السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بتريوس: الانسحاب من العراق مرتبط بنضج التجربة السياسية

بتريوس: الانسحاب من العراق مرتبط بنضج التجربة السياسية
21 أكتوبر 2007 03:41
اعلنت تركيا امس استعدادها لبحث شن عملية عسكرية مشتركة مع العراق لضرب معسكرات ''حزب العمال الكردستاني''، في وقت نفى القائد العام للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس خلال لقاء صحفي حضرته ''الاتحاد'' في دبي، وجود أي تحركات عسكرية تركية على الأرض تدعم قرار البرلمان السماح للجيش باجتياز الحدود العراقية وضرب قواعد ''الكردستاني''، مشددا على أن الدبلوماسية تبقى الطريق الأمثل لحل الأزمة بين أنقرة وكردستان· وأبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان استعداده لبحث اقتراح نظيره العراقي نوري المالكي شن عملية عسكرية مشتركة لضرب معسكرات ''الكردستاني'' في حال عدم حل الأزمة سلمياً، وتوقع أن تتخذ القوات الاميركية في العراق خطوات عاجلة لضمان الحصول على نتائج جيدة في المعركة ضد ما وصفه بـ''التنظيم الإرهابي'' في شمال العراق· إلا أن بتريوس رفض تأكيد أي معلومات حول مشاركة محتملة للقوات الأميركية في مطاردة متمردي ''الكردستاني''· جاء ذلك، في وقت فشل مجلس النواب العراقي خلال جلسة عاصفة أمس بالتصويت على مشروع قرار يرفض التوغل التركي في شمال العراق بسبب اختلاف على صيغته، وطلب رئيس المجلس محمود المشهداني من رؤساء الكتل النيابية إجراء تعديلات على الصيغة ليتم التصويت عليها اليوم الاحد أو غدا الاثنين· فيما طالبت جبهة ''التوافق'' بطرد عناصر ''الكردستاني'' وإغلاق معسكراته بشكل نهائي· إلى ذلك نفى القائد العام للقوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس وجود أي تحركات عسكرية على الأرض تدعم قرار البرلمان التركي بالسماح للجيش باجتياز الحدود العراقية وضرب قواعد حزب العمال الكردستاني، وأكد في لقاء مع ممثلي الصحافة المحلية والعربية في دبي أمس أن الدبلوماسية هي الطريق الأمثل لحل الأزمة بين أنقرة وكردستان وأن جميع الأطراف يدركون ذلك ويسعون للتهدئة· ولم يؤكد بتريوس تصريحات وزير الدفاع روبرت جيتس حول مشاركة القوات الأميركية في مطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني، لكنه حمل مسؤولية التصعيد إلى الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وأكد أن الدستور العراقي يعتبرهم خارجين عن القانون· واعتبر تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بيوتين التي قال فيها إن النفط هو الدافع وراء الغزو الأميركي للعراق غير صحيحة، وقال ''لو الأمر كذلك لكان من الأوفر على الولايات المتحدة شراء نفط العراق كله وعدم تكبد كل هذه الخسائر''· وأكد على أنه أيا كانت الأهداف السابقة لدخول العراق فلن نتحدث عن الماضي بل عن الحاضر والمستقبل، وقال ''أنا أقود مركبة بدون مرآة· لذا أنظر على الأمام ولا أنظر إلى الخلف وهدفنا الآن هو تحقيق الأمن والاستقرار للشعب العراقي وإعادة بناء عراق حر ديمقراطي موحد''· وردا على سؤال حول التدخلات الإيرانية في الشؤون الأمنية في العراق قال بتريوس ''حن نرحب بأية أدلة تؤكد على التزام إيران بالوعود التي قطعها المسؤولون الإيرانيون على أنفسهم تجاه أمن العراق ونود أن نرى مزيدا من التعاون بشأن تأمين الحدود ووقف تهريب الأسلحة للمليشيات المتمردة''، وأكد أن الجمهورية الإيرانية حريصة على تهيئة أجواء اقتصادية في العراق تشجع على ازدهار التجارة والسياحة الدينية بين البلدين لقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية تطورات إيجابية تتمثل في انخفاض عمليات العنف التي تنفذ بأسلحة مهربة من إيران· وحول احتمال وجود فراغ أمني في العراق تملؤه إيران في حال انسحاب القوات الأميركية أجاب القائد العام للقوات الأميركية والمتعددة أن الشعب العراقي يرفض وبوضوح جميع التدخلات الخارجية وليست التدخلات الإيرانية فقط حتى أن شيعة العراق أنفسهم يؤكدون أن ولاءهم الأوحد هو لوطنهم العراق''· وعن