الأكثرية و المعارضة تستبعدان انتخاب رئيس لبنان الثلاثاء

توافق نواب الاكثرية والمعارضة في الآراء امس على استبعاد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في جلسة البرلمان المقررة الثلاثاء المقبل بسبب غياب اي مؤشرات حول امكان التوصل الى مرشح توافقي· في وقت ينتظر ان يبدأ وفد من ''الترويكا'' الاوروبية مهمة جديدة في لبنان اليوم الجمعة سعيا الى حل الازمة السياسية وانجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية المحددة· وقال النائب مروان فارس (المعارضة) ''الجلسة لن تعقد··لم يتوصل الموارنة من الطرفين الى الاتفاق فيما بينهم، فكيف سيتم التوافق بين الجميع على الرئيس الذي ينتمي الى هذه الطائفة''، واضاف ''اذا لم يكن هناك توافق لن نؤمن نصاب الثلثين··هذا النصاب هو مسالة دستورية تعني التوافق''· فيما رد النائب عاطف مجدلاني (الاكثرية) بالقول ''مهما جرى سيكون لنا رئيس جديد في 24 نوفمبر'' وهو الموعد المحدد لانتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، واضاف ''هذا الرئيس سيكون معترف به من الجميع اما طوعا او بحكم الامر الواقع ولن تكون هناك مشاكل وفوضى كما تهدد المعارضة''· ورأى النائب أكرم شهيب من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان المعطيات السياسية لا تبشر بالخير بالوصول الى انعقاد الجلسة يوم الثلاثاء المقبل، واضاف ''سنعطي كل الفرص للحل وللاتصالات للتوافق ولكن في الايام العشرة الاخيرة بين الفراغ وبين رئيس منتخب سننتخب رئيسا للجمهورية· فيما رجح النائب انطوان اندراوس (الاكثرية) تاجيل جلسة 23 اكتوبر ربما قبل حلول موعدها وهو الامر الذي توقعه ايضا النائب فؤاد السعد معتبرا ان الامور لم تنضج بعد خصوصا في المساعي التوفيقية التي تقوم بها بكركي داخل الصف الماروني· ورد النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) في المقابل باتهام بعض اطراف قوى 14 مارس التي تمثلها الاكثرية مسؤولية عدم التوصل الى اتفاق، وقال ''المعارضة لا تقاطع الجلسة لكنها تتمسك بالتوافق وبوضوح تام لا يوجد حاليا ما يبرر عقد الجلسة فلا ادلة على توافق''، مرجحا انها لن تعقد بسبب عدم اكتمال النصاب· الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان زيارة وزراء الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والإسباني ميغيل انخيل موراتينوس والايطالي ماسيمو داليما الى بيروت اليوم الجمعة تهدف الى التعبير عن تمسكهم بانتخاب رئيس جديد للبنان ضمن المهل المحددة· وقالت المتحدثة باسكال اندرياني ''يعتزم الوزراء الثلاثة بزيارتهم هذه والتي تستمر حتى غد السبت التعبير عن التزامهم الوقوف الى جانب لبنان وتمسك دولهم بانتخاب رئيس من خلال اوسع تجمع في المهل المحددة ووفقا للقواعد الدستورية''· وسيلتقي الوفد الوزاري كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير· لكن مصادر سياسية ودبلوماسية استبعدت امكانية نجاح ''الترويكا'' الاوروبية في اجتراح المعجزات· وقال وزير العمل المستقيل طراد حمادة (حزب الله) ان الاوروبيين اجمالاً والفرنسيين خصوصاً لديهم نوايا حسنة تجاه لبنان لكن هذه النوايا والرغبة يلزمها موقف اوروبي جدي في انتزاع مواقف اميركية مؤيدة للجهد الاوروبي عبر ممارسة ديلوماسية مختلفة في العلاقة مع الاميركيين لان ذلك يمنع اتفاق اللبنانيين حتى الآن على الاستحقاق الرئاسي ويدفع البلاد الى نزاع لا يريده الا الاعداء''· ودعا عضو المجلس السياسي في ''حزب الله'' محمود قماطي بدوره الجميع من اميركا الى اوروبا الى الفاتيكان والى الدول العربية ان يسعوا من أجل إيصال لبنان الى التوافق واحترام الدستور وصيغة النظام والوفاق لان لبنان اكبر من حجمه الجغرافي فاذا استقر فانه يسهم في استقرار المنطقة واذا خرب فسوف يساهم خرابه بخراب المنطقة· فيما حمّل الوزير السابق عبد الرحيم مراد (المعارضة) كلا من جنبلاط وحليفه زعيم ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع مسؤولية افشال كل المبادرات الوفاقية· وخرج المرشح للرئاسة عن فريق المعارضة النائب الجنرال ميشال عون عن صمته امس واقترح مبادرة جديدة تقضي بانتخاب رئيس توافقي بين فريقي المعارضة والاكثرية من خارج الصراع السياسي لمدة عامين فقط تنتهي ولايته مع انتهاء ولاية البرلمان الحالي على ان تحدد الانتخابات النيابية المقبلة الاتجاه الصحيح لتوازن القوى،ويتولى المجلس الجديد انتخاب رئيس قوي لفترة ست سنوات·