الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلانات «منازل الأحلام» تثير النعرات الطبقية في المجتمع المصري

إعلانات «منازل الأحلام» تثير النعرات الطبقية في المجتمع المصري
25 ابريل 2009 00:14
تثير إعلانات عن مشاريع «فخمة» كاملة المواصفات تبث عبر الفضائيات غضب البسطاء وخصوصا الفقراء الذين نصيبهم من الثروة والمال لا يزيد عن 15 في المائة رغم أنهم يشكلون 85 في المائة من إجمالي سكان مصر، وفق إحصائيات صادرة هناك. وأشعلت تلك الإعلانات غيرة مشاهدين لا يزيد دخلهم السنوي عن 2000 دولار، فيما يطلب في الإعلان من الراغبين بتملك «منزل الأحلام» دفع قيمة مماثلة كقسط شهري. ومع نهاية الشوط الأول من مباراة مهمة في الدوري المصري تجمعت أسرة الحاج علي محمد أمام التلفاز حول مائدة الطعام. الكل يود أن يأكل بسرعة حتى يلحق بالشوط الثاني من المباراة. وخلال فترة الاستراحة لم تتوقف الفضائية عن بث إعلانات عن «فرصة» لتملك شاليه في الساحل الشمالي سعره يفوق المليوني جنيه، أما المبلغ المطلوب للحجز فلا يزيد عن مائتي ألف جنيه فقط! سيطرت الدهشة على أفراد عائلة الحاج علي الذي تبقى له في الوظيفة 3 سنوات، نظر أحدهم إلى والده وكأنه يود أن يتكلم. ولكن الحاج علي بادر بالقول: «هذه الإعلانات ليست لنا بل لأصحاب الثروة فمن سيدفع الملايين في فيلا لن يزورها سوى 3 أسابيع في السنة؟» من جهته، أكد محمود مصطفى (مهندس) أن تلك الإعلانات «مستفزة»، وتجعل الشباب يشعر بالعجز لأن الشباب الراغب في تكوين أسرة غير قادر على توفير شقة لا تزيد عن 75 مترا فيما المنتجعات تعج بفلل واسعة المساحات تكفي الواحدة منها لسكن عشرين عريسا وعروسة. ويتساءل: «كيف يكون شعور عاطل عن العمل عندما تصله رسالة إعلانية أن المتعة في الحياة تكمن في تملك منزل في المنتجع الجديد؟ هل يعلم أصحاب تلك المشاريع أن ملايين من المستهدفين بالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش؟» إلى ذلك، يرى المحرر الاقتصادي بدار أخبار اليوم ورئيس تحرير جريدة الأهلي اليوم محمد عبدالوهاب أن الإعلانات التي تعرض على الفضائيات هي ليست رسالة موجهة إلى الفقراء الشريحة الأكبر من حيث كثافة المشاهدة للفضائيات العربية. ولكنها رسالة مخصصة لـ 5% من جماهير الفضائيات». ويشير إلى أنه وبحسب الإحصائيات التي تنشر ما بين الحين والآخر فإن أكثر من 15% يملكون 85 في المائة من إجمالي الثروة في مصر. و85% من سكان مصر فقراء وطبقة متوسطة. والنوع الأول رزقه يومي لا يمكنه الادخار، فيما الطبقة المتوسطة ليس لها أحلام سوى أن تعيش مستورة. ويعتبر عبدالوهاب أن استغلال المباريات المهمة للتسويق لمشاريع الشركات الكبرى سيكون سببا في ولادة الحقد داخل نفوس الفقراء. ويقول صاحب مقهى شعبي في حي بولاق أبوالعلا مصطفى دلايل: «يتواجد في المقهى 4 شاشات تليفزيونية تمنح الزبائن متعة مشاهدة المباريات الكروية»، لافتا إلى أن الصراخ والتشجيع والحماس تنقلب إلى هدوء وتأفف حين تشرع الفضائيات ببث إعلانات المنتجعات والفلل التي تباع بالملايين. ويوضح الأربعيني محمد هاشم أنه كلما رأى الإعلانات في الفضائيات يتملكه العجز، ويشعر بأن عليه أن يعمل مائة عام إضافية وبأجر أعلى ليتمكن من امتلاك عقار في المدن الجديدة. ويضيف: «هذه الإعلانات تثير أحقاد الفقراء الذين يخذلون أمام أنفسهم وأبنائهم وزوجاتهم»
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©