حكامنا العرب وخطوات إعادة الثقة

يعاني حكام كرة القدم في العديد من أقطارنا العربية، خصوصاً في مباريات الدوري المحلي من آفة التعصب البغيض الذي يحاول دائماً النيل من سمعة حكامنا داخل الملعب من خلال الهتافات الجماعية البذيئة التي تنال من سمعة الطاقم التحكيمي وتؤثر على أدائه·· من خلال ما تنقله بعض وسائل إعلامنا الرياضي المكتوب بشكل خاص من آراء المتعصبين، إداريين ومدربين وجماهير، والتي تشكك في ضمائر الحكام وحيادية قراراتهم وتضعهم في قفص التشكيك والاتهام الدائم· مثل هذا التعصب السيء كان سبباً رئيسياً في جلب الصافرة والراية الأجنبية لملاعبنا وفي مباريات الدوري المحلي تحديداً·· وهو الذي أفقد ثقة حكامنا الوطنيين بأنفسهم وأفقدهم ثقة الآخرين بهم·· وتتحمل قلة من اتحاداتنا الوطنية المسؤولية في ذلك من خلال الخضوع للضغط الإعلامي الذي ينقل ويواكب حملات التعصب التي تنال من سمعة حكامنا محلياً وقارياً ودولياً وتضعف فرص التواجد التحكيمي العربي على المستوى الدولي، والتي أكدتها السنوات الخمس الأخيرة التي شهدت تراجعاً واضحاً لمثل هذا التواجد في المسابقات الكروية الدولية وبشكل خاص في نهائيات المونديال· والموضوع - في رأيي - بحاجة الى وقفة ومراجعة وتحديد لعدد من الخطوات الايجابية المطلوب تحقيقها فوراً ودون أي تأخير·· أولى هذه الخطوات·· نشر ثقافة التحكيم وقوانين اللعبة على الجميع دون استثناء، بدءاً من الحكام واللاعبين والإداريين والمدربين·· وانتهاء بالإعلاميين والجماهير على حد سواء· ثانيها·· وحدة في الرأي والموقف والتوحد بين كل العاملين في مجال الإعلام الرياضي العربي المقروء منه والمرئي لمقاومة ظاهرتي الشغب والتعصب ونشر ثقافة اللعب النظيف والمنافسة الشريفة العادلة بين كل جماهير اللعبة دون استثناء· ثالثها·· تصميم واصرار من كل قيادات اللعبة واتحاداتها ولجانها التحكيمية على دعم الحكم العربي والثقة به ومنحه كل إمكانيات الدعم والصقل والتأهيل والمساندة· ويبقى في النهاية دور حكامنا العرب مهماً وأساسياً في إثبات وجودهم بالكفاءة والشجاعة والعدالة والمستوى المتطور والمقنع·!