«العقرب الفضي» إبداع سوري أميركي للحوار بين الشعبين

دمشق (ا ف ب) - أصبح للمعوقين بطلهم الخاص الذي صنعوه بأنفسهم، شاب يفقد ساقيه في ظروف مأساوية، ثم لا يلبث أن يمتلك طاقات خارقة ويتحول إلى “العقرب الفضي” بعدما يعثر على تاج زنوبيا. وولدت هذه الشخصية في كتاب رسوم مصورة طبعته مؤسسة “مبادرة الأيدي المفتوحة” الأميركية في دمشق. وجاء الكتاب ثمرة لقاء وورشة عمل لثلاثة عشر معوقا سورياً مع عشرة من نظرائهم الأميركيين التقوا بالعاصمة دمشق بشهر أغسطس الماضي، بدعم من “مبادرة الأيدي المفتوحة”. وذكر بيان للمؤسسة الأميركية، أن هذا العمل المشترك يجيء في إطار “جهد شامل وخاص يهدف إلى إشراك مواطني الولايات المتحدة مع سوريا والعالم العربي والإسلامي بشكل عام”. وسيطبع كتاب الرسوم المصورة “العقرب الفضي” باللغة الإنجليزية بمارس المقبل في الولايات المتحدة. وقال جاي تي شنايدر مؤسس مبادرة الأيدي المفتوحة “إنه ليس هناك وقت أفضل من الآن لأميركا لتوسيع علاقاتها مع شعوب العالم العربي والإسلامي”. وأضاف في بيان أن “المبادرة بدأت في عام 2009 بعدما دعا الرئيس باراك أوباما الأميركيين لبذل جهود في الوصول إلى العالم الإسلامي”. وأوضح أنه “تم تشجيع الأطفال على العمل معا لخلق بطل خارق يعكس ما يرغبون برؤيته في كتاب رسوم مصورة”. وتابع “وفي النهاية ولدت شخصية بشير، وهو صبي فقد ساقيه في حادث مأساوي. وعثر على قوة غامضة جديدة حولته إلى العقرب الفضي. وأصبح عليه أن يتخذ قرارات صعبة حول كيفية استخدام قدراته للتغلب على القوالب النمطية، وأن يحارب من أجل المساواة والعدالة والوئام الاجتماعي”. وقال شاراد ديفاراجان الرئيس التنفيذي لشركة “ليكويد كوميكس”، المؤسسة المشاركة في إبداع العمل، إننا “نأمل في أن يكون العقرب الفضي نموذجاً للدور الإيجابي الذي سيساعد في القضاء على الخطاب السياسي والاجتماعي بين الغرب والمنطقة العربية”. وأضاف “بشير يوضح أيضا أن الأطفال يمكنهم التغلب على نظرتهم إلى الإعاقة على أنها ضعف إذا بحثوا عن الطاقة التي بداخلهم. ليس هناك من أحد مهمش بين السكان أكثر من المعوقين، ولذا فإننا نعتقد أن هذه المبادرة سوف تضرب على وتر حساس قوي بين الناس بشكل يومي في سوريا وحول العالم”. وفي حفل أقيم بمناسبة البدء في طباعة الكتاب، رعته زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد، عرض فيلم رسوم متحركة يجسد “العقرب الفضي”، أدى فيه النجم السوري قصي خولي صوت بشير. وأشاد حازم إبراهيم، الأمين العام للمجلس المركزي لشؤون المعوقين بـ”شخصية تلهب خيال اليافعين والأطفال، وتحمل رسائل تكسر النمطية”. وأوضح أن “فيها طرحا جديدا لشخصية المعوق، على الأقل إن لم يكن بطلا فهو ليس ضحية”. وقال إبراهيم “لكن لا يوجد توازن في الفيلم على مستوى النوع الاجتماعي، حيث تجد طغيانا للعنصر الذكوري في القصة”. وأضاف “كما كنت أتمنى ألا أرى مدخنين في القصة”. وفي المقابل أشاد بوجود تنوع يؤكد “ألوان الطيف”، حين تظهر “امرأة محجبة في الفيلم”. وعن المشروع قال إبراهيم “أؤمن بهذا النوع من التواصل الثقافي، أو ما يمكن أن نسميه دبلوماسية المواطن”. وأوضح أنه “من المهم أن نتواصل بغض النظر عن المواقف السياسية.