الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل… ضرب سوريا أم استهداف «حزب الله»؟

10 فبراير 2013 23:26
يقول محللون في إسرائيل وسوريا إن الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل في سوريا، والتي استهدفت، حسب مسؤولين غربيين، شحنة أسلحة كانت متوجهة إلى «حزب الله» اللبناني، يمكن أن تمثل بداية حملة إسرائيلية أكثر شراسة تهدف إلى منع وإحباط عمليات نقل الأسلحة في وقت تزداد فيه الأوضاع تدهوراً في سوريا. غير أن استعداد إسرائيل للضرب من جديد إذا استدعت الضرورة ذلك ينبئ بمرحلة جديدة وأكثر تقلباً في التداعيات الإقليمية للحرب الأهلية السورية، الأمر الذي يثير قلقاً في إسرائيل بشأن إمكانية نقل أسلحة متطورة أو غير تقليدية إلى مجموعات إسلامية مقاتلة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد اعترف تقريباً بأن إسرائيل هي التي نفذت الضربة بالقرب من دمشق في الثلاثين من يناير الماضي، إذ قال إن ذلك «يمثل دليلاً على أننا حين نقول شيئاً فإننا نقصده». كما كان وزير في الحكومة الإسرائيلية قد حذر قبل تنفيذ الهجوم من أن إسرائيل يمكن أن تتحرك ضد نقل أسلحة كيماوية إلى مجموعات مقاتلة. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول عاموس يادلين، وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ويدير حالياً معهد الدراسات الأمنية الوطنية في تل أبيب، في حوار معه إنه إذا كان من الممكن توقع تحرك إسرائيلي مستقبلا، فإن ذلك يتوقف على حسابات خاصة لفوائد مثل هذه الضربات وأخطارها، مضيفاً أن إسرائيل حددت أربعة أنواع من الأسلحة التي لن يسمح بنقلها إلى مجموعات مقاتلة وهي: أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، والصواريخ البالستية، والصواريخ المتطورة ساحل- بحر، والأسلحة الكيماوية. ووفق هذه السياسة، يقول يادلين، «فإنه متى حصلت إسرائيل على معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن هذه الأسلحة ستنقل من سوريا إلى لبنان، فإنها ستتحرك»، وإن كانت قرارات الضرب تخضع لتقييم المكاسب العسكرية للهجوم، وخطر التصعيد، ومواقف القوى الأجنبية. ويقول «يادلين» في هذا الصدد: «في وقت يزداد فيه الجيش السوري ضعفاً ويزداد فيه حزب الله عزلة بسبب خسارة راعيه السوري، فمن المعقول والمنطقي أن يستمر هذا الأمر»، مضيفاً أن الردود الإسرائيلية ستُدرس في كل مرة و»لن تحدث بشكل أوتوماتيكي». غير أن القرار الصعب الذي يواجه المسؤولين الإسرائيليين في الحقيقة، حسب «يادلين»، ليس ما إن كان ينبغي شن الهجوم، وإنما ما إن كان عدم التحرك سيعني تهديداً أكبر لاحقاً. وقال في هذا الصدد: «إن المقارنة الصحيحة هي خطر التصعيد الآن، وخطر عدو أكثر قوة والعديد من الإصابات في المواجهات العسكرية مستقبلا». والواقع أن بعض المحللين في لبنان يتوقعون أيضاً مزيداً من الضربات الإسرائيلية في حال كانت ثمة محاولات لنقل أسلحة متطورة. وفي هذا الإطار، يقول «إلياس حنا»، وهو جنرال متقاعد وأستاذ بالجامعة الأميركية في بيروت: «إن إسرائيل تحاول خلق نوع من الردع»، مضيفاً «والجانب الآخر يحاول اختبار النظام وإضعافه». في هذه الأثناء، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن «حزب الله» جمع نحو 60 ألف صاروخ وقذيفة منذ حربه مع إسرائيل في 2006. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك يشمل بعض صواريخ سكود - دي البالستية، التي يفوق مداها 400 ميل، والتي أمدته بها سوريا خلال السنوات الأخيرة. وإلى جانب صواريخ أخرى قصيرة المدى من سوريا وإيران، تستطيع ترسانة «حزب الله» أن تصل إلى أي مكان في إسرائيل، كما يقول بعض المسؤولين. غير أن نقل أنظمة متطورة مضادة للطائرات إلى حزب الله، مثل صواريخ إس إيه 17 أرض- جو التي يقال إنها كانت هدفاً لضربة الثلاثين من يناير، لن يشكل تهديداً لمهمات الاستطلاع الجوي الإسرائيلية فوق لبنان فحسب، وإنما للمجال الجوي الإسرائيلي أيضاً، حسب مسؤول إسرائيلي يراقب حشد مثل هذه الأسلحة. ويقول المسؤول الذي لم يرخص له بالحديث إلى وسائل الإعلام: «إنها متحركة. كما يمكن تخبئتها، ولذلك، فإنها يمكن أن تطرح مشكلة كبيرة للقوة الجوية الإسرائيلية». كما يقول الإسرائيليون إنهم قلقون أيضاً بشأن توصل «حزب الله» بأنظمة صاروخية ساحلية توصلت بها سوريا من روسيا، وخاصة صواريخ «ياخونت» التي يفوق مداها 180 ميلاً، والتي يمكن أن تعرِّض للخطر ليس السفن الإسرائيلية فحسب، وإنما منصات النفط البحرية في المتوسط أيضاً. والجدير بالذكر هنا أن سفينة إسرائيلية أصيبت في حرب عام 2006 بصاروخ صيني أطلقه «حزب الله». وبينما يستعر القتال في سوريا، «هناك مؤشرات ملموسة أكثر على أن مثل هذه الأسلحة يمكن أن تصل إلى لبنان»، غير أن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، مثل القنابل والقذائف المزودة برؤوس حربية كيماوية، مازالت في الوقت الراهن تحت السيطرة الحكومية، وفق تقييمات إسرائيلية. وفي هذا الإطار، يقول «داني شوهام»، وهو محلل سابق للاستخبارات العسكرية وخبير في الأسلحة غير التقليدية بمركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان: «إن المراقبة (الاستخباراتية) لمخازن الأسلحة الكيماوية السورية صارمة. وبالتالي فهناك احتمال كبير لرصد أي حركة». جويل جرينبرج - القدس باباك ديهجانبيشيه - بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©