دعمه لخطة الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية، دافع بتريوس عن وجهة نظره قائلا ''أن القوات الأميركية ستواصل دورها في العراق حتى تحقق النجاح المنشود فمن الصعب تحديد أجندة الانسحاب من الآن وحتى عام أو عامين· وأكد أن طلبه سحب 30 ألف جندي قبل منتصف يوليو 2008 لا يعني تحديد موعد تسليم الراية لقيادة القوات العراقية، فالانسحاب لن يكون مرتبطا بجدول زمني محدد بل بمدى نضج التجربة السيادية العراقية وهو أمر مرهون برفع كفاءة الجيش العراقي وتعزيز الشق السياسي المتمثل في حوارات المصالحة العراقية الداخلية وتصويب العملية السياسية والتفاف الشعب العراقي حول قيادته السياسية والتنبه لخطر تنظيم ''القاعدة''· وأكد بتريوس أن القوات العراقية والشرطة المحلية الآن انتقلت من مرحلة مشاركة قوات التحالف القيادة إلى تولي القيادة والإشراف وباتت لها استراتيجياتها وقراراتها الكبيرة وعملياتها الأمنية التي تنفرد بها في مناطق عديدة في العراق وهذا ما يشجع على اتخاذ قرار الانسحاب الجزئي، وقال ''ان الانسحاب التدريجي بدأ بالفعل وتم خفض قوات المارينز في محافظة الأنبار دون أن تحل محلها قوات أخرى وهناك سرية أخرى ستنسحب في ديسمبر المقبل من دون أن تحل محلها سرية أخرى وأن الانسحاب دوما يكون من مكان يشهد تحسنا أمنيا واستقرارا سياسيا لأن أكثر ما يهم هو قيام السكان المحليين بالانخراط في قواتهم الأمنية ورفضهم التعاون أو التستر على المليشيات الإرهابية التي تثير القلق· وكان بتريوس ركز في بداية حديثه على تحسن الوضع الأمني بفضل الجهود الأمنية المبذولة من قبل القوات العراقية وقوات التحالف، وقال ''لقد حققنا تقدما ملموسا من حيث خفض عدد العمليات الإرهابية وتقليل أعداد الضحايا من المدنيين وضحايا القتل الطائفي وتم تقليص نشاط عناصر القاعدة في العراق خلال الشهور الثمانية الماضية''، وأوضح أن العديد من الجماعات المسلحة بدأت تشعر بخطر ''القاعدة'' وأنها اقتنعت مؤخراً بالتعاون مع القوات العراقية وتم تعيين ما يزيد على 20 ألفاً من أبناء العشائر العراقية المختلفة،في صفوف الشرطة خاصة في المحافظات السُنية التي تشارك في جهود ملاحقة عناصر ''القاعدة'' في مناطق شمال وغربي بغداد· وقال بتريوس ''إن اهتمام قوات التحالف المتعددة وتركيزها يختلف باختلاف المنطقة التي تعمل بها فبعض الأحياء تعاني من أعمال عنف طائفية والبعض يعاني من أعمال نهب وخطف من قبل عصابات إجرامية والبعض الآخر يتعرض لعمليات تستهدف البنية التحتية، وقال ''ان التقارير أظهرت انخفاضا ملحوظا في عدد القتلى وهو أمر نعمل بجد مع قوات الأمن العراقية لتحقيقه كحل أمني دائم''· وأشار إلى أن الأهداف العسكرية للقوات الأميركية في العراق تحرز تقدما ملموسا، مؤكداً أن قواته تمكنت من تطهير العاصمة من جميع عناصر ''القاعدة''· وحول نشاط شركات التعهدات الأمنية الخاصة في العراق أكد بتريوس أن عملها يقتصر على حماية الشخصيات السياسية والعسكرية ولا تقوم بأي عمل يدخل في اختصاص الجيش النظامي وأن واشنطن بصدد إصدار قوانين تنظم عمل هذه الشركات داخل العراق وتحدد أطر التعاقد معها· ونفى أن تكون هذه الشركات تتجاوز حدودها وأشار إلى أنه استأجر ذات مرة شركة بريطانية خاصة لتوفير الحماية له في شوارع بغداد وأن هذه الشركات تعمل بكفاءة عالية وتسد ثغرة أمنية في بعض الأحيان كما أنها تحرص على إظهار صورة جيدة للشعب العراقي تعكس رغبتنا في المساعدة وإحلال الأمن· بتريوس منبهر بالإمارات ردا على سؤال حول تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الى برنامج ''60 دقيقة'' على قناة ''سي بي إس'' الأميركية والذي قال فيه ''يعجبني في الولايات المتحدة كل شيء باستثناء سياساتها الخارجية'' قال بتريوس ''يكفيني ما أعجب سموه في الولايات المتحدة وأود بدوري أن أعرب عن إعجابي وانبهاري بما تزخر به الإمارات من حياة وحيوية وما تحققه دبي من إنجازات ونجاحات مبهرة لم أر لها مثيلا من قبل''·
المصدر: بغداد-أنقرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©