الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كورنيش أبوظبي .. يسهر مع موســـــيقى العالم

كورنيش أبوظبي .. يسهر مع موســـــيقى العالم
25 ابريل 2009 00:09
بدأت فعاليات مهرجان ووماد على كورنيش أبوظبي أول من أمسص، كأول حدث موسيقي من نوعه في الشرق الأوسط. قدم المهرجان تشكيلة رائعة من العروض المميزة، شارك فيها أكثر من عشرين فنانا وفنانة من مشاهير العالم. الفرق المشاركة قدمت من مختلف أنحاء العالم، وكان من بينهم فنانون حائزون على جوائز دولية رفيعة. وكان للجمهور فرصة نادرة ليشهد موسيقى العالم تفترش سجادة كورنيش أبوظبي الخضراء، ليستمتع بعروض موسيقية وغنائية حية تعبر عن تراث وتاريخ دول من مختلف أنحاء العالم. أقيمت الفعاليات في الهواء الطلق إلى جانب ورشات عمل فنية، مماجعل منها مناسبة مثالية لقضاء أوقات رائعة. بالإضافة إلى الفعاليات التي أشعلت سماء أبوظبي بالألعاب النارية، والتي أدخلت السرور على الكبار والصغار، وذلك على نغمات «ملك الراي «الشاب خالد الذي رقص مع الحضور في ختام الحفل على أنغام موسيقاه المميزة. الشاب خالد يشد الجمهور لساعات متأخرة من الليل استطاع الشاب خالد أن يشد الجمهور لساعات متأخرة من الليل، بحيث جاءت الجماهير من كل حدب وصوب للاستماع إلى أغانيه التي من خلالها سافرت في الزمن لتربط أواصل المحبة وتربط خيوط التواصل مع بلدانها وحنين للأوطان يتلاشى ساعات على أرض أبوظبي حيث سافر الجميع عن طريق أغانيه وموسيقاه إلى عنان السماء، أستطاع أن يغني للهوية وللمغرب العربي ولوحدة الشعوب، ربما لهذا السبب فضل سفير الأغنية العربية بدل ملك الراي كما قال. وكان من المقرر حسب جدول وترتيب المشاركين في المهرجان أن يغني ساعة واحدة لكن إلحاح الجمهور وحبه أرغما خالد أن يستمر 45 دقيقة إضافية راضيا محاولا إسعاد جمهوره العريض، وما تقرر دور الشاب خالد على الساعة الثانية عشرة ليلا إلا ذكاء من المنظمين حتى يضمنوا الحضور الجماهيري الكبير، ونجحوا في ذلك، بحيث جاءت كل الجنسيات تفترش الرمال وتنتظر بشغف دور الشاب خالد، ومنهم من جاء مبكرا ليحضر كل العروض، ومنهم من استغل هذا الفارق الزمني ليأخذ قسطا من الراحة ليستعد لبداية سهرة صباحية مع ملك الراي. وقد حضر حفل الشاب خالد وفق ما قاله أحد رجال الأمن ما يناهز 15 ألف متفرج، الذين جاؤوا من كل الإمارات الأخرى للاستمتاع، واستمر الحفل إلى غاية الساعة الواحدة و45 دقيقة صباحا، واستمرت حشود الجماهير في ترديد الأغاني والرقص على موسيقاه ولم يستثن من ذلك حتى الأطفال. واستطاع تلبية رغبات كل الجمهور الحاضر بحيث غنى : يامينة، بختة، وهران، عبد القادر يابوعلام ياراي يا راي، دي دي، عيشة.. واستطاع خالد أن يشد انتباه الجمهور بطريقته المتميزة في الآداء وكذلك الوصلات الموسيقية التي تؤديها الفرقة الموسيقية ببراعة بحيث برع عازف الكمان في العزف بطريقة فردية فحبس الأنفاس، كما تألق عازف العود عبد الواحد الزعيم بأدائه المتميز والجميل واستطاع انتزاع تصفيقات وإعجاب الجمهور، وكذا عازف الأورك والساكسيفون.. وفضحت فلاشات الكاميرات وعدساتها المعلقة نحو الشاشات ومنصة العرض إعجاب وشغف الجمهور بالشاب خالد وأغانيه وموسيقاه المتميزة. ووصل الحفل أوجه عندما قدم الشاب