الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسكندر لوقا يزاوج بين أدبَيْ السياسة والرحلات

أسكندر لوقا يزاوج بين أدبَيْ السياسة والرحلات
21 أكتوبر 2007 00:57
صدر عن دار طلاس رواية جديدة للأديب السوري الدكتور اسكندر لوقا حملت عنوان (غريب أنا في بيتي)، وفي هذه الرواية يزاوج لوقا بين الأدب السياسي وأدب الرحلات، من خلال قصة فنان تشكيلي شاب منخرط بالعمل السياسي، يغادر أرض الوطن سوريا هارباً من تهمة سياسية في نهاية الخمسينيات، ليحط به الرحال في هافانا· وهناك يلتقي بموسيقية، وتنشأ بينهما قصة حب، تتكلل بالزواج، لكن أحلامه بالعودة إلى أرض الوطن تبقى تحاصره، حتى تأتي الفرصة المواتية· فيحزم حقائبه عائداً، لكن البيئة السياسية المضطربة، تضعه أمام مآزق جديدة، فيقرر الرحيل مرة أخرى، ولكن إلى بلغاريا· إلا أن وفاة ابنته الصغيرة نتيجة حادث مؤلم يقوده مرة أخرى إلى أرض الوطن· وهكذا تدور أحداث الرواية عبر بطليها الرئيسيين بين الوطن والغربة، على خلفية مرحلة زمنية حرجة من تاريخ سوريا الحديث، فيما بعد الاستقلال وتشكيل الحكومات والانقلابات المتتالية، مروراً بأحداث الساحة الفلسطينية وصولاً إلى غزو لبنان عام 1982 والحرب الأهلية التي اندلعت فيه· ليخلص الكاتب إلى حكمة استمدها من الروائي الأميركي الشهير آرنست هيمنجواي، تقول بأن كل ما يجنيه الإنسان بعد التعب الشاق في حياته يتركه ويمضي· لكن الكاتب يرى أن الإبداع وحده هو ما يخلفه الإنسان وراءه بعد رحيله، ويضيف في مقدمة روايته: من المفارقات في الحياة أن لا أحد منا يملك بيده مفتاح مستقبله· المستقبل يتجسد أملاً لدى الإنسان، ولا يتجسد واقعاً بالضرورة، على النحو الذي يتمناه· إنه يسعى للوصول إلى هذا الهدف، ولكن ليس في استطاعته، حكماً، أن يحقق الصورة التي تمناها أو رسمها في مخيلته يوماً من الأيام· بطلا هذه الرواية، مع أنهما من بلدين متباينين كل التباين، في العادات والتقاليد والانتماء إلى الأرض والتاريخ، وبرغم ما واجهاه من عقبات وصعوبات وتبعات ظروف القهر والاضطهاد، حققا معظم ما تمنياه· إلا أنهما في نهاية الهرب إلى الأمام، شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة، مزودين بالأمل، كلّ منهما خسر ما كان يتمنى أن يلازمه حتى آخر العمر· كيف؟· هذا هو السؤال الذي سيبقى عالقاً في ذهن القارئ إن هو علم أن ما يبقى من الإنسان، بعد كل ساعات الفرح والحزن في حياته هو الإبداع، سواء أكان كلمة أم لوناً أم لحناً· الإبداع وحده هو الذي يخلفه الإنسان وراءه بعد رحيله عن دنياه، فيخلده· كذلك كان حال بطلي الرواية: موسى فيما أبدع من لوحات فنية، و ''ليديا'' فيما أبدعت من ألحان·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©