الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وشافيز... مصافحة فمصالحة

أوباما وشافيز... مصافحة فمصالحة
25 ابريل 2009 00:22
تمكن الرئيسان أوباما وشافيز من إخراج بلديهما بشكل غير متوقع من حال الجمود والتوتر التي كانت تطبع علاقاتهما، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما أثناء قمة الأميركتين الأسبوع الماضي في ترينيداد، فقد استبدل القائدان خطابيهما المتشنجين وكلماتهما الشائكة بتحية ودية تبادلها الرجلان، بل إن شافيز الذي قطع علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعدما طردت هذه الأخيرة السفير الفنزويلي في العام الماضي عبر عن رغبته في إرسال سفيره إلى واشنطن• واليوم يقول المحللون إن كلاً من البلدين ينتظر الخطوة التالية للطرف الآخر لترميم العلاقات الثنائية وإرجاعها إلى مستوى ما قبل 2001 خلال الأيام الأولى لإدارة بوش، ولتحقيق ذلك يريد المسؤولون الأميركيون من حكومة شافيز التعاون مع الجهود الأميركية في مجال مكافحة المخدرات وتسهيل إصدار التأشيرات للدبلوماسيين الأميركيين لدخول فنزويلا ووقف شرائها للأسلحة الروسية• وفي المقابل، يسعى المسؤولون الفنزويليون إلى احترام أكبر من إدارة أوباما ورد أميركي خافت تجاه تحركات شافيز ضد المعارضة السياسية• ولكن ما لم يعكس هذا التقارب الودي بين الجانبين تغييراً حقيقياً في مواقف البلدين لا يتوقع المحللون أن يعمر الدفء الأخير طويلا، وذلك بالنظر إلى السياسات الأميركية التي يعتبرها شافيز معادية لبلاده، فضلا عن تاريخ شافيز نفسه في التعامل مع سياسة الولايات المتحدة كقناة خارجية لتصريف مشاكله الداخلية• وفي هذا الإطار، يقول ''باتريك إيسترولاس''، الباحث في شؤون أميركا اللاتينية: ''لقد كانت خطة شافيز دائماً خلق أسباب الصراع مع قوة خارجية سواء أكانت واشنطن، أو كولومبيا أو حتى شركة أكسونموبيل؛ لأنه يحتاج إلى إحداث نوع من التشويش لصرف انتباه الناس عن مشاكل حكومته وإدارتها المتعثرة أحياناً، ولا يهم، في هذه الحال، من هو الشخص الجالس في المكتب البيضاوي''• ولكن مع ذلك، يحرص الجانبان الأميركي والفنزويلي على ضمان تدفق النفط إلى الولايات المتحدة لما في ذلك من مصلحة مشتركة، وقد دخل البلدان في مرحلة من التوتر وتاريخ ممتد من تبادل الحملات الإعلامية الحادة تخللها اتهام شافيز للولايات المتحدة بقتل الأطفال والرضع خلال قصفها لأفغانستان في ،2001 فضلا عن تهمة أخرى للمسؤولين الأميركيين بالتواطؤ على الأقل مع منفذي انقلاب عام 2002 الذي أطاح لثلاثة أيام بشافيز• وفي سياق العلاقات المتشنجة أيضاً التي طغت على البلدين، قام شافيز في العام الماضي بطرد السفير الأميركي تضامناً مع بوليفيا التي أقدمت على طرد السفير الأميركي لديها، فردت واشنطن بطرد سفيري البلدين من الولايات المتحدة• ولكن في قمة ترينيداد ناقشت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، التي رافقت أوباما إلى ترينيداد مسألة إعادة السفراء مع إشارة شافيز إلى وزير خارجية سابق كأحد خياراته لشغل منصب سفير فنزويلا لدى الولايات المتحدة• وعلى هذا الموضوع علق ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية رفض الإفصاح عن هويته قائلا: ''كما أشرنا إلى ذلك سابقاً سيدعم تبادل السفراء بين بلدينا مصالحنا المشتركة، وهي خطوة مهمة لتسهيل التواصل وتحسين العلاقات بيننا''، ولدى عودته إلى واشنطن وجد أوباما نفسه في موقف دفاعي بعدما اتهمه البعض بالتودد المبالغ فيه لشافيز خلال القمة فرد قائلا: ''لديّ اختلافات جوهرية مع شافيز حول عدد من القضايا تهم الاقتصاد والسياسة الخارجية، كما أن خطابه الموجه للولايات المتحدة كان دائماً محتداً وذا نبرة عالية، فقد رأينا حالات تدخلت فيها فنزويلا في شؤون دول تحيط بها بطريقة تثير قلقنا''، وأضاف أوباما: ''لكن من جهة أخرى تقل موازنة الدفاع الفنزويلية بـ600 مرة عن الموازنة الأميركية، ومن غير المرجح أن ينتج عن مصافحة شافيز، أو مخاطبته بأدب، أي تهديد للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة''• ويرى ''فوستو ماسو''، وهو أحد المعلقين السياسيين في كراكاس، أن شافيز اضطر للتودد إلى أوباما لما يحظى به الرئيس الأميركي من شعبية كبيرة في فنزويلا وباقي بلدان أميركا اللاتينية باعتباره وجهاً جديداً في السياسة الأميركية يشبه إلى حد كبير ملامح الأميركيين الجنوبيين، ويضيف ماسو أن ''شافيز يريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة في المدى القصير، لكنه سيسعى إلى تأجيج الخلاف معها مرة أخرى''• تايلر بريدجز- فنزويلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور'
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©