سيدورف صائد البطولات

يكمل لاعب خط وسط ميلان الهولندي الدولي كلارنس سيدورف عامه الخامس عشر من المشاركة مع أندية النخبة الأوروبية منذ أن بدأ مشواره الكروي مع أياكس أمستردام في سن السادسة عشرة و242 يوما مما جعله أصغر لاعبي النادي الشباب على الأطلاق، وعلى الرغم من بلوغه الحادية والثلاثين فإنه لا يزال يواصل الأداء بقوة الشباب، بل يمكن القول إنه الآن في ذروة عطائه ولعب دورا كبيرا وحاسما في فوز ميلان ببطولة دوري الأبطال الأوروبي في الموسم الماضي، ويعتبر حاليا من الأعمدة الرئيسية في خط الوسط إلى جانب البرازيلي المتألق كاكا، وبيرلو وجاتوسو· وقد أقنع سيدورف بأدائه المتطور مدرب المنتخب الهولندي ماركو فان باستن بضمه إلى تشكيلة المنتخب في نوفمبر الماضي بعد عامين من الغياب مما زاد من فرصه وحظوظه في المشاركة في بطولة الأمم الأوروبية 2008 في حال تأهل المنتخب الهولندي، بعد أن غاب عن المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا لعدم اختياره من قبل فان باستن· وعلى الرغم من أن البعض كانوا يعتقدون أن مشوار سيدورف الدولي قد وصل إلى نهاية المطاف، إلا أنه رفض الاستسلام لليأس وعامل السن وشق طريقه للعودة بقوة إلى التشكيلة البرتقالية· وفي معرض تعليقه على ذلك قال سيدورف لمجلة الاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا'' لقد أثمرت جهودي وعزيمتي في نهاية المطاف، حيث لم أفقد الأمل مطلقا في اللعب مجددا مع المنتخب''· وشارك سيدورف مع المنتخب الهولندي في 83 مباراة دولية وأحرز 11 هدفا، وخاض معه بطولة الأمم الأوروبية أعوام 1996 و2000 و2004 ونهائيات كأس العالم ·1998 إنجازات غير مسبوقة مهما كان الذي سيحققه سيدورف مستقبلا سواء على مستوى المنتخب أو ميلان، فإن اسمه سيظل مرتبطاً على الدوام ببطولة دوري الأبطال الأوروبي التي دخل سجل أرقامها القياسية من أوسع الأبواب، حيث يحسب له أنه وفي سن السابعة والعشرين وبعد فوز ميلان على يوفنتوس في المباراة النهائية وحصوله على الكأس الأوروبية أصبح اللاعب الوحيد الذي يفوز بها للمرة الثالثة مع ثلاثة أندية مختلفة بعد فوزه بها مع اجاكس عام 1995 وريال مدريد في عام ،1998 ثم فاز بها للمرة الرابعة مع ميلان في الموسم الماضي 2006/·2007 وعلى الرغم من الإنجازات والأرقام القياسية التي حققها حتى الآن إلا أن سيدورف لا يزال يطمح في الفوز بإحدى البطولات القارية أو العالمية مع المنتخب الهولندي وقال ''لقد حان الأوان لتحقيق شيء جديد لم أحققه من قبل على المستوى الدولي وما تزال لدي الفرصة للعب في بطولة الأمم الأوروبية عام 2008 أو نهائيات كأس العالم ،2010 لتكون مسك الختام لمشواري الكروي الذي بدأ يقترب من نهايته''· الحظ وحده لا يكفي كان سيدورف محظوظاً باللعب دائما في الأندية المناسبة وفي التوقيت المناسب وحالفه الحظ كثيرا في تحقيق أعظم إنجازاته وأرقامه القياسية معها، ويعترف سيدورف بذلك في لقائه مع مجلة الفيفا حيث قال ''إنني أعترف بأنني كنت محظوظا، ولكن الحظ كان جزءا من ذلك فقط، فالمرء يحتاج لبعض الحظ للفوز ببطولة دوري الأبطال، ولكنه يحتاج أيضا ليكون جاهزا من الناحية الفنية والبدنية واتخاذ القرار المناسب، بل أن الأكثر أهمية هو أن تتوفر لديه الذهنية السليمة، إن الأمر لم يكن سهلا بالنسبة لي للرحيل عن أجاكس في سن التاسعة عشرة، والشيء نفسه ينطبق على قرار رحيلي من ريال مدريد، ثم من الانتر إلى ميلان''، وكان سيدورف قد انتقل من الانتر إلى جاره ميلان في عام 2002 وقام بتجديد عقده مع ناديه مؤخرا حتى عام 2011 مما يعني أنه يرغب في إنهاء مشواره الكروي في سان سيرو مع النادي الذي حقق معه العام الماضي الفوز ببطولة دوري الأبطال للمرة الرابعة في مشواره الكروي والسابعة بالنسبة للنادي الإيطالي، ولعب سيدورف دورا كبيرا في فوز ميلان بتلك البطولة سواء من خلال أهدافه الحاسمة أو تمريراته القاتلة لزملائه المهاجمين· وعلى الرغم من البداية الضعيفة لسيدورف في بداية الموسم الحالي مما حدا بالمدرب انشيلوتي لإبقائه على دكة البدلاء لفترة، إلا أنه سرعان ما استعاد فورمته وقوة أدائه وعاد بقوة لاحتلال مكانه في التشكيلة الأساسية ، وقال سيدورف لمجلة الفيفا ''لم أكن مطالبا بإثبات شيء لأي شخص آخر، بل كنت أعرف أن العمل الشاق الذي أقوم به