«هواجس» دراما خليجية اجتماعية تكشف أمراض النفس البشرية

تامر عبدالحميد (أبوظبي) – حركة فنية نشطة تعيشها قناة «أبوظبي الأولى» هذه الفترة، لاسيما أنها تسير حالياً على نهج إنتاج الأعمال الدرامية الخليجية والعربية على مدار العام، دون أن تعرض إنتاجاتها الفنية في الموسم الدرامي الرمضاني فقط، ويأتي هذا الخط الفني الجديد من قنوات تلفزيون أبوظبي بهدف إثراء الساحة الفنية بزخم في المسلسلات المتنوعة في المحتوى والمضمون سواء في عالم التراجيديا أو الكوميديا أو الدراما، والتي تعرض حصرياً على شاشاتها. تستعد قناة «أبوظبي الأولى» لعرض أحدث أعمالها الدرامية وهو مسلسل «هواجس»، الذي يشارك في بطولته كل من سعاد علي وغازي حسين وشمعة محمد وآلاء شاكر وحسن يوسف، وتولى عملية تأليفه الكاتبة د. معصومة المطاوعة وأخرجه عارف رضوان، ووجه تلفزيون أبوظبي دعوة للوسائل الإعلامية المحلية لزيارة فريق عمل المسلسل أثناء تصوير بعض المشاهد في إحدى الفيلات بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي، والتقت «الاتحاد» مجموعة من نجوم العمل ليتحدثوا عن «هواجسهم» وكانت البداية مع المخرج السوري عارف رضوان الذي تم اختياره تحديداً لتصوير هذا العمل، نظراً للاحترافية الإخراجية التي يتمتع بها، وأوضح رضوان أن فكرة المسلسل المختلفة هي التي دفعته لكي يتولى إخراج هذا العمل، وقال: تدور فكرة «هواجس» حول هواجس أبطال العمل وارتباط تلك الهواجس بماضي الشخصيات وحاضرها، ومدى تأثيرها على مستقبلهم ورؤاهم حول واقع حياتهم الحالية وما يطمحون للوصول إليه، وتنطلق هذه الهواجس من واقع اجتماعي لأسرتين مركبتين يربطهما سر قديم يتمثل في «مريم» أخت «خليفة»، الفتاة اليتيمة التي تتزوج بالسر من حبيبها «حسين» خوفاً من رفض أخيها له لأنه من أسرة فقيرة المستوى، وكان يعمل عنده ولا يناسب وضعهم الاجتماعي، ولكنها تحمل من هذا الزواج فتضطر للاعتراف لأخوها خليفة دون أن تخبر حسين بموضوع حملها، لكن خليفة يرفض هذا الزواج والطفل تماماً، فيجبر حسين على تطليقها ويفصله من عمله، بينما يحبس مريم في المنزل كي لا يعرف أحد بذلك وتتشوه سمعة العائلة، وتظل بذلك مريم محبوسة في المنزل حتى يأتي وقت ولادة طفلتها «جنان»، ويتم بمساعدة الممرضة جارتهم «زهرة» التي يعطيها خليفة نقوداً لتولد أخته في المنزل وتتخلص من الطفلة، فيأخذ خليفة الطفلة من مريم غصباً عنها مما يسبب لها انهياراً عصبياً يفقدها عقلها، فيبقيها محبوسة في المنزل تحت رعاية خادمة لمدة 20 سنة، بعد إقناع الناس بأنها متوفاة باستخراج شهادة وفاة مزورة مستخدما نفوذه، وفي أحد الأيام تهرب مريم من المنزل وتتعرض لحادث سيارة وتنقل للمستشفى للعلاج، وتبقى هناك حيث يرفض خليفة الذهاب لاستلامها خوفاً من الفضائح، وهناك تتعرف مريم على حسين وكذلك هو عليها، ويظل يزورها في الطب النفسي لمساعدتها على العلاج. مسؤولية كبيرة وحول تحضيره للعمل، قال رضوان: طلب مني من خلال الشركة المنفذة للعمل أن يتم التحضير للمسلسل في وقت سريع، حتى يتسنى لهم تسليم العمل في وقته المحدد لعرضه على «أبوظبي الأولى» قريباً، الأمر الذي حملني مسؤولية كبيرة في تنفيذ «هواجس» بشكل سريع وباحترافية عالية في الوقت نفسه. وتابع: بعد ثلاثة أيام من وصولي إلى الإمارات وتحديداً إمارة أبوظبي، قررت البدء في تصوير المسلسل، حتى أستطيع تسليمه في الوقت المحدد، مشيراً إلى أن هذا العمل كان يحتاج منه فترة تحضير أطول نظراً لأحداثه الدرامية الكثيرة، التي تناقش مشكلات اجتماعية عدة، لكنه استخدم «تكنيكاً» إخراجياً خاصاً به، حتى ينجز العمل وفي الوقت نفسه يظهره بأفضل صورة. وأكد رضوان أنه سعد كثيراً بالتعاون مع مجموعة من أبرز فناني الدراما في دول الخليج، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في الاهتمام بإنتاج الأعمال الدرامية الخليجية والعربية، وقال: تصعد