الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

امرأة حديدية بقفاز من الحرير

19 أكتوبر 2007 03:48
يفضل العديد من أنصار السياسية الباكستانية بنظير بوتو وصفها بـ''المرأة الحديدية'' التي قادت باكستان عبر اوقات عصيبة وانحدرت من عائلة سياسية من الطراز الأول كانت النظير لعائلة نهرو غاندي في الهند· واحتل والد بنظير ''ذوالفقار علي بوتو'' منصب رئيس وزراء باكستان في أوائل السبعينات، فكانت حكومته إحدى الحكومات القلائل التي لم يرأسها عسكري في العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال· وولدت بنظير في إقليم السند عام ،1953 وتلقت تعليمها في جامعتي أكسفورد ببريطانيا وهافارد بالولايات المتحدة، واستمدت مصداقيتها كسياسية من تراث والدها· وشغلت منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين، ما بين عامي 1988 و،1990 وما بين عامي 1993 و·1996وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد· والإقالتان مجرد مرحلتين في حياة بوتو السياسية التي اجتاحتها العديد من حالات المد والجزر· فقد كانت فور انتخابها لأول مرة، إحدى أشهرالقيادات النسائية في العالم· وصورت نفسها ، بشبابها وأناقتها ، كالنقيض الحيوي للمؤسسة السياسية التي يهيمن عليها الرجال· لكن بعد أن هوت من السلطة للمرة الثانية أصبح اسمها مرتبطا بالفساد وسوء الحكم· وتجلت صلابة وعناد بوتو أول ما تجلت لدى سجن الجنرال ضياء الحق لوالدها عام 1977 واتهامه بالقتل، بعد عامين تم إعدام والدها· وسجنت بوتو قبيل إعدام والدها، وقضت أغلبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي، وقد وصفت تلك الفترة بشديدة القسوة· وأسست بوتو ، خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج ، مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن، وبدأت حملة ضد الجنرال ضياء الحق· ثم عادت بنظير إلى باكستان عام ،1986 وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة· وبعد وفاة الجنرال ضياء الجق في انفجار طائرته عام 1988 أصبحت بنظير بوتو أول رئيس وزراء تنتخب ديمقراطيا في بلد إسلامي· على الجانب الآخر، أثار آصف زرداري زوج بنظير بوتو الكثير من الجدل خلال فترتي حكمها· كان لزرداري دور رئيسي أثناء حكم بنظير بوتو، واتهمته حكومات باكستانية عديدة باختلاس ملايين الدولارات من الدولة، وهي تهم ينكرها وتنكرها زوجته· كما اتهم بإيداع هذه الأموال في حسابات سرية في مصارف أوروبية متعددة· ويجادل محللون بأن ''طمع زوج بوتو'' قد سارع في سقوطها· غير أنه وبعد عشرة أعوام لم يتم بعد إثبات أي من نحو 18 تهمة بالفساد وارتكاب الجرائم أمام المحكمة على زرداري، وإن كان قد قضى 8 أعوام في السجن· وأطلق سراح زرداري عام 2004 بكفالة بعد اتهامات بأن التهم الموجهة إليه واهية، ولن تؤدي إلى إدانة· وواجهت بوتو خمسة اتهامات على الأقل بالفساد، لم تدن في أي منها· لكنها أدينت عام 1999 بعدم المثول أمام المحكمة، إلا أن المحكمة العليا في باكستان نقضت هذا الحكم· وظهرت بعيد إدانتها شرائط تسجيل عن محادثات بين قاض وعدد من كبار مساعدي رئيس الوزراء حينها ''نواز شريف'' تبين القاضي يتعرض لضغوط لإصدار حكم الإدانة· وغادرت بوتو باكستان في1999 لتقيم في الخارج مع أولادها الثلاثة، فيما كان زوجها في السجن· وظلت تلاحقها التساؤلات حول ثروتها وثروة زوجها· تقدمت بوتو باستئناف ضد إدانتها في المحاكم السويسرية بتنظيف الأموال· وبنظير بوتو هي الأخيرة في حملة لواء التراث السياسي لوالدها· فشقيقها الأكبر مرتضى، والذي كان يتوقع أن يلعب دورا متزايد الأهمية كزعيم للحزب، فر بعد سقوط والده إلى أفغانستان الشيوعية حينئذ· ومن هناك، ومن عواصم عديدة في الشرق الأوسط ، قاد جماعة مسلحة تحت اسم ''ذو الفقار'' ضد الحكم العسكري في باكستان· وفاز مرتضى ،وهو في المنفى ،في انتخابات عام ،1993 وعاد بعدها بوقت قصير ليقتل بالرصاص في ظروف غامضة عام ·1996 اما الشقيق الآخر شاهنواز فقد عثر عليه ميتا في شقته بالريفيرا الفرنسية عام 1985
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©