خالد أغنية «عبد القادر يابوعلام» تصحبها ولأول مرة الطبل البنجابي للفنان الهندي «جوني كالسي» من فرقة ذا دول فاونديشن التي تقدم الاستعراضات الموسيقية في مهرجانات ووماد حول العالم، وموسيقا هذه الفرقة ظهرت في العديد من أفلام هوليود كما عزفت موسيقاها في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لدول الكومنولث في ملبورن ونجح خالد بشكل مبهر في إدخال هذا الإيقاع الشهير لمصاحبته ولأول مرة أغنية عبد القادر يابوعلام، وقد تكون هذه بداية التعاون مع الهند لتحقيق انتشار أوسع في آسيا، وفي هذا السياق صرح عازف العود عبد الواحد الزعيم في حديث خاص لدنيا الاتحاد :» الشاب خالد تعرف على جوني كالسي عندما كان يسجل ديو مع الفنانة الهندية، وتعتبر هذه الآلة فنية حديثة يستعملها خالد في أغنية عبد القادر يابوعلام وعلى أرض أبوظبي، ونحن جد سعداء بهذا النجاح وهذا التفاعل الكبير مع الجمهور، ولعل هذا يعتبر مقياسا يقاس عليه نجاحنا في كل ربوع العالم خاصة وأن ما شاهدناه اليوم من تفاعل كبير من كل الجنسيات.» لم يكن خالد يرتب أغانيه في هذه السهرة عبثا بل بدراسة، ونجح في ذلك بحيث جاءت أغنية دي دي في المرتبة ما قبل الأخيرة في السهرة بعد أن غنى لأبوظبي وغنى للغربة ونجح في تأدية الموال، وتفاعل الجمهور بشكل ملفت أما قمة تألقه عندما صدح بأغنية « عائشة» حيث ناب الجمهور عن الشاب خالد في ترديدها وتعالت الأصوات تشدوا بعيشة رغم صعوبة نطق بعض كلماتها بالفرنسية. ومن الأغاني التي حركت الدواخل، أغنية «عيشة» التي رددها الجمهور مع الشاب خالد كلمة كلمة رغم صعوبة وعدم فهم كلماتها من طرف الجميع، ومما حدث أن امرأة أغمي عليها بعد سماعها أغنية عيشة، منهم من فسر الحادث الطارئ على أن ذلك حالة من جراء الإعياء والانتظار الطويل، ومنهم من قال إنها حالة نفسية روحانية تحدث لبعض الناس لسماعهم هذه الأغنية حيث يدخلون في حالة من الإغماء ثم يتمتمون ببعض الكلام الغير مفهوم.” حلقات راقصة بلغة واحدة وموسيقى من قلب القارات استقبل كورنيش أبوظبي مساء الخميس تحول الكورنيش على امتداد المسافة الفاصلة بين المسرحين الشمالي والجنوبي إلى كرنفال فني وشعبي حافل لم يقتصر على عروض الفنانين، إنما كانت مجموعات الشباب تشكل حلقات للرقص وترديد الأهازيج المنسجمة مع أغاني الفرقة البرازيلية حتى اللغة لم تعد عائقا لأن الفن وحد اللغات كلها كما وحد المشاعر والأحلام. مارسيو لوكال هذا النجم البرازيلي المتألق يعبر بأغانيه عن روح مدينة ريو دي جانيرو وجذورها الضاربة في أعماق التقاليد الأفرو- برازيلية. وهو يواصل إبداعه الفني مفعماً بالتجديد واستخدام أصوات وأساليب مبتكرة باستمرار، دون أن يتخلى عن روح الشعب الأصيلة. ويمتاز هذا الفنان بدمج العناصر التقليدية النابعة من التراث الأفريقي والبرازيلي الأصيلة مع موسيقى البلوز، وهو يعبر في موسيقاه عن طبيعة بلاده الجميلة، بغاباتها ونهرها العظيم، بينما تفيض أغانيه بروح التقاليد الشعبية في كل من أفريقيا والبرازيل، وهو يزيدها رقة وعذوبة بما يسكب فيها من مشاعر وأحاسيس وجدانية حافلة بالتجديد. كأني في وطني وبعد انتهاء الحفل وبمساعدة المنظمين كان لـ»دنيا الاتحاد» لقاء مع هذا النجم البرازيلي الذي رفع أكمام قميصه ليكشف لنا