السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قرة العين·· جديد الروائي جيلالي خلاص

20 أكتوبر 2007 01:34
في عودة جديدة للكاتب الروائي الجزائري جيلالي خلاص تطرق إلى موضوع مسكوت عنه، قلما تناوله الأدب الجزائري بعيدا عن تأثيراته الأيديولوجية، ممثلا في موضوع ''الثورة الزراعية''، حيث جاءت روايته الجديدة ''قرة العين'' الصادرة مؤخرا عن منشورات القصة في إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربية ، قوية، مكتوبة بلغة روائية متينة توحي بأن صاحب ''حمائم الشفق'' لم ينته روائياً، بل وجدا طريقا سرديا جديدا وعالما روائيا أوسع يخلق من خلاله شخوصا مغايرة وفضاء أوسع لعالم روائي أكثر كثافة وتميزاً· يروي جيلالي خلاص في ''قرة العين'' قصة علي لكحل العائد إلى ''تكوسة'' قريته الجبلية ليلقى مأساته، بعد سبع سنوات قضاها مجاهدا في الجبال، يعود إلى أهله متوّجا بالنصر، وبثروة عظيمة، فيردد ''شاهدت وعشت وقرأت وحفظت الشيء الكثير·· أحس أني أهل لمواجهة صعوبات الحياة هنا في قريتنا''· عاد علي لكحل إلى قرية ''تكوسة'' بينما كانت تمطر، عاد إنسانا جديدا، محمّلا بالحكمة وبالرغبة في بناء نفسه، معتمدا على أرض ''بوزاهر''، وقد منحها له والده الحاج أحمد، وأرض ''بوزاهر'' مثل المرأة ''تتبختر في وضعيتها الشبيهة بوضعية عذراء منيعة معتزة، وهي ترتدي سهوبها الرمادية··''· يقضي علي لكحل حياته وسط الطبيعة، سعيدا ومحترما، يفلح أرضه فيتزوج، ويساعده الفلاحون وتنبت الأرض خيرات وفيرة· تدور أحداث الرواية وسط الطبيعة، وقد تمكن جيلالي خلاص من نقل تفاصيلها بدقة وقدرة على الوصف، فالشمس تشرق على أرض ''بوزاهر''، وعلي لكحل يداعب أحلامه، يبحث عن الزوجة ويرأف على حصانه الذي قتله والده الحاج أحمد رأفة به بعد أن تعرض لجراح جعلته يئن ويتعذّب· ولا يفوت علي لكحل الذي بدا في الرواية انسانا لصيقا بالطبيعة، حساسا، وميالا للتأمل، أي فرصة للتقرب من الناس وطرق أبواب الحكمة· وتمكن خلاص في هذه الرواية من أن يعطي الطبيعة حضورا قويا، بشكل يذكر القارئ برائعته ''رائحة الكلب''، فالحديث عن الطبيعة في هذه الرواية، يعد بمثابة معادل موضوعي للتعبير عن إنسانية بطله علي لكحل، فللروائي عدة أعمال في مجالي القصة والرواية منها: خريف رجل المدينة (1979م)، نهاية المطاف بيديك، الخبز والإسمنت (دراسة 1981م)، رائحة الكلب (رواية 1985م)، حمائم الشفق (رواية 1986م)، عواصف جزيرة الطيور (رواية 1988م)، السفر إلى الحب (1977م)، بحر بلا نوارس (رواية 1998م)، زهور الأزمنة المتوحشة (رواية 1998م)· كما ترجم عدة أعمال من الفرنسية إلى العربية· وله أعمال للأطفال منها: مرارة الرهان (1984م)، الديك المغرور (1984م)، أول كاتب فاز بجائزة نادي الحضارة·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©