الترويكا الأوروبية أمام اختبار صعب اليوم

مع وصول وزراء خارجية ''الترويكا'' الأوروبية الى بيروت، تحدثت مصادر دبلوماسية أوروبية في العاصمة اللبنانية عن مناخات غير مواتية حول إمكانية تجاوب ''الموالاة'' والمعارضة مع رغبة دولهم في إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني في موعده الدستوري وسط توقعات بتأجيله الى 30 الجاري· وأكدت المصادر لـ''الاتحاد'' أن وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وإيطاليا ماسيمو داليما وإسبانيا ميجيل انخل موراتينوس، سيحاولون اليوم السبت إحياء طاولة الحوار اللبناني - اللبناني، حيث وجهوا دعوات مسبقة الى الذين شاركوا في لقاء ''سان كلو'' وأقطاب الحوار الرئيسيين للقاء موحد يجمعهم على مأدبة عشاء فرنسية النكهة، أعد لها جيداً في مقر السفارة الفرنسية ·ويأمل الوزراء الأوروبيون الثلاثة في تجاوب فريقي الاكثرية والمعارضة مع الدعوة في مسعى أخير للتوصل الى توافق على مرشح للرئاسة· وقالت المصادر ان أوروبا تولي أهمية خاصة لنجاح مهمة وزراء ''الترويكا'' لان أحد نتائج اجتياز الاستحقاق الرئاسي اللبناني بنجاح ينعكس إيجاباً على القبعات الزرق في الجنوب اللبناني، ويجنبهم هجمات محتملة من قبل منظمات ''إرهابية'' أصولية لإسقاط القرار الدولي رقم ·1701 وأبدت المصادر نفسها تخوفها على مستقبل ''يونيفل'' المعززة في حال ذهب لبنان الى الفراغ الرئاسي والفوضى، وأشارت الى ان المساعي الدولية لحمل الأطراف اللبنانية الى التوافق لم تأت من فراغ بل هي مبنية على محاذير كبيرة توافرت لدى المخابرات المتعددة الجنسيات حول امكانية استغلال الإرهابيين لأية فوضى وشن هجمات قاتلة على قوات ''يونيفل'' وهذا ما تخشاه جميع الدول المشاركة في هذه القوات· في غضون ذلك أكد وزير الخارجية التركي علي باباجان في بيروت تمسك بلاده بوحدة واستقرار لبنان ودعا الى انهاء الازمة السياسية· وقال باباجان في ختام لقائه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ''نود رؤية نهاية للأزمة السياسية الحالية من خلال الحوار والمصالحة''· وأضاف ''نحن في جمهورية تركيا نبذل جهدنا للمساعدة في احلال الامن والسلام في لبنان''، مؤكدا ان ''تركيا تعلق أهمية كبيرة على وحدة لبنان واستقلاله وسيادته''· وتابع ان ''الاستقرار في لبنان يرتدي اهمية كبيرة جدا لمنطقتنا''· ورفض القول ما اذا كان يحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه في السابع من اكتوبر في دمشق· وقال الوزير التركي ''نحن على استعداد لتسهيل الوصول الى الاستقرار والمصالحة من خلال الحوار''· والتقى باباجان اثر ذلك رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري· وقال بعد لقائه بري ان ''المشاكل في المنطقة يجب ان تحل عبر الحوار السياسي ولا شيء غير ذلك''· ثم استقبل زعيم الغالبية النيابية اللبنانية سعد الحريري الوزير التركي· وتوجه باباجان اثر ذلك الى جنوب لبنان لتفقد الكتيبة التركية العاملة ضمن القوة الدولية في جنوب لبنان (يونيفل)· وعلمت ''الاتحاد'' ان الوزير التركي نقل الى المسؤولين اللبنانيين أجواء سورية هادئة وداعمة لتوافق اللبنانيين على رئيس للجمهورية غير معادٍ لدمشق، وأبلغهم بأن زيارة الرئيس بشار الاسد الاخيرة الى انقرة كانت مثمرة وتم التوافق خلالها على أهمية تمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني بهدوء· واللافت ان السجال السياسي تصاعد بين أقطاب المعارضة والموالاة عشية دخول لبنان ''غرفة العناية المركزة'' الأوروبية، ودعا رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع النواب الذين ينتمون الى فريق ''14 مارس'' الى التوجه الى البرلمان في 23 الجاري في حال عدم التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية بمن حضر· واعتبرت مصادر المعارضة ان التصعيد المؤقت والمبرمج الذي يعتمده صقرا الاكثرية جعجع وحليفه رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط ضد التوافق والعزف على وتر انتخاب رئيس من فريق ''14 مارس'' بنصاب (النصف زائد واحد)، ينم عن نوايا سيئة تبعث على التشاؤم· وقالت المصادر لـ''الاتحاد'' ان ما يعلنه جنبلاط وجعجع، يعني إفشال كل مساعي التسوية والذهاب بالبلاد الى المجهول وهذا ما لن تسمح به المعارضة التي أعدت العدة للتصدي لأية محاولة تهدف الى إدخال البلاد في أتون الصراع المذهبي والفوضى مهما كانت التضحيات· وحده الرئيس بري باقٍ على تفاؤله ومصمم على رفع منسوب التوافق رغم العراقيل، وقال لجريدة ''النهار'' اللبنانية امس: ''التوافق آتٍ آتٍ حتماً''، وعزا تفاؤله الى ''ان المتضررين من التوافق وجمع كلمة اللبنانيين وإشراكهم في هذا الاستحقاق الرئاسي يصعدون ويوسعون حملتهم على مشروع التوافق الذي يريح اللبنانيين ولا يوصلهم الى الخسائر والافلاس والضياع السياسي''·وجزم بري على انه سيتم انتخاب رئيس للجمهورية وقال: ''سيكون للبنان رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية وان كره الكارهون''· ونقل زوار عين التينة عن رئيس البرلمان قوله: ''ان الحوار مع زعيم الاغلبية النيابية النائب سعد الحريري ليس مقطوعاً، معولاً أهمية خاصة على دور بكركي في التوصل الى وفاق بشأن الرئيس العتيد''·