عن صور الوشم الذي زين بها ذراعيه، يقول: أنا مسرور جدا للمشاركة في هذا المهرجان، شعرت كأني في بلدي، لأن البرازيل ليست كلها غابات عندنا مناطق مشابهة لمدينة أبوظبي وهذا جعلني أشعر كأنني في وطني، أما بالنسبة للموسيقى يقول الفنان توجد علاقة جيدة بين أفريقيا والبرازيل إذا كانت موسيقانا فيها عناصر أساسية من أفريقيا لأنها متشبعة بالتراث البرازيلي. ويضيف بأن الفرقة سوف تتعرف على بعض الفرق الفنية التراثية في الإمارات ليكون هناك تعارف وتواصل بيننا في المستقبل. ..«قيثارة حزينة» حملت روحاً شرقية سعاد ماسي تقدم وجبة موسيقية على أنغام الفلامنكو الفنانة الجزائرية سعاد ماسي ذات الصوت النقي الحزين، قد كان أغلب جمهورها من الشباب والمراهقين، الذين استشعروا رهافة أغنياتها، الممزوجة برقة ملامحها، وهو ما أعطى أغانيها بعداً حالماً مغرقاً في الرومانسية، برغم استخدامها للألحان الغربية المتمثلة في موسيقى الروك والبوب، والفلامنكو، والتي انصهرت جميعـــً وأخرجت لنا الجمــــل والتراكيب الموسيقية المصاحبة لأغانيها. التقت «دنيا» الاتحاد، مع بعض من الجمهور الذي استمتع بالفن الراقي الذي قدمته سعاد، حيث ذكرت سماح ضيف، أنها وللمرة الأولى تشاهد سعاد، حيث أعجبتها الأغاني التي قدمتها بشكل كبير، لما بها من عذوبة وبعد عن الغناء التقليدي المفعم بالصوت العالي وارتفاع طبقات صوت المغني عن الحد المألوف، الذي غالباً ما يصاحب حفلات موسيقى الروك والبوب، بالإضافة إلى أن ملابسها البعيدة عن العُري والابتذال جعلت من يتابعونها يفعلون ذلك بغرض الاستمتاع بتلك الوجبة الفنية الراقية وليس مجرد متابعة لمظهر المطربة أو ملابسها. أما صديقتها عالية شعيب فقد أكدت أيضاً على أن سعاد ماسي مطربة معروفة برقتها وعندما علمت بأنها ستأتي وتقدم أغنياتها على شاطئ أبوظبي، سارعت بالمجيء إلى هنا، سيما وأنها كانت تتابع أغنياتها عبر شبكة الانترنت، والآن واتتها الفرصة لرؤيتها وجهاً لوجه. حسان فتوح أشار بدوره أن استخدام شاطئ أبوظبي في الترفيه عن سكان المدينة من المواطنين والوافدين على حد سواء بإقامة مثل هذه المهرجانات العالمية، يعتبر دليلاً ملموساً وشاهداً حياً على الجهود المبذولة دائماً لإسعاد وراحة كل الموجودين على أرض الامارات، وأوضح أيضاً، بالرغم من أنه ليس من محبي الموسيقى الغربية بأنواعها، إلا أن الطقس الرائع ومجانية الاستمتاع بهذه العروض، شجعه على المجئ إلى الشاطئ ومتابعة فعاليات مهرجان ووماد، ومنها الحفل الموسيقى الذي قدمته سعاد ماسي، الذي ارتأى أنها تمتلك حنجرة مميزة وصوتاً ملائكياً يطغي في تأثيره على الآلات والموسيقى الغربية المصاحبة لأغنياتها. موسيقى دينية شعائرية بروح باكستانية إيقاعات صوفية تعطر ليالي أبوظبي كان للموسيقى الصوفية حضورها الراقي في المهرجان قدمتها فرقة من باكستان ممثلة بالأخوين رضوان ومعظم قوالي وهما من أبناء شقيق الموسيقار الشهير نصرة فاتح علي خان. وكان هذا الفنان الرائد يحمل شعلة الموسيقى الدينية الشعائرية التي تخترق الحواجز الثقافية واللغوية والدينية لتجمع المشاعر والتطلعات الوجدانية في موسيقى تجسد الروحانية الصوفية في الدين الإسلامي عبر استخدام التصفيق الإيقاعي والقرع على الطبول والآلات الوترية، وبذلك