الإمارات بشكل كبير في مجال الإنتاجات الدرامية والسينمائية وكذلك المسرحية، لما فيها من أماكن تصوير متميزة، إضافة إلى توافر أحدث الأجهزة والتقنيات في «البلاتوهات» التي تساعد على إظهار الأعمال الفنية بأفضل صورة، لذلك أصبحت الإمارات منصة فنية كبيرة ومهمة تستقطب أهم نجوم ومخرجي العالم والوطن العربي، لكي يبدعوا على أرضها. نقلة نوعية من جهتها، أوضحت آلاء شاكر أن «هواجس» نقلة نوعية فنية بالنسبة لها، لاسيما أن الشخصية التي تجسدها بعيدة كل البعد عن الأدوار التي لعبتها سابقاً وقالت: أجسد في العمل الدرامي الجديد شخصية «مريم» التي تتعرض للظلم خلال أحداث المسلسل، وتحاول إنقاذ نفسها من هذا الظلم الكبير بشتى الطرق رغم أنها منكسرة وضعيفة، مشيرة إلى أنها عانت من تجسيد شخصية «مريم» من أول يوم تصوير، لاسيما أنها بطبيعتها لا ترضى أن تكون المرأة مستكينة وضعيفة وتستسلم لواقعها المرير، لذلك فهي واجهت صراعاً كبيراً بينها وبين «مريم». شخصية مركبة بدورها، وجهت الفنانة شمعة محمد تحية لتلفزيون أبوظبي على هذا الإنتاج الجميل، وقالت: وجود مثل هذا الزخم في إنتاج الأعمال الدرامية الخليجية والعربية بشكل عام، تنعش الفنان بشكل كبير، خصوصاً وأنه سيكون متواجداً على الشاشة الصغيرة بأعمال مميزة طوال السنة، التي تطرح مشاكلنا الاجتماعية الخليجية، وتجعلنا لا نعتمد على الأعمال الدرامية الفنية التي تأتي من بلاد أخرى مثل تركيا التي تبتعد كل البعد عن أصولنا وعاداتنا وتقاليدنا. وحول اختيارها للمشاركة في بطولة «هواجس»، قالت شمعة: الشخصية التي أجسدها في العمل هي التي دفعتني للموافقة على تقمصها من دون تردد، لاسيما أنها متناقضة لشخصيتي الحقيقية، فـ «هواجس» نقلة نوعية بالنسبة لي، فمن شخصية طيبة وحنونة إلى إنسانة انتهازية وفتانة وصاحبة مشكلات مع الآخرين، مشيرة إلى أنها تعشق الشخصيات المركبة الصعبة، لاسيما أنها تظهر الموهبة التمثيلية الحقيقية للفنان، كما تسعده على الإبداع وإخراج الطاقات. وتابعت: سعدت كثيراً بمشاركة مجموعة من أبرز نجوم الدراما في الوطن العربي، كما ارتحت كثيرا في التعامل مع المخرج عرف رضوان الذي أتعامل معه للمرة الأولى، حيث وجدت أنه مخرج مالك لأدواته، ومحترف في تقطيع المشاهد الإخراجية بطريقة جديدة، مشيرة إلى أنها تعاونت خلال مسيرتها مع مخرجين عدة، لكنها أعدت رضوان مدرسة خاصة وجديدة في عالم الإخراج. موهبة إماراتية بينما أوضح الممثل الشاب الإماراتي حسن يوسف أنه يقوم بدور «أنس» شخصية محورية يتحمل مسؤولية الأب المنفصل عن والدته، والذي لا يهتم ببيته نهائياً، خصوصاً وأنه قرر الزواج بأخرى ويعيش معها في بيته الثاني، ويحاول أنس خلال الأحداث أن يوازن الأمور بين أمه وإخوته ووالده، ويحاول بشكل دائم أن يصلح المشكلات العائلية بينهم. وحول اختياره للمشاركة في بطولة المسلسل أوضح يوسف أن اختياره جاء عن طريق تلفزيون أبوظبي، موضحاً أنه سعد كثيراً للمشاركة في بطولة هذا العمل الضخم، ومشاركة الكبار في عالم الدراما الخليجية. وأشاد يوسف بدور التلفزيونات المحلية في دولة الإمارات بشكل عام، في اهتمامها بالمواهب الإماراتية الشابة، ولفت انتباه المنتجين إليهم لمشاركتهم في الأعمال الدرامية المحلية، وإظهار إبداعاتهم وطاقاتهم التمثيلية. حادث سيارة تعرضت الفنانة آلاء شاكر خلال تصوير أحد المشاهد في «هواجس» لحادث سيارة، أدى إلى إصابتها ببعض الكدمات الجسدية، وحول هذا المشهد، قالت: بطبعي أجازف في تمثيل مشاهدي، حيث كان من المفترض أن أصور أحد المشاهد التي تتعرض فيها «مريم» لحادث سيارة، فاتفقت مع المخرج رضوان عامر بأن أصور المشهد بنفسي، وخلال التصوير لم يتمكن سائق السيارة الذي تولى قيادتها المخرج نفسه، خصوصاً وأنه يعلم جيداً متى سيتخذ قراره بوقف السيارة خلال سير «مريم»، لكنه مع الأسف أخطأ في التوقيت قليلاً، مما عرضني للإصابة.