زيباري يطالب الانفصاليين بمغادرة كردستان فوراً

أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أن العراق يريد مغادرة الانفصاليين الأكراد المتمركزين بشماله، لأراضيه بأسرع ما يمكن مبينا أن حكومته ''غير مرتاحة'' للتصويت الذي أجراه البرلمان التركي أمس الأول وأعطى الضوء الأخضر للجيش لعبور الحدود إلى شمال العراق لتعقب أعضاء الحزب الكردي الانفصالي لكنه توقع ألا يشن الجيش التركي عملية عسكرية كبرى ''قريبا'' وإذا حدث هجوم فربما يكون مجرد ضربات جوية على مواقع المسلحين المشتبه بها في شمال العراق· من جهته، ناشد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أنقرة ''ضبط النفس'' وإعطاء مهلة للمساعي السياسية لحل الأزمة الراهنة مضيفا، ان لقاءاته في أنقرة تمخضت عن نتائج طيبة أسفرت عن تخفيف حدة التوتر داعيا للقيام بجهد مشترك وعاجل لوقف العمليات الارهابية عبر الحدود· وبدوره، دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ تركيا أمس الى عدم شن ضربة عسكرية ضد المتمردين بكردستان وقال ''ان هذا القرار تركي'' الا ان بغداد تأمل في ان تختار أنقرة ''عدم اللجوء الى الحل العسكري وعدم عبور الحدود العراقية''· وفيما دعت حكومة كردستان أمس أنقرة الى إجراء حوار مباشر وناشدتها الامتناع عن اي عمل عسكري بشمال العراق، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' جيف موريل ان تركيا ''ليست مستعجلة'' لشن عملية عسكرية في كردستان العراق ضد الانفصاليين محذرا من عواقب وخيمة لاتقتصر على الأميركيين والعراقيين فحسب ولكنها ستشمل أيضا الجانب التركي· بالتوازي، قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي ''نتوقع من الولايات المتحدة مساعدتنا لمنع أي تدخل إقليمي يتجاوز السيادة العراقية'' وذلك في مواجهة التهديد التركي الحالي· ورأى محللون أمس ان الجيش التركي يستعد لشن عمليات محدودة ضد المتمردين الانفصاليين بشمال العراق يتوخى منها تحقيق مكاسب نفسية أكثر منها عسكرية· ولفت الخبراء الى انه بالرغم من دعوات بغداد الى اتاحة فرصة أخيرة للتفاوض ومن تحذيرات واشنطن، فإن البرلمان التركي أرسى مبدأ التدخل عسكريا ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق عند اقتضاء الضرورة لمدة عام· وقال سيدان لاجينر رئيس معهد الابحاث الاستراتيجية الدولية انه بعدما كانت الحكومة معارضة لعملية عسكرية خارج الحدود ''واجهت ضغوطا قوية جدا من الرأي العام ووسائل الاعلام والجيش''· وتابع ان الحكومة ''باتت في موقع لا يترك لها الكثير من الخيارات''، في اشارة الى الخسائر المدنية والعسكرية التي تكبدتها تركيا في الأيام الأخيرة والى فشل خطط التعاون مع السلطات العراقية والأميركية في التصدي للانفصاليين· وقال ان الجيش التركي سيقصف بالصواريخ ويشن غارات جوية ويقوم بعليات عدة محدودة المدى'' على أهداف معينة يقررها مع الحكومة بينها قواعد جبل قنديل حيث المقر العام لحزب العمال الكردستاني والذي يعتبر ''بمثابة مدرسة للارهاب''· وكشفت جهود الحكومة العراقية لتهدئة التوتر عند الحدود مع تركيا عن تضارب المصالح بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان العراق· فقد أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصميمه على استئصال متمردي العمال الكردستاني من الأراضي العراقية اثناء محادثة هاتفية أمس الأول مع نظيره التركي رجب اردوجان · بينما تظاهرآلاف الأكراد العراقيين أمس امام مقر الأمم المتحدة في أربيل ودهوك على الحدود مع تركيا احتجاجا على قرار أنقرة التوغل في شمال العراق· واتهم محمود عثمان النائب الكردي عن قائمة التحالف الكردستاني الحكومة العراقية بتقديم ''تنازل لتركيا عندما اعتبرت حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية''· الى ذلك، أعلنت في بغداد ان البرلمان سيستأنف جلساته اليوم بعد عطلة عيد الأضحى ويبحث عددا من القضايا يتصدرها التهديد التركي باجتياح شمال العراق·