الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا وأميركا: هل ولّى زمن العلاقات الباردة ؟

روسيا وأميركا: هل ولّى زمن العلاقات الباردة ؟
25 ابريل 2009 00:21
مر أقل من شهر على اللقاء بين الرئيسين أوباما وميدفيديف، والذي تم فيه إعطاء انطلاقة جديدة للعلاقات الأميركية - الروسية ومثّل نهايةً رمزية لسنوات من ''العلاقات الباردة''• غير أن عقبات كثيرة أخذت في الظهور وما زالت تحول دون تحسن العلاقات• وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهر ما يؤشر على خلافات عميقة بين موسكو وواشنطن، ويؤكد أن تبادل الابتسامات والمصافحات الحارة خلال المؤتمرات لا يكفي للتقريب بين البلدين• ورغم أن المشاكل ليست من النوع الذي لا يمكن التغلب عليه، فإن الخبراء يقولون إنها قد تكون مؤشراً صغيراً على ما سيأتي في المستقبل، هذا بينما يحاول المفاوضون الروس والأميركيون إيجاد لغة مشتركة بعد عدة سنوات من عدم التفاهم• وفي هذا السياق، يقول ''دميتري سوسلوف''، الخبير بـ''مجلس السياسيات الخارجية والدفاعية'' المستقل في موسكو، إنه لا يستطيع ''فهم لماذا كان بعض المراقبين يتحدثون مؤخراً عن بداية جديدة للعلاقات بيننا''، مضيفاً أنه يفضلُ ''التحدث عن توقف لنمو الميول الخطيرة• الآن، وبعد شهر العسل، عدنا إلى الوقائع المرة''• وفيما يلي بعض المؤشرات التي ظهرت مؤخراً وتؤكد ضرورة ''السير ببطء'': - قررت موسكو الغاضبة، قبل بضعة أيام، إلغاء واحد من أول اجتماعاتها المقررة مع ''الناتو''، وذلك بعد أسابيع على قرار التحالف الغربي خلال اجتماع قمة مؤخراً استئناف الحوار الذي كان قد جُمد عقب حرب روسيا مع جارتها جورجيا الصيف الماضي• والسبب، حسب سفير موسكو لدى ''الناتو''، دميتري روجوزين، هو رفض الغرب إلغاء مناورات عسكرية ''استفزازية'' تشارك فيها 19 دولة في شرق جورجيا الشهر المقبل تحت رعاية ''الناتو''• وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع قناة ''بي بي سي'' يوم الثلاثاء إن ''البرودة التي اعترت علاقاتنا مع ''الناتو'' مؤخراً تعكس مشاكل واضحة في الحوار بيننا''، مضيفاً: ''إننا لا نفهم هذا الميل، والذي ما زال موجوداً وما زلنا لا نفهمه، والمتمثل في محاولة التقليل من أهمية قواعد القانون الدولي ودور مجلس الأمن''• - وفي خطاب له في العاصمة الفنلندية هيلسنكي يوم الاثنين، تحفظ ميدفيديف بحذر على هدف أوباما الطامح إلى بناء عالم خال من الأسلحة النووية، قائلاً إن روسيا تفضل التركيز على حل المشاكل الآنية، مثل إبرام اتفاق أسلحة استراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة، وإنها ستضع شروطاً على مزيد من التعاون مع واشنطن في الجهود الرامية إلى حظر الأسلحة النووية• وحسب ميدفيديف، فإن الشروط تشمل حظر الأسلحة في الفضاء، وبذل جهود مكثفة لخفض القوات التقليدية، وضمانات على تدمير الأسلحة النووية بدلاً من الاكتفاء بتخزينها• كما شدد على أن خفض الأسلحة الهجومية سيكون غير مجدٍ وبدون فائدة في حال مضت إدارة أوباما قدماً في تنفيذ مخططات ''البنتاجون'' لبناء درع صاروخية دفاعية، حيث قال: ''إننا جد قلقين بشن آفاق نشر أحادي للصواريخ المضادة للأنظمة المضادة للصواريخ، والتي تزيد من تعقيد نزع الأسلحة النووية''• - ومؤخراً، وقع الرئيس قرغيزستان مرسوماً يطالب الولايات المتحدة بإخلاء القاعدة الجوية في ''ماناس''، التي تشكل نقطة بالغة الأهمية على خط إمدادات قوات ''الناتو'' في أفغانستان• ويُعتقد على نطاق واسع أن الدافع وراء هذه الخطوة هو الإعلان عن أكثر من ملياري دولار من المساعدات الروسية لهذه الدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى• وهذا الأسبوع، أعلن ''الكريملين'' من جانبه أنه ينوي تعزيز الوجود العسكري الروسي في ''كانت'' التي لا تبعد سوى أميال قليلة عما سيصبح قريباً قاعدة أميركية سابقة• وإذ يبدو كما أن لو أن شيئاً لم يتغير منذ سنوات بوش، يقول عدد من الخبراء، فلأن لا شيء ذو بال قد تغير في الواقع، حتى الآن على الأقل• وفي هذا السياق يقول أندري كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما: ''إننا في بداية عملية طويلة وصعبة، وسيتعين علينا أن نتفادى عراقيل كثيرة تعترضنا على طول الطريق؛ لأن الكثير من الناس على الجانبين ما زالوا غارقين في عقلية الحرب الباردة''• غير أن كليموف يرى أن كل المشاكل التي ظهرت في الآونة الأخيرة إنما تشير في الواقع إلى فرص للتقدم، طالما أن الجانبين يعترفان بمصالح الطرف الآخر، إذ يقول: ''ينبغي أن يكون ثمة تفاهم أفضل، مما يعني ضرورة الحديث بصراحة''• ولنأخذ أيضاً العاصفة التي أثيرت هذا الأسبوع حول علاقات ''الناتو''• يقول دميتري ترينين، الخبير بـ''مركز كارنيجي'' في موسكو: ''إن مشهد مناورات الناتو في جورجيا، والتي هاجمت وقتلت مؤخراً جنوداً روساً ضمن قوات حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية، يمثل إهانة للجمهور الروسي''، مضيفاً أن ''الكريملين كان مرغَماً على الرد، لكننا اليوم يمكن أن نتجاوز ذلك لأن كلا الجانبين يرغب في تطوير العلاقة''• أما في ما يتعلق بموضوع التخلص من الأسلحة النووية، فإن الجميع يتفق على أنه أمر جيد، غير أنه على واشنطن أن تعترف بأن روسيا أكثر اعتماداً على الردع النووي الاستراتيجي في الدفاع مقارنة مع الولايات المتحدة، كما يقول فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير ''روسيا في الشؤون العالمية''، والذي يضيف: ''إن تقلص الترسانة النووية شيء، لكن ثمة مستوى معين لن تسمح روسيا لنفسها بتجاوزه••• وشروط ميدفيديف ليست عائقاً، بل يمكن النظر إليها باعتبارها بداية عملية من أجل تحقيق الهدف''• ويرى عدد من الخبراء أن على الجميع أن يتعودوا على روسيا تسعى لفرض وتأكيد هيمنتها بشكل أقوى، وهو شيء يمكن أن يتسبب في احتكاكات وخلافات حول أشياء مثل أنابيب الغاز والقواعد العسكرية• غير أن ذلك لا يعني أنه لا يكن أن يكون ثمة تعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ مثل أفغانستان، حيث يقول لوكيانوف: ''إنها علاقة معقدة وما زالت قيد التطور!''• فريد وير - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©