طهران ترفض تحذير بوش من حرب عالمية

رفضت إيران أمس تحذيرات الرئيس الاميركي جورج بوش من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة واعتبرت تلك التصريحات حلقة في مسلسل ''الحرب النفسية''، وهاجمت في الوقت نفسه فرنسا لموقفها الأخير ضد طهران، نافية تسلمها رسالة نووية من روسيا· فيما أعلنت أوروبا أن لقاء متوقعا بين منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني سيتعقد في روما الاسبوع المقبل· وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أن حديث بوش عن الحرب محاولة أخرى للتغطية على الإخفاقات السياسية في العراق وافغانستان· وقال حسيني ''هذه التصريحات تعكس اهداف المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الرامية لفرض الهيمنة وقد تقوض على نحو خطير السلام والأمن الدوليين''· وفي سياق الإشارة الى الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، قال حسيني ان المأزق السياسي الذي يواجهه الحزب الجمهوري جعل بقائه في السلطة محل شكوك ومن ثم لجأت واشنطن الى مثل هذه اللهجة· واضاف ''بدلا من التلويح بالحرب والنزعة العسكرية، يتعين على الولايات المتحدة ان تصغي للطلب الدولي الداعي الى احلال السلام واحترام سيادة الدول ووحدة اراضيها''· وقال نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي من جانبه إن ''هذا النوع من التصريحات لا يعكس سوى غضب الولايات المتحدة من نجاح إيران على المشهد الدولي، وليس سوى حرب نفسية ضد إيران''· ووصف الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران بأنها سبب آخر لغضب الولايات المتحدة، حيث أنها أضعفت من مكانة أميركا في الشرق الأوسط· من جهته، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن زيارة نظيره الروسي الأخيرة إلى طهران كانت تحمل ''رسالة الصداقة والتعاون''، مؤكدا أن بوتين لم يقدم مقترحا حول الأزمة النووية الإيرانية· ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن نجاد قوله ''إن بوتين لم يقل شيئا، ولكل من الجانبين رسالة للصداقة والتعاون الثنائي، وقد أكدنا نحن الطرفين أننا عازمون على الحوار بإرادة وتصميم''· ووصف نجاد أجواء المحادثات بين إيران وروسيا بالودية، مؤكدا أن روسيا ستقوم بإكمال محطة بوشهر النووية، وفقا لتصريح ''بوتين أعلن نفسه، وقال نجاد إن ''إكمال العمل في محطة بوشهر هو على عاتق الروس، ونحن نعتقد أن هذا الأمر سيتحقق''· من ناحية أخرى، قال نجاد إن الوقت حان كي يتحرك بعض قاده الدول الأوروبية باستقلالية، مضيفا ''إن التحرك المستقل لبعض القادة الأوروبيين يخدم مصالحهم، إننا نرحب باستقلالية الرأي لبعض الحكومات''· وهاجم من جهة أخرى حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قائلا يجب ''يجب أن نعطي الحكومة الفرنسية الجديدة المزيد من الوقت لتفهم القضايا السياسية بشكل أوضح''· وأضاف ''إننا لسنا متعجلين في هذا الخصوص ونعتقد أن الزمن كفيل بمساعدة الحكومة الفرنسية في اكتشاف المسار الصحيح، وأتمنى أن تتفهم باريس قريبا الحقائق السياسية وألا تدع مكانتها في العالم تتأثر بهذا الأمر''· وفي السياق نفسه انتقد سياسي ألماني بشدة تصريحات بوش حول اندلاع حرب عالمية ثالثة، وقال رولف موتسينش خبير السياسة الخارجية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي إن هذه التصريحات تضر بالتعامل السلمي والجماعي مع الأزمة النووية الايرانية التي لا يمكن حلها بالعنف· في غضون ذلك، أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سيجري محادثات مع كبير المفاوضين النووين الايرانيين علي لاريجاني في العاصمة الايطالية روما الاسبوع المثبل بهدف اعادة إيران الى طاولة المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل· وصرح المسؤول بأن اجتماع سولانا ولاريجاني سيعقد يوم الثلاثاء· داخليا شن المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام هجوما عنيفا على الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي، مؤكدا انه اذعن للولايات المتحدة باقتراحه المتعلق بـ''حوار الحضارات''· وقال الهام ''مع هذه الخطة، انحنينا أمام نظام الهيمنة الولايات المتحدة بقولنا إننا متخلفون وعلينا أن نتعلم الديمقراطية'' من الغربيين· ورأى أن نتيجة مثل هذه المقترحات هي ان الولايات المتحدة وضعت ايران في صفوف دول ''محور الشر''·