تكون الموسيقى وسيلة للتنوير والتسامي بالنفوس. وبعد نهاية العرض تحدث لنا الفنان رضوان قائلاً: الحركات الصوفية في باكستان قديمة ولها تقاليدها المتوارثة من جيل إلى جيل، وتقديم هذه الموسيقى الإيقاعية ترتقي بنا جميعاً من لغة الأجساد إلى لغة الأرواح، وتجعل الجميع قريبين من بعض بوجدانهم ومشاعرهم الصافية. وأنا مسرور بزيارتي إلى أبوظبي ومشاركتي في هذا المهرجان العالمي الكبير، لقد استمتعنا بسماع ألوان من موســـيقى الفرق الأخرى، كما اسمعناهم لوننا الخاص. وكان الفضل في ذلك لأبوظبي والمشرفين على هذا المهرجان. «صقور المقابيل» الإماراتية تحلق بتراثها مع الجاز في خطوة جريئة لنقل الفولكلور الإماراتي من المحلية إلى العالمية، شهد كورنيش أبوظبي، أول محاولة لمزج الموسيقى والغناء الإماراتي بموسيقى الجاز، بشكل أدهش الحضور ومثّل مفاجأة لهم، لرؤيتهم لهذا المظهر المبهر والحداثي للغناء والرقص الإماراتيين، وكان ذلك من خلال التعاون بين فرقة «صقور المقابيل» و فنان الجاز كمال مسلم وفرقته، حيث تحولت ساحة الحفل إلى حلبة رقص كبيرة شارك فيها الجمهور الكثيف الذي حضر العرض على اختلاف جنسياته وفئاته العمرية، حيث رقص الأفريقي إلى جوار الأوروبي والآسيوي، في تناغم ثقافي وروحي قل أن يندر في مناسبة موسيقية ليؤكد وبحق أن الموسيقى لغة عالمية، ويمكن أن تفعل الكثير في سبيل التقارب بين الشعوب والثقافات. التقينا أصحاب الفكرة وسألناهم عن تلك التجربة ومدى نجاحها، وعن استعدادهم لخوضها مرة أخرى، خاصة بعد الصدى الطيب التي لاقته بين الجمهور. تحدث السيد عبد الله العامري في البداية فأشاد بفرقة صقور المقابيل التي ساهمت في إظهار الفن الإماراتي بهذا الشكل الجذاب والجديد، وذكر أن هذه الفكرة جاءت منذ حوالي ثلاثة أشهر ولكنه لم يكن يتوقع نجاحها بهذا المستوى، ولذلك فمن الطبيعي أن تُعاد التجربة في المهرجانات الموسيقية التي ستقام على أرض الإمارات، أو التي سيتم المشاركة فيها عالمياً. ثم التقينا اصحاب النجاح وهم أعضاء فرقة صقور المقابيل، ومنهم، محمد عبد الله المقبالي، الذي ذكر أن هذه التجربة جديدة تماماً وتحدث لأول مرة في أي دولة في منطقة الخليج العربي، حيث تم مزج موسيقى الجاز بالتراث الإماراتي، محاولين وضع الموسيقى الإماراتية في قالب جديد يخرج بها عن حدود المحلية إلى المتلقي غير الإماراتي، حيث استطعنا تقديم فننا الشعبي إلى العالم في صورة جميلة ومحببة، وهو ما رأينا صداه في تفاعل الجمهور غير المتوقع مع العرض الذي قدمناه، وهو ما سيعد دافعاً لنا لتقديم عروض مشابهة في أي فعاليات قادمة أو مهرجانات نشارك بها، ومنها مهرجان ووماد الذي سيقام في لندن في مايو من هذا العام، كما أوضح المقبالي أن هذه هي المحاولة الثانية لإحداث تغييرات على طريقة تقديم التراث الإماراتي، حيث قامت فرقته من قبل بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة ضمن العناصر الرئيسة في العروض التي تقوم بها الفرقة، أما هذه المرة فقد قمنا بعمل مزج كامل بين موسيقى الجاز والأغاني والرقص الشعبي الإماراتي، حيث قمنا بالاختيار والتركيز على بعض الألحان الخاصة بالفرقة مثل «الخبيتي» و»الشعبي» واللون اليمني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©