الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبح الاثنين الأسود يظهر في بورصات العالم

شبح الاثنين الأسود يظهر في بورصات العالم
19 أكتوبر 2007 01:35
إن بورصات العالم اليوم على موعد مع الذكرى السنوية العشرين لأكبر انهيار لأسواق المال العالمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين عندما انهارت تلك الأسواق يوم الاثنين الموافق 19 أكتوبر 1987 مخلفة خسائر بمئات المليارات من الدولارات للمستثمرين في كل أنحاء العالم· ولعل أسوأ ما في الذكرى السنوية لهذه الكارثة الاقتصادية أنها تأتي هذا العام في ظل أجواء من الغموض والقلق تحيط بأسواق المال العالمية التي وقفت الشهرين الماضيين على أعتاب أزمة خطيرة بسبب خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة، ففي 19 اكتوبر 1987 فقدت الأسهم أكثر من 20% من قيمتها في يوم واحد، ورغم مرور عشرين عاما على هذه الكارثة فإنها مازالت حاضرة في أذهان كل من يعملون في أسواق المال· ففي ذلك اليوم سجلت بورصة وول ستريت الأميركية أكبر خسارة يومية لها في تاريخها، ورغم الانخفاض الكبير والمتزامن للبورصات العالمية في أغسطس الماضي فإنه ظل أبعد ما يكون عن ذلك الانخفاض الدراماتيكي يوم الاثنين الأسود 1987 حيث ظلت الأسواق في حالة اتزان ملحوظ وبخاصة مع تدخل المؤسسات المالية الأخرى مثل البنوك المركزية في اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل احتواء مخاوف السوق وإعادة الثقة إليها· والحقيقة أن الأوضاع الراهنة تختلف بشكل واضح عنها عام 1987 حيث وصل سعر اليورو أمام الدولار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في الوقت الذي لم تشهد فيه أسعار الأسهم خلال الفترة الماضية أي طفرات كبيرة يمكن أن تقود في وقت لاحق إلى تراجع متسارع وكبير يقود إلى ذلك الانهيار الدراماتيكي· في الوقت نفسه فإن تراجع البورصات العالمية في أغسطس الماضي جاء -كما ذكرنا- على خلفية المخاوف من حدوث أزمة سيولة نقدية في النظام المصرفي العالمي بسبب خسائر القروض عالية المخاطر· وبعد أن تجاوزت أسواق المال أزمة أغسطس بأقل الخسائر وظهور مؤشرات على استعادة تلك الأسواق عافيتها فإن الخبراء والمحللين مازالوا يحاولون رصد التداعيات الاقتصادية لاضطراب أسواق المال· يقول راينر جونترمان كبير خبراء الاقتصاد في مؤسسة دريسدنر كلينفورت الاستثمارية: ''ريما يكون الأسوأ قد مر بالنسبة لأسواق المال لكنه لم يتلاش بعد·· فمازالت هناك بعض الهواجس''، وهذا هو بالتأكيد ما ظهر بوضوح من خلال نتائج الربع الثالث من العام الحالي بالنسبة للعديد من الشركات في العالم· فطوفان تقارير الشركات التي تحذر من تنامي المخاطر واحتمالات تراجع الأرباح أو شطب مبالغ كبيرة من قيمة أصول تلك الشركات يمكن أن يؤدي إلى هزة في أسواق المال، ومن المفارقات أيضا تزامن الذكرى العشرين للاثنين الأسود اليوم مع اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن حيث ينتظر أن يكون التوتر الراهن في أسواق المال ضمن جدول أعمال الوزراء المجتمعين· ورغم أن كارثة الاثنين الأسود كانت الأسوأ في تاريخ أسواق المال فإن الاقتصاد العالمي خرج من ازمة 19 أكتوبر 1987 بدون أي خسائر حقيقية، في الوقت نفسه فإن أحدث البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حد سواء تشير إلى قوة الوضع الاقتصادي وهو ما يساعد في تهدئة المخاوف بشأن تداعيات أزمة القطاع العقاري في الولايات المتحدة· أما البورصات العالمية فتشعر حاليا بقدرتها على تحقيق المكاسب من أي سيناريو من سيناريوهات التطورات الاقتصادية الراهنة رغم وجود بعض المخاوف الناجمة عن تجدد الضغوط التضخمية الناجمة عن الارتفاع الحاد فى اسعار البترول التي تهدد بدفع البنوك المركزية الكبرى إلى زيادة سعر الفائدة، الخلاصة التي يمكن الوصول إليها هي أن الغموض مازال هو سيد الموقف وأن مستقبل أسواق المال مفتوح على كل الاحتمالات· وعلى صعيد حركة البورصات المحلية أمس ارتفع مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية 0,9 بالمئة ليغلق فوق مستوى 17 الف نقطة بفضل مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا المتطورة مثل كانون وانتعاش أسهم البنوك بعد عدة جلسات من المبيعات الكثيفة· وساعدت الآمال بشأن ارباح الشركات في ارتفاع أسهم شركات السمسرة والملاحة مثل ميتسوي اند كو في حين ارتفع سهم البيدا ميموري 3,5 بالمئة بعد أن قالت الشركة إنها ستتحول الى انتاج رقائق الذاكرة من نوع درام باستخدام رقائق السليكون سمك 300 ملليمتر المتطورة في مارس 2008 لخفض النفقات· وصعد مؤشر نيكي المؤلف من اسهم 225 شركة 150,78 نقطة ليغلق على 17106,9 نقطة مستردا بعض خسائر الجلستين السابقتين التي بلغت اثنين بالمئة، وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1,9 بالمئة الى 1617,75 نقطة، وكان المؤشران قد هبطا اكثر من اثنين في المئة يوم الاربعاء وأغلق المؤشر نيكي على أدنى مستوى له منذ اسبوعين· وصعدت أسهم المؤسسات المالية مثل مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية التي تعرضت لعمليات بيع واسعة في وقت سابق من هذا الاسبوع، غير ان مكاسب الاسهم كانت محدودة نظرا لندرة عوامل شراء قوية وغياب المستثمرين الاجانب قبل الاسبوع القادم الذي تبلغ فيه الاعلانات عن ارباح الشركات اليابانية أشدها·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©