الأمم المتحدة تخمد أزمة ترجمة حول اعتراف سوريا بغارة إسرائيلية استهدفت منشأة نووية

سارعت الأمم المتحدة أمس إلى إخماد ما أثاره أحد محاضرها عن أن السفير السوري لدى المنظمة بشار الجعفري قال إن اسرائيل قصفت منشآت نووية في سوريا، قائلة إنه حدث خطأ في ترجمة كلماته· وكانت نشرة صحفية للأمم المتحدة عن اجتماع للجنة نزع السلاح التابعة للجمعية العامة عقد الثلاثاء نقلت عن السفير السوري ان اسرائيل اتخذت اجراء ضد منشآت نووية من بينها الهجوم في السادس من يوليو في سوريا· وحينما سأل الصحفيون هل تؤكد سوريا بذلك تقارير ان اسرائيل ربما تكون هاجمت مفاعلا لم يكتمل بناؤه أعاد مسؤولو الأمم المتحدة تشغيل تسجيل صوتي للاجتماع، وقالوا إن الجعفري لم يقل شيئا كهذا واصدروا نصا لتصريحاته التي قال فيها ''ان اسرائيل تنتهك المجال الجوي لدول ذات سيادة وتنفذ عدوانا عسكريا عليها مثلما ما حدث في السادس من سبتمبر عام 2007 على بلدي''· واوضح مسؤولو الأمم المتحدة ان النشرة الصحفية كانت تقوم على ترجمة فورية بالانجليزية لتصريحات الدبلوماسي السوري بالعربية وان المترجم أخطأ· وقال المتحدث فرحان حق لمجموعة من الصحافيين ''ثمة خطأ في الترجمة الى الانجليزية لأقوال المندوب السوري فيما كان يتحدث باللغة العربية في لجنة نزع السلاح وبعد استماع مسؤولي الامم المتحدة الى التسجيل الاصلي للمناقشة فن المترجم قال ان المندوب السوري اشار الى هجوم على موقع نووي لكن المندوب السوري قال ''كما حصل في السادس من سبتمبر ضد بلادي''، واضاف ''لذلك لم تستخدم كلمة نووي''· الى ذلك، رفض الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا التعليق على المعلومات الصحافية التي تحدثت عن غارة جوية شنتها اسرائيل في سوريا الشهر الماضي على منشأة نووية، مؤكدا أن أي خدعة لن تحمله على الكلام· وقال لمجموعة من الصحافيين انها ليست المرة الاولى التي يواجه فيها الاستدراج· ورفض ايضا القول ما اذا كان ايد الغارة التي شنتها اسرائيل في يونيو 1981 ضد مفاعل تموز النووي العراقي، وقال ''لست اذكر ماذا كنت افعل في 1980! كنت اعيش في ميدلاند تكساس! ولست اذكر رد فعلي لأن الأمر يرقى الى فترة بعيدة''· واضاف انه كان يحاول في تلك الفترة كسب قوته لتأمين معيشة عائلته· من جهة ثانية، اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة واسرائيل قررتا ان تدرسا معا اعداد نظام دفاعي مضاد للصواريخ للتصدي للصواريخ والصواريخ البالستية البعيدة المدى، وقال ''وافقنا على البدء بمناقشات لنرى ما يمكننا تطويره''، مشيرا الى ان البلدين وافقا على تشكيل لجنة لدرس الاقتراح الاسرائيلي تعديل وتوسيع نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ بهدف التصدي ليس فقط لتهديد الصواريخ البعيدة المدى الآتية من ايران انما ايضا للصواريخ الفلسطينية القصيرة المدى الآتية من غزة· وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان نظام دفاع اسرائيليا لإسقاط الصواريخ الفلسطينية القصيرة المدى قد يصبح جاهزا بحلول العام ،2010 واضاف خلال تصريحات في واشنطن ''ان أدنى طبقات المشروع وهو ما يسمى نظام القبة الحديدية يقترب من الاكتمال واذا سارت كل الأمور على ما يرام فقد يمكننا خلال عامين ونصف اجراء اول تجاربنا''· ويوصف نظام القبة الحديدية الذي تقوم على تطويره شركة ''رفائيل'' الاسرائيلية بانه اكثر الاجراءات فعالية في مواجهة الصواريخ البدائية التي يفضلها الفلسطينيون، والطبقة التالية من النظام المضاد للصواريخ هو ما يسمى ''مقلاع داود'' الذي يهدف لمواجهة الصواريخ المتوسطة المدى كتلك التي اطلقها مقاتلو ''حزب الله'' اللبناني على اسرائيل خلال حرب لبنان عام 2006 · وقال باراك ''ان مقلاع داود وهو مبادرة اسرائيلية اميركية مشتركة سيستغرق وقتا اطول قليلا من القبة الحديدية للوصول الى مرحلة اجراء التجارب''· واضاف ان اسرائيل والولايات المتحدة قررتا توسيع قدرات الصاروخ ''السهم'' ليسقط عدة صواريخ ذاتية الدفع مغيرة في وقت واحد واعادة تجـديده تحت اسم ''السهم-3 ''، وقال ''سيواجه هذا الصاروخ الصواريخ التي تأتي بفاعلية من الفضاء''، واضاف من دون ان يوضح متى يصبح الصاروخ ''السهم-''3 جاهزا سـيكون سلعة تصدير من الطبقة الاولى لأن استخدامه سيكون أكثر انتشارا وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الدول التي ترغب في شرائه''·