الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة أوحله... تاريخ الزمن البعيد

قلعة أوحله... تاريخ الزمن البعيد
15 مارس 2010 21:22
تؤكد القلاع والحصون المنتشرة في ربوع الوطن، الأهمية التاريخية لموقع دولة الإمارات الاستراتيجي منذ القدم. وعلى الرغم من وجود بعض هذه المباني الأثرية في مناطق جبلية بعيدة عن السواحل، إلا أن هذه الآثار تبرهن أن منطقة شبه الجزيرة العربية، ومن ضمنها الدولة، كانت مسرحاً للنشاط البشري، ومركزاً للحضارات القديمة. ومن هذه المعالم قلعة أوحله التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي، وبالتحديد إلى القرن الثامن قبل الميلاد، كما بينت ذلك التحاليل المخبرية. وعلى أنقاض هذه القلعة شيدت القلعة الإسلامية قبل عدة قرون، والتي لا تزال شامخةً في وجه الزمن، مجسدة العمق التاريخي لهذه الأرض. تتكون قلعة أوحله من حصنها الرئيسي، والذي تبلغ أبعاده 100 × 50 متر وسماكة جدرانه 2.4 متر، وله مدخل كبير محكم أنيق يذكرك بأيام القياصرة وبرج مراقبة، وهو من أكبر حصون عصـر الحديـد التي كشـف النقـاب عنها في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية. الشكل المعماري للحصن يشبه إلى حد ما جدران المدن الآشورية في شمال العراق، أما مدخل القلعة الرئيسي ويبلغ عرضه متر ونصف، وارتفاعه متران ونصف، فيبين حرص الأولين بالمحافظة على طريقة بناء الحصون بالشكل المحكم، للذود عن حياض المنطقة، أما الغرف الداخلية المتكئة على السور فهي تعبر عن تماسك هذا المعلم بما يحمله من مضامين تاريخية، وآثار تتفاخر بها الأجيال فتم طلائها بالطين مع زخارف بسيطة. وبعد الخروج من غرف القلعة، تتجه مباشرةً إلى البرج وهو دائري الشكل، ويبلغ قطره 9 أمتار، وارتفاعه 11 متراً، وهو يقوم على أعمده صلبة، قادرة على الصمود. وملحق بالقلعة من الخارج، مجلس مستطيل الشكل، مزينة جدرانه بديكور بديع. وتشكل هذه القلعة أهم معالم منطقة أوحله الجبلية النائية، والتي تبعد عن مدينة الفجيرة باتجاه الجنوب بحوالي 30 كيلو متر، والوصول إليها يتطلب من القادمين من شارع مسافي ومناطق الدولة الأخرى، التوجه إلى منطقة الحيل بعدها بـ 3 كيلومتر، نعرج إلى أوحله مروراً بمنطقة أحفرة ووادي مي، وتشاهد خلال مرورك بهذه المناطق أشجار السدر والسمر على طول الطريق المعبد، التي تتخلله بعض المنحدرات البسيطة. وعند الاقتراب من منطقة أوحله التي يصل عدد سكانها إلى 1200 نسمة، ويوجد بها مسجد ومدرسة واحدة ومساكن متواضعة، وكانت تشتهر بزراعة النخيل والليمون والهمبا البلدي. تظهر معالم القلعة واضحة للعيان، لتقول إن التاريخ قد سجل هنا منذ القدم خطوات لبني البشر وهذه الآثار امتداد لذلك التاريخ. وخلال السنوات القليلة الماضية، نفذت هيئة السياحة والآثار بالفجيرة، مشروعاً لترميم المباني التاريخية ومنها قلعة أوحله، وذلك بهدف المحافظة على تماسك هذه المعالم، وحفظها من الاندثار، وأصبحت القلعة بعد أعمال الترميم، أحد أبرز معالم الفجيرة، ويتردد عليها الكثير من السياح والباحثين في أغوار الزمن البعيد.
المصدر: أوحله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©