الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل بوسع اجتماع أوبك المقبل تهدئة الأسعار؟

هل بوسع اجتماع أوبك المقبل تهدئة الأسعار؟
20 أكتوبر 2007 00:24
ربما تتحول محادثات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الرياض الشهر القادم إلى اجتماع لدراسة زيادة انتاج النفط غير أن أغلب اعضاء المنظمة يعتقدون أنه ليس بوسعهم فعل شيء لترويض سوق يقولون إنها تتحدى المنطق· وبينما يشاطر وزراء أوبك حكومات البلدان المستهلكة مخاوفها بشأن النفط الذي بلغ مستوى قياسيا فوق 89 دولارا للبرميل إلا أن بعض أعضائها الاثني عشر يقولون إن ضخ المزيد من النفط لن يفلح في احتواء زيادة في الأسعار مدفوعة بمضاربات وضعف الدولار وتوترات سياسية في الشرق الأوسط· وقال مصدر رفيع في اوبك ''سوق النفط تخرج عن نطاق السيطرة، أموال الاستثمار تحرك الأسعار بدرجة أكبر من العوامل الأساسية··ليس بوسع المنتجين فعل شيء· ضخ المزيد من النفط لن يترك أثرا يذكر''· وتحدث مسؤولون من اوبك بمنطق مشابه خلال اجتماع الشهر الماضي حيث قالوا إن سعر النفط مرتفع للغاية لكن الأسواق العالمية بها ما يكفي من الامدادات· وكان النفط في ذلك الحين أدنى بقليل من مستوى 80 دولارا للبرميل· وفي لفتة إلى المستهلكين اتفقت أوبك في فيينا على زيادة الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا من أول نوفمبر وتساهم السعودية بنصيب الأسد من تلك الامدادات الاضافية، وكانت السعودية التي قالت وفود إنها كانت تأمل في مفاجأة السوق ودفع الأسعار للانخفاض هي القوة الدافعة وراء زيادة الامدادات وهي الخطوة التي لاقت معارضة حتى اللحظات الأخيرة من أعضاء آخرين مثل فنزويلا وإيران· وبموجب اتفاق أوبك تزيد الرياض إمداداتها إلى تسعة ملايين برميل يوميا من نحو 8,7 مليون برميل يوميا الآن· ولم تصدر عن المملكة تعليقات علنية بخصوص الزيادة الأخيرة في الأسعار وما إذا كان من الضروري أن تتدخل أوبك ثانية· وأخفقت الزيادة الإنتاجية الوشيكة في كبح الاتجاه الصعودي لأسعار النفط وهو ما أصاب البعض في أوبك بخيبة أمل وكان مؤشرا على أن السعر لم يعد يعكس العوامل الأساسية للعرض والطلب، وقال مصدر بالمنظمة ''بالتأكيد أوبك قلقة إزاء ارتفاع أسعار النفط لكن ذلك لا علاقة له بالخام··· زبائننا لا يأخذون المزيد من النفط''، ويشعر المستهلكون الذين تمثلهم وكالة الطاقة الدولية بالقلق من تراجع المخزونات عندما يصل الطلب إلى ذروته مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي· وقالت الوكالة الأسبوع الماضي إن مخزونات النفط لدى البلدان أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت في اغسطس إلى مستوى يعادل حجم الطلب في 53,5 يوم وهو أدنى من المتوسط في خمس سنوات وتوقعت شح المعروض في الشتاء· ويجتمع زعماء دول أوبك في نوفمبر بالعاصمة السعودية الرياض في ثالث قمة لهم وهو حدث يعد عادة منتدى للحديث ولا يسفر عن اي قرارات بشأن سياسة المعروض، وقال اودين اجوموجوبيا وزير النفط النيجيري لرويترز الأربعاء إن وزراء اوبك سيعقدون اجتماعا غير رسمي هناك وقد يحولونه إلى مؤتمر رسمي إذا استلزم الأمر تحركا على صعيد الانتاج، وتابع ''توقعنا أن نراجع (في الرياض) قرارنا في فيينا وسننظر في الوضع وكيف يتطور وإن كانت هناك حاجة لتدخل جديد ومن ثم فهذا غير مستبعد''، غير أن الوزير النيجيري كانت متشككا أيضا فيما إذا كانت زيادة المعروض ستهدئ الأسعار، وقال ''لست متأكدا أن مزيدا من النفط في السوق سيؤثر مباشرة على السعر في المدى القصير''، ولدى اوبك ما يكفي من الاحتياطيات النفطية التي تمكنها من زيادة كبيرة في المعروض إذا تطلب الأمر، وبدءا من اول نوفمبر سيرتفع المعروض المستهدف لبلدان اوبك العشرة الملزمة بقرارات الانتاج - وهي جميع الأعضاء عدا العراق وأنجولا - إلى 27,25 مليون برميل يوميا· وتشير تقديرات لرويترز إلى أنه في عام 2005 عندما كان أغلب أعضاء اوبك يزيدون الانتاج بشكل سريع لتهدئة الأسعار المتصاعدة تبنت المنظمة سقفا للانتاج يبلغ 28 مليون برميل يوميا وعرضت أكثر من ذلك في بعض الشهور· ورفعت السعودية في ذلك الوقت انتاجها إلى نحو 9,5 مليون برميل يوميا· وتملك السعودية أغلب الطاقة الإنتاجية الفائضة لاعضاء أوبك وتقول إن بإمكانها ضخ ما يصل إلى 11,3 مليون برميل يوميا· وتشير بعض التقديرات إلى تزايد الحاجة لامدادات اوبك هذا العام، وتقدر أرقام اوبك حجم الطلب على نفطها في الربع الأخير من العام عند 31,43 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 30,61 مليون برميل يوميا تمثل الانتاج في سبتمبر ايلول· وأبدت واشنطن قلقها من أسعار النفط ''شديدة الارتفاع'' وقالت إن هناك بواعث قلق بشأن امدادات الخام، لكن اوبك ترى أن استمرار ارتفاع الأسعار لن يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد العالمي، وقال اجوموجوبيا ''بالنسبة لمن يحتاجون الطاقة ربما يكون سعر 100 دولار للنفط غير مخيف بحسب قدرتهم على استيعاب ذلك السعر· قد تكون الاقتصادات في الغرب مختلفة قليلا· أوبك تنظر إليها كسوق عالمية''·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©