عن ''قلق عميق'' بشأن الوضع الإنساني في شمال سريلانكا، حيث أدى القتال بين القوات الحكومية والمتمردين التاميل إلى فرار 100 ألف لاجئ على الأقل من منطقة يسيطر عليها المتمردون• وطالب ''جبهة نمور تحرير تاميل إيلام'' بإلقاء السلاح والاستسلام والسماح لعشرات آلاف المدنيين المحصورين في منطقة المعارك بمغادرتها، لأنهم يواجهون خطراً وشيكاً• وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، مندوب المكسيك لدى الأمم المتحدة كلود هيلر في بيان تلاه بعد اجتماع مغلق غير رسمي عقده المجلس المؤلف من 15 دولة بدعوة من فرنسا الليلة قبل الماضية ''نحن أعضاء مجلس الأمن، نعبر عن قلقنا العميق بشأن الوضع الإنساني ومحنة المدنيين المحصورين في منطقة الصراع''• وذكر أن أعضاء المجلس ''أدانوا بقوة'' متمردي ''جبهة نمور تحرير تاميل ايلام'' بدعوى أنهم يستخدمون المدنيين المحصورين في شريط من الأرض مساحته 13 كيلومتراً مربعاً كدروع بشرية• وقال ''إن أعضاء مجلس الأمن يدينون بشدة جبهة نمور تحرير إيلام تاميل، المنظمة الارهابية''• وأضاف ''نطالب بأن يلقي نمور تحرير ايلام تاميل السلاح فوراً وينبذوا الإرهاب ويسمحوا بأن يتم، بمساعدة الأمم المتحدة، إجلاء المدنيين الباقين في منطقة النزاع وينضموا إلى العملية السياسية في سريلانكا''• وتابع ''إن مجلس الأمن يحث جميع الأطراف، بمن فيهم الحكومة السريلانكية على الوفاء بواجباتهم في مجال حماية المدنيين''• وقال دبلوماسيون في المجلس إن الصين وروسيا ودلاً أخرى رفضت إجراء مناقشة رسمية للحرب في سريلانكا، معتبرة أنها مسألة داخلية، لذلك لم يتخذ- أي المجلس- إجراء عدا الموافقة على أن يتحدث هيلر بشكل رسمي عن الاجتماع لوسائل الإعلام• وتلا المندوب البريطاني جون سويرز خلال الاجتماع ملخصاً لتقرير أعده مبعوث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الخاص إلى سريلانكا فيجاي نامبيار حين زار تلك الدولة الأسبوع الماضي• وقال سويرز إن نامبيار وصف ''وضعاً إنسانياً بائساً''• وأضاف أن أعضاء المجلس رحبوا بأنباء فرار عشرات آلاف المدنيين من منطقة الصراع وطالبوا حكومة سريلانكا بأن تقبل مراقبين دوليين في مخيمات النازحين حتى تتمكن الأمم المتحدة من المساعدة في إجلاء المدنيين• وذكر الجيش السريلانكي أن فرار المدنيين لمدة 4 أيام بدأ يتباطأ مع وصول 103 آلاف شخص إلى مناطق يسيطر عليها بعد أن هدم الجنود حاجزاً ترابياً أقامه المتمردون لمنع تقدمهم• وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة جوردون وايس في العاصمة السريلانكية كولومبو إن ما بين 90 و100 ألف مدني فروا من منطقة الحرب منذ يوم الاثنين الماضي وسينضمون إلى 80 ألف شخص موجودين بالفعل في مخيمات اللاجئين، مما يشكل عبئاً جديداً عليها• وأوضح ''هناك تكدس خطير في المخيمات وستتدهور الأوضاع في الأيام التالية• إنه نزوح جماعي هائل ويهدد بإرباك النظم المتاحة''• في غضون ذلك، استمر القتال ولا يزال المتمردون يقاومون القوات الحكومية في آخر معاقلهم• وقال المتحدث باسم الجيش السريلانكي الجنرال أودايا ناناياكارا ''إن معارك تدور بين حين وآخر، لكن أولويتنا هي إجلاء المدنيين وسنقضي على المتمردين بسرعة فور مغادرة المدنيين المنطقة''• وأضاف ''تتجه قواتنا صوب الجنوب ولا نستخدم أسلحة ثقيلة على الإطلاق، فيما يستخدم المتمردون مدافع ودبابات''
عدد اليوم
