الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وكالة في البنتاجون روّجت أساليب تعذيب المعتقلين

24 ابريل 2009 03:21
ذكر تحقيق أجراه مجلس الشيوخ الأميركي أن وكالة في البنتاجون دربت جنودا أميركيين على مقاومة التعذيب ، قامت بترويج استخدام بعض أساليب التحقيق العنيفة على المشتبه بأنهم من القاعدة، كما تمت المصادقة بسرعة على هذه الاساليب على أعلى المستويات في الحكومة الأميركية• ورفض البيت الأبيض أمس فكرة تعيين قاضٍ مستقل للتحقيق في القضية، فيما واصلت إدارة أوباما مواجهة الجدل الذي أثاره نشرها الأسبوع الفائت هذه المذكرات• وبررت الإدارة الحالية قرارها نشر هذه المذكرات بأنها كانت ستفعل هذا الأمر عاجلاً أم آجلاً لأنها تواجه ملاحقة قضائية من منظمة حقوقية كبرى هي منظمة الحريات المدنية الأميركية ولأن مضمونها كان قد أصبح في جزئه الأكبر منشوراً في وسائل الاعلام• ولكن منذ قراره نشر هذه المذكرات الداخلية يتعرض الرئيس باراك اوباما لضغوط هائلة من الديموقراطيين ومن المدافعين عن حقوق الانسان من أجل ان يأمر بمحاسبة المسؤولين عن تشريع هذه الممارسات• أما في ما يتعلق بطلب تعيين مدعٍ عام مستقل للتحقيق في هذه القضية، فقد أكد المتحدث باسم الأبيض روبرت جيبس أمس أن الحقوقيين الذين سينظرون في هذه القضية ''مؤهلون تماماً للقول ما إذا كان القانون قد انتهك''• وأظهر التحقيق انه تم إهمال تحذيرات أطلقها محامون عسكريون حول قانونية وفعالية هذه الاساليب التي وضعت على غرار الاساليب التي استخدمتها الصين للحصول على اعترافات زائفة من سجناء أميركيين خلال الحرب الكورية• وقال التحقيق إن منشأ أساليب التحقيق المستخدمة في خليج جوانتانامو في كوبا التي انتشرت بعد ذلك الى افغانستان والعراق ، هو ''وكالة استرداد الأفراد'' في البنتاجون• وتشرف الوكالة على تدريب أفراد الجيش على أساليب ''البقاء على قيد الحياة والفرار'' التي تعد الجنود لاحتمال التعرض لاساليب التحقيقات التي لا تخضع لمواثيق جنيف• والاساليب التي تستخدم في وكالة ''استرداد الافراد'' تشبه كثيرا تلك التي مورست في سجن أبو غريب العراقي وغيره ومن بينها تعرية السجناء وجعلهم يقفون ويجلسون في أوضاع مؤلمة، وتغطية رؤوسهم ووجوههم ، ومعاملتهم كالحيوانات ، وحرمانهم من النوم ، وإخضاعهم لأصوات الموسيقى العالية والاضواء المشعة وتعريضهم لدرجات حرارة مرتفعة او منخفضة جدا• كما يستخدم في مدارس البحرية الاميركية أسلوب الايهام بالغرق الذي استخدمته وكالة الاستخبارات المركزية 266 مرة في تحقيقاتها مع اثنين من كبار معتقلي القاعدة• وجاء في التقرير ان ''من يلعبون دور المحققين في مدارس وكالة استرداد الافراد ليسوا محققين مدربين او مؤهلين •• وعملهم هو تدريب الافراد على مقاومة تقديم معلومات مفيدة لاعدائنا''• ولكن ذلك تغير في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ، حيث قام بروس جينسين الاختصاصي في علم النفس في الوكالة بتعميم مسودة خطة في 16 ابريل 2002 لاستغلال المعتقلين للحصول على معلومات استخباراتية، ووزعها على قائد الوكالة وغيره من كبار المسؤولين فيها• وقال التقرير ان الخطة اقترحت إقامة ''منشأة استغلال'' سرية لا يسمح لأي جهة مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر أو الصحافة دخولها• كما تقدم الخطة ''وصفا للأساسيات •• واستغلال معتقلين مختارين من القاعدة''• وفي ربيع 2002 سعت وكالة الاستخبارات المركزية الى الحصول على موافقة على تحقيقات مع معتقلين مهمين من القاعدة• وقاد ذلك الى تقديم ال ''سي آي إيه'' ايجازا لمديرها جورج تينيت ومجلس الامن القومي الذي كان يضم وزير العدل جون اشكروف ووزير الدفاع دونالد رامسفلد• وبحلول يونيو بدأت وكالة ''استرداد الافراد المشتركة'' بالمساعدة في تدريب مسؤولين ''من وكالة حكومية أخرى''، في اشارة الى الـ ''سي اي ايه'' ، حسب التقرير• وقال التقرير أنه وفي جلسة تدريب استمرت يومين في 1و2 يوليو 2002 قدم موظفو الوكالة تدريبا على الايهام بالغرق• وفي الاول من اغسطس 2002 أصدرت وزارة العدل رأيين قانونيين شهيرين توافق فيهما على استخدام الايهام بالغرق وتعيد تعريف التعذيب على انه ''يساوي في شدته الالم المصاحب للاصابة الجسدية الخطيرة مثل توقف أحد أعضاء الجسم أو توقف إحدى وظائف الجسم أو حتى الموت''• وزار محامون يمثلون البنتاغون والـ ''سي اي ايه'' ونائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني معتقل جوانتانامو في 25 سبتمبر 2002 ، وبعد ذلك بأسبوع اقترح علماء في السلوك في المعتقل الذي يضم مشتبها بضلوعهم في الارهاب اساليب تحقيق جديدة• وقال احد هؤلاء العلماء للمحققين إن هناك ''ضغطا متزايدا لجعل أساليب التحقيق مع المعتقلين أكثر قسوة''• ولكن عندما طلب الجنرال مايكل دونلافي قائد قوة المهمات في غوانتانامو منحه السلطة لاستخدام أساليب تحقيق قاسية في 11 اكتوبر ،2002 بدأت التحذيرات تظهر• وأثارت القوات الجوية ''مخاوف خطيرة'' حول قانونية العديد من الأساليب•
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©