من أجل الفريق يتم بالطريقة المناسبة والسليمة، وقد كافحت للوصول إلى أعلى مستوى من إمكانياتي وطاقاتي خلال الأسابيع القليلة الماضية وأشعر بالمسؤولية التي أتحملها في هذا الجانب، كما أنني سعيد بالعودة إلى قمة مستوى أدائي ولم أشعر بهذا المستوى من اللياقة البدنية منذ فترة طويلة، كما أن المدرب أتاح لي الفرصة للتدريب المكثف مما أفادني لحد كبير خاصة وأنني كنت أسافر كثيرا ولا أجد الفرصة الكافية للتدريب''· إشادة جماعية وكان تطور مستوى سيدورف واضحا لكل المراقبين بما في ذلك ريكاردو سيلفا المسؤول عن قناة نادي ميلان التلفزيونية الذي قال لمجلة الفيفا بأن طاقاته تفجرت في مركزه ودوره الجديد، وعلى الرغم من أنه لا يتميز بالسرعة مثل كاكا وجاتوسو، إلا أنه يتمتع بالذكاء في الحركة في التوقيت المناسب، كما وصفه بأنه ''أحد أفضل عشرة لاعبي خط وسط في العالم، كما أنه يتميز بشخصية كارزمية والحس التكتيكي، وهو فرد في مجموعة صغيرة من كبار اللاعبين مثل باولو مالديني الذين يعول عليهم انشيلوتي كثيرا بسبب خبرتهم ويستمع في كثير من الأحيان لآرائهم في المسائل التكتيكية''، وكان بيليه قد صنف سيدورف في مارس 2004 من بين أفضل 125 لاعبا على قيد الحياة· وربما يكون كاكا قد خطف الأضواء من بقية لاعبي الفريق في الآونة الأخيرة بأدائه المتميز وبوصفه المنقذ في كثير من المباريات، إلا أنه كان من أوائل الذين اعترفوا وأشادوا بإسهامات سيدورف ودوره الكبير في الموسم الماضي حيث قال ''يعتبر وجود سيدورف في التشكيلة مهما بالنسبة لميلان، وكان أداؤه متميزا أمام بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، وأثبت بذلك أنه لاعب كبير لا يشق له غبار''· آراء جريئة ولكن! على عادة اللاعبين الهولنديين فإن سيدورف يحب دائما أن يعبر عن رأيه، وكان ذلك يتوافق نوعا ما مع فلسفة أنشيلوتي التدريبية التي تعتمد على الحوار، إلا أن آراء سيدورف الجريئة لم تكن تحظى بالقبول لدى عدد من مدربيه السابقين بما في ذلك مدرب المنتخب الهولندي الأسبق ديك ادفوكات الذي رفض الاستجابة لطلبه في عام 2004 للعب خلف المهاجمين مباشرة وفضل بدلا عن ذلك إشراك فان دير فارت في هذا المركز، وبرر ذلك بأن الأخير لديه القدرة على التسجيل بشكل أفضل من سيدورف الذي قال بأنه رفض ذلك ووصفه بأنه يحب دائما المجادلة، إلا أن البعض قد يسيء تفسير ذلك ويذهب إلى الاعتقاد بأن سيدورف يحب المناكفة وعدم الانصياع لتعليمات المدربين، ولكنه على العكس من ذلك تماما يتميز بالانضباط التكتيكي، ويعتبر نفسه نموذجا مصغرا للاعب خط وسط هولندا الأسبق ومدرب برشلونة حاليا فرانك ريكارد خاصة فيما يتعلق بتهدئة اللعب وتوجيه زملائه داخل الملعب· دور اجتماعي أما خارج الملعب فإن سيدورف يعيش حياة هادئة مع زوجته البرازيلية وطفله الرضيع دينزيل سيدورف المولود هذا العام، كما أنه له ابنة بالتبني عمرها 11 عاما، وحينما سئل في بداية الموسم عن رأيه في الدور الاجتماعي للاعبي الكرة قال ''إننا كلاعبين لدينا مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، حيث إننا نرغب بشدة في عودة الأسر إلى المدرجات ولكن يتعين علينا أن نمد أيدينا إليهم وأن نكون قدوة ونموذجا يحتذى''· وتطبيقا لهذا المفهوم والدور الاجتماعي قام سيدروف بتأسيس منظمة خاصة للأعمال الخيرية تحمل اسم ''أبطال من أجل الأطفال''، كما ساهم في بناء استاد كروي، وفريق لسباقات الدراجات النارية في مسقط رأسه سورينام· السيرة الذاتية تاريخ الميلاد: 1/4/·1976 مكان الميلاد: باراماريبو ، سورينام· الجنسية: هولندي· المركز: خط وسط· الطول: 176 سم· الوزن: 77 كيلوجراما· الأندية التي لعب لها: 19951992 اياكس أمستردام· 19961995 سمبدوريا· 19991996 ريال مدريد· 20022000 الانتر· 2002 وحتى الآن في نادي ميلان· الألقاب والبطولات مع أياكس: بطولة الدوري الهولندي في عامي 1994و·1995 بطولة السوبر الهولندية عامي 1993 و·1994 بطولة دوري الأبطال عام ·1995 مع ريال مدريد: بطولة الدوري الأسباني ·1997 بطولة كأس السوبر الأسبانية ·1997 بطولة دوري الأبطال الأوروبي ·1998 مع ميلان: بطولة الدوري الإيطالي في موسم 2003/·2004 بطولة كأس إيطاليا في موسم 2002/·2003 بطولة كأس السوبر الإيطالية عام ·2004 بطولة دوري الأبطال الأوروبي عامي 2